نضال العضايلة
“رسالتنا اليوم هي أنّ الشعب اللبناني في قلوبنا وفي أذهاننا، نحن معكم في هذه الأوقات الصعبة”. (الملك عبدالله الثاني ابن الحسين في المؤتمر الدولي الثالث لدعم لبنان في اب 2021).
دائماً ما يؤكد المسؤولين في الأردن، على اهتمام بلادهم بدعم لبنان وصون استقراره، والتزامها بالتنسيق مع كل الجهات والدول لتأمين الاحتياجات اللبنانية في إطار التوافق الدولي القائم. وكثيراً ما يعلن الأردن عن تضامنه مع لبنان، ويشدد على الحرص على لبنان الشقيق، وأن الاحتياجات اللبنانية والمتطلبات لتأمين الاستقرار هي دائما في صدارة الإهتمامات الأردنية.
الأردن ليس لديه خلافات مع أحد، والأردن كان ولا يزال محكوم بالعلاقات مع اشقائنا، واليوم لديه مقاربات متعلقة بتأمين احتياجات اللبنانيين، وهو ملتزم بالوقوف إلى جانب اللبنانيين في ظروفهم الصعبة.
الرسائل القادمة من الأردن، تؤكد للبنانيين بالوقوف الى جانبهم في أحلك ظروفهم، وهو الذي كان في طليعة من قدموا يد المساعدة لهم بعد كارثة انفجار مرفأ بيروت، هذه الرسائل جاءت للتعبير عن التضامن بكل ما يستطيع تقديمه للاشقاء في لبنان، مؤسسات ومواطنين، وهذا توجيه والتزام من الأردنيين ازاء الشعب اللبناني وهو التزام لا يتزعزع.
ودائماً ما ينظر الأردن إلى لبنان دولة شقيقة، وهو يتابع باهتمام ما يجري في لبنان، وإهتمامه دائماً بأن يحمي لبنان البلد ويحمي لبنان الشعب، بغض النظر عن أي مواقف سياسية أو أي اعتبارات سياسية، وموقف الأردن الدائم هو أهمية حماية لبنان بإرثه وتاريخه، البلد الذي كان له دور مهم وأساسي في العمل العربي المشترك، والشعب اللبناني الشقيق الذي دائماً كان نموذجاً في الإستنارة وفي العطاء في المنطقة.
وفي عمان وبيروت، سياسيون، واقتصاديون ومختصون يتحدثون عن أهمية العلاقات بين البلدين، إذ من المفترض أن تمهد العلاقة الأخوية القوية هذه الطريق أمام الكثير من الحوارات والاتفاقيات التي قد يتم توقعيها بين الحكومتين الأردنية واللبنانية مستقبلا.
ومن هذا المنطلق يبدو موقف الأردن حاسماً في دعم إستقرار لبنان ومنع إنهياره، وتبرز المساعدات الإنسانية المتواصلة من الأردن إلى الشعب اللبناني، لكن الأهم الموقف السياسي الواضح، ولم يتأخر الأردن في تسهيل عملية مدّ لبنان بالكهرباء عبر أراضيه لأنه يعلم جيداً أن مسألة دخول صهاريج المازوت الإيرانية ليس موضوعاً إنسانياً أو إقتصادياً بل إنه سياسيّ بامتياز وهدفه تثبيت مواقع نفوذ إيرانية في بلد عربي، والتنمير على العرب والقول إنهم يتركون لبنان لقدره بينما تمدّ طهران يد العون له.
لذلك فان عمان لا تقصّر في هذا المجال بل إنها تضغط من أجل المساعدة وإنتشال البلد من أزماته، على رغم أنها تعاني من مشاكل كثيرة وليس آخرها تفشّي وباء كورونا.