مع استمرار الانكفاء «الازرق» الحزبي والسياسي عن الساحة السياسية، ترى اوساط سنية واسعة الإطلاع ان الحراك السني، الذي نشط في الاشهر الاخيرة من العام 2022 ، طبيعي ويصب في إطار أخذ كل جهة او حزب او جمعية او تجمع سني، موقعه في الحياة السياسية والسنية ، لا سيما في المدن الكبرى كطرابلس وبيروت.
وتؤكد الاوساط ان التعاطي مع الامر يتم من زاويتين:
– الاول يعتبر في كسر احتكار مشروع الرئيس سعد الحريري وقبله والده رفيق الحريري للسنّة فرصة سانحة.
– الثاني يرى ان لا امكان لوراثة الحريري، فلا احد يحل مكان احد، لكن كل مكوّن سني يمكنه ان يأخذ مكانه الطبيعي، ويستعيد تمثيله في بيئته وجمهوره.
ومن التوجه الاول، يستمر تحالف «الاحباش» مع النائب فيصل كرامي لانشاء «الجبهة الوطنية»، وتكشف اوساط معنية باللقاء، ان التشاور مستمر بين اعضاء هذه الجبهة والامور ايجابية، في انتظار تأكيد عدد من نوابه العشرة السير فيه وحسم خياراتهم، بالاضافة الى انتظار نتائج المفاوضات مع نائبين مسيحيين.
في المقابل، لا يزال رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وهو اليوم في رأس السلطة وفي اعلى موقع سني سياسي، يسعى الى ان يكون «الرقم الصعب» سنياً مع انكفاء الحريري.
وتكشف اوساط طرابلسية ان سعي ميقاتي لانشاء كتلة سنية مستمر، وهو يركز على جبهة شمالية تمتد من عكار الى المنية والضنية وبيروت، ولكن حتى الساعة الامور لم تنضج بعد، رغم انه يلتقي عددا من النواب فرادى ويبحث معهم الملفات المناطقية والانمائية.
اما بيروت، فتشهد «صراعاً سياسياً ملتهباً» منذ اسابيع، اذ يتم التركيز من عدد من الشخصيات على «خرق» انتخابات «اتحاد العائلات البيروتية»، ولكن حتى الساعة تسود الخلافات بين اعضائه المنقسمين بين جهات وتوجهات حزبية متعددة. وتكشف اوساط سنية بيروتية ان «الاتحاد»، كان يدين بالولاء لسعد الحريري، وانشأه ليكون ظله وصداه في المدينة. وبعد تعليق عمله السياسي يحاول الرئيس فؤاد السنيورة ان يعود الى بيروت من بوابة «الاتحاد»، بعد الفشل الذريع في انتخابات العاصمة النيابية، حيث لم يفز اي مرشح من كتلته. ويبرز ايضاً، حراك لكل من النائبين نبيل بدر وفؤاد مخزومي وللوزير السابق محمد شقير، وكل هذه القوى تسعى لأن تحجز مكاناُ بيروتياً ثابتاً من خلال الاتحاد وغيره، بعد تحقيق نجاح في الانتخابات النيابية.
وتقول الاوساط ان التركيز في المدن ذات الكثافة السنية في طرابلس وبيروت طبيعي، ولكون الثقل السني يتركز تاريخياً فيها. وهناك عشرات العائلات التي لها تأثير وتاريخ وحضور كان الغاه الحريري الاب والابن، وحان وقت ان تعود الى الضوء، وربما من بوابة الانتخابات البلدية، والتي يؤكد اكثر من مرجع تخوفه من تطييرها، في حال لم تنته محنة الرئاسة ولم تشكل حكومة انقاذية اصيلة.