صُدم العالم أمس بتداعيات الإعصار «دانيال» الذي كان قد ضرب شرق ليبيا، لا سيّما مدينة درنة المنكوبة، حيث جرفت السيول مناطق بأسرها، بعدما ارتفعت حصيلة ضحاياه المرشّحة للزيادة إلى أكثر من 6000 قتيل، وفق المتحدّث باسم وزارة الداخلية في حكومة الشرق طارق الخراز، بينما أكد المسؤول في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر طارق رمضان في جنيف أن «حصيلة القتلى ضخمة وقد تصل إلى الآلاف»، مشدّداً على أن «عدد المفقودين وصل إلى نحو 10 آلاف شخص».
وفي السياق، أكد وزير الصحة في حكومة الشرق عثمان عبد الجليل أن «الأوضاع في درنة تزداد مأسوية ولا توجد إحصاءات نهائية لأعداد الضحايا وهناك كثير من الأحياء لم نتمكّن من الوصول إليها»، متوقعاً ارتفاع عدد الوفيات إلى 10 آلاف، وطالب الدول الصديقة بالمساعدة في إنقاذ ما تبقّى من مدينة درنة ومناطق الجبل، فيما أشار وزير الموارد المائية محمد دومة إلى أن أضراراً كبيرة للغاية لحقت بشبكات المياه والبنية التحتية والصرف الصحي في درنة. ودعت هيئة رئاسة مجلس النواب في ليبيا أعضاء المجلس إلى عقد جلسة طارئة غداً في مدينة بنغازي لاتخاذ ما يلزم من «إجراءات عاجلة» لمواجهة الكارثة.
أمّا في إطار المساعدات التي باتت مسألة حياة أو موت بالنسبة إلى الآلاف، فأعلنت حكومة الغرب بقيادة عبد الحميد الدبيبة إرسال طائرتَي إسعاف ومروحية و87 طبيباً وفريق إنقاذ، فيما أشار الرئيس الأميركي جو بايدن إلى أن بلاده قرّرت إرسال أموال مخصّصة للطوارئ إلى منظمات الإغاثة في ليبيا، مؤكداً أن إدارته تُنسّق مع السلطات الليبية والأمم المتحدة لتقديم الدعم للّيبيين المتضرّرين. ولفت الهلال الأحمر الإماراتي إلى مغادرة طائرة إغاثة تحمل «كميات كبيرة من المواد الغذائية والإيوائية والاحتياجات الضرورية الأخرى» إلى ليبيا لمساندتها في مواجهة تداعيات الفيضانات.
كما أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال اتصال هاتفي مع رئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي، أن القاهرة «لن تدّخر جهداً في دعم الأشقّاء الليبيين»، فيما وصل وفد عسكري مصري برئاسة رئيس أركان حرب القوات المسلحة الفريق أسامة عسكر إلى ليبيا لتنسيق سُبل تقديم الإغاثة الإنسانية العاجلة. وأبدت دول أخرى تضامنها مع الشعب الليبي المنكوب منها المملكة العربية السعودية وبريطانيا وإيطاليا وألمانيا وفرنسا وتركيا والجزائر وغيرها.
وبالإنتقال إلى المغرب المفجوع بدوره جرّاء الزلزال التاريخي الذي ضربه، تواصلت عمليات البحث والإنقاذ أمس للعثور على ناجين وتقديم المساعدة لمَن فقدوا منازلهم رغم تلاشي الآمال بعد أكثر من 72 ساعة على الزلزال المدمّر الذي خلّف نحو 2900 قتيل و5530 جريحاً، في وقت زار فيه الملك محمد السادس مصابين في المستشفى الجامعي في مراكش وتبرّع بالدم تضامناً معهم.
وأنشأ الجيش المغربي مستشفيات ميدانية لتقديم المساعدة. ومن جنيف، وجّه الصليب الأحمر الدولي نداءً لجمع أكثر من 100 مليون دولار لتوفير الاحتياجات العاجلة للمغرب. وفي حادثة ملفتة تشي بأنّ المصيبة لم تستطع فتح كوّة في جدار الخلافات العميقة، أبلغت السلطات المغربية الجزائر برفض مساعداتها الإنسانية.


