جولة تصعيد نوعي جديدة شهدها جنوب لبنان أمس مع اغتيال إسرائيل لقياديَين من “حزب الله” في عدلون التي قُصفت للمرّة الأولى منذ بدء الحرب، بالإضافة إلى قصف مبنى في حانين وقتل مدنيَين بالإضافة إلى جرح عدد من الأشخاص، في حين ردّ “حزب الله” بمسيّرات إشغالية وأخرى انقضاضيّة استهدفت مقرّ قيادة لواء غولاني، ومقرّ وحدة إيغوز 621 في ثكنة شراغا شمال مدينة عكّا.
وفيما يرتفع منسوب الحماوة عند الجبهة في الجنوب، ثمّة من يتوقع باقتراب موعد توسيع الحرب ورفع مستوى حدّتها، خصوصاً وأن مفاوضات وقف إطلاق النار لا زالت عند المربّع الأول وتتعرّقل بشكل دوري بإرادة واضحة من إسرائيل التي لا تُريد وقف عملياتها قبل تطبيق مشاريعها في غزّة وجنوب لبنان.
وبموازاة المشهد الجنوبي، فإن الجمود السياسي على حاله في لبنان، ولا اختراقات تُذكر باستثناء حركة اللجنة الخماسية التي يتضاءل التعويل عليها مع تقدّم الوقت انطلاقاً من أن المفاوضات تُراوح في الحلقة المفرغة نفسها، خصوصاً وأن الربط بين إنجاز الاستحقاقات وانتهاء الحرب لا يزال قائماً.
عضو كتلة التنمية والتحرير النائب أشرف بيضون تطرّق إلى اللقاءات التي تعقدها اللجنة، وآخرها كان أمس مع رئيس مجلس النواب نبيه برّي، مشيرا إلى أن المساعي لعقد حوار أو مشاورات مستمرّة، واللجنة الخماسية تُحاول إقناع جميع الرافضين بهذا المخرج لأن التوافق هو الباب الوحيد لإنجاز الاستحقاقات.
وعن تأجيل الإنجاز إلى ما بعد انتهاء الحرب، يعتبر بيضون أن الأمر مرتبط بإرادة القوى السياسية، لكن ما هو مؤكّد أن بديل الحوار هو إطالة أمد الأزمة.
وعن جلسة المجلس النيابي الخميس حيث يتوقع أن تؤجّل بموجبها انتخابات المجالس البلدية، يلفت بيضون إلى أن الجلسة قائمة والنصاب مؤمن، لكن النقاشات داخل الجلسة تحسم موضوع التمديد من عدمه.
إلّا أنه في هذا السياق، ثمّة توافق سياسي واسع، على رأسه التقاء وجهات النظر بين حركة أمل والتيار الوطني الحر على وجوب تأجيل الانتخابات لجملة من الحسابات والأسباب، وبالتالي فإن النصاب مؤمن والأصوات الداعمة للاقتراح أيضاً.
إذاً، فإن استحقاقاً جديداً يُرحّل إلى ما بعد انتهاء الحرب التي يبدو أنها ستطول، وهو حال مختلف الاستحاقاقات، على أمل ألا يرتفع منسوب التوتر في الجنوب أكثر وتتمدّد الحرب، فالمخاوف من ذلك تزداد جدّية أكثر.