العهد يريد قبع سلامة… والحزب قبع القاضي طارق البيطار
تواصل المنظومة سياستها في المقايضة على وقع الازمات المتتالية والتي تنزل علينا كزخات المطر والالتهاء بصغائر الأمور يُظهر فشل العهد والمنظومة من ساسها الى رأسها، ولعلّ المقايضات تنتشل العهد من قعر جهنم الذي هو ذات نفسه من اوصلنا اليه.
الإصرار على الأمور الصغيرة ما هو الا دليل على المراوحة والاستغلال السياسي من خلال التركيز على تفاصيل ثانوية كتطير الحاكم المركزي حيث يتمسك التيار الوطني الحر بهذه الإقالة، في حين ان الثنائي الشيعي يتمسك بقبع القاضي طارق البيطار واليوم الثنائي الشيعي يعلن في بيان انه سيفرج عن جلسات مجلس الوزراء من أجل إقرار الموازنة العامة للدولة ومناقشة خطة التعافي الاقتصادي فأعلنا العودة للمشاركة في أعمال مجلس الوزراء مع تمرير رسالة مبطنة عن البيطار الذي خالف الأصول الدستورية. ولكن ماذا وراء قرار الثنائي الشيعي المفاجئ!
اولاً: قرار الثنائي جاء قبل أيام من بدأ التفاوض الرسمي بين الحكومة اللبنانية وممثلي صندوق النقد الولي في 21 من الشهر الجاري والطرفان مثلهما مثل سائر السلطات السياسية والمالية يعرفان ان لا تفاوضا جديا من دون إقرار موازنة شفافة واصلاحية والا لا خطة تعافي اقتصادية التي قد تؤدي الى مزيد من الانهيار للعملة الوطنية.
ثانيا: حدد الثنائي في بيانهما المشترك عنوان عودة الحكومة الى العمل بالموازنة وخطة التعافي وكل ما يرتبط بتحسين الوضع المعيشي للبنانيين.
ثالثاً: ببيان للثنائي الشيعي الدولار ينخفض الى ما دون ال 25000 ألف ليرة.
رابعاً: الخيبات المتتالية وتأزم الأوضاع وفشل كل المحاولات لامتصاص النقمة في الداخل والخارج لا سيما فشل الدعوة الى حوار وطني والخيبات في إبقاء العهد وحليفه حزب الله في الواجهة ولربما ان الحليفان التمسا هشاشة وضعهما لا سيما والانتخابات النيابية على الأبواب والتحالفات هشّة.
تقدير سيد العهد كان تقديراً خاطئاً…
دعوة رئيس الجمهورية الى طاولة الحوار كانت من أفشل القرارات التي تم اتخاذها ولربما هذه المرة كان غائبا مستشار العتمة سليم جريصاتي فلم ينصح الرئيس وصهره بتجاوز فكرة الدعوة الى الحوار الوطني!
فالخيبة كانت كبيرة لا سيما من الحلفاء قبل الخصوم حتى سليمان فرنجية الذي لبى الدعوة بناء على حليفه حزب الله حضر الى بعبدا اكراما للصديق الحليف وليس للرئيس الداعي، وعلى ما يبدو ان الرئيس عون وصهره جبران باسيل يعيشان في عزلة كبيرة من خلال البرود الذي التمسوه من الدعوة الى الحوار الوطني.
العهد بالمرصاد… على الرغم من الفشل الذي يعيشه
اما فيما يختص بالوضع الاقتصادي فكلما حاول الحاكم لجم الدولار اشتد الهجوم العوني عليه حتى ولو كانت الحلول آنية. فالحاكم يحاول إيصال رسالة للعهد انه قادر على خلق حلول ولو موضعية ولإنقاذ الوضع حتى ولو في اللحظة الأخيرة، وانتشال لبنان من دهاليز اكثر جهنمية، مع العلم ان هذه المحاولة والقرارات والتعاميم للحاكم لن تدوم طويلا وخاصة في ظل عدم انعقاد مجلس الوزراء وبعد بيان حركة امل وحزب الله بالإفراج عن جلسات مجلس الوزراء لنرى ما هي الإنجازات التي سيقومون بها ولنرى الموازنة وكل المراسيم التي تستوجب تصويت الوزراء عليها لكي تصبح نافذة من انتخاب هيئة الاشراف على الانتخابات ولقانون بدل النقل وللمساعدة المالية التي تحدث عنها الرئيس نجيب ميقاتي للقطاع العام وغيرها من المراسيم والقوانين.
سلامة رصيد لوقت الضيق
أكد رياض سلامة ان التعاميم التي أصدرها سوف تبقى، وعملية تقليص الأوراق النقدية من السوق ستكون بين المصرف المركزي والمصارف التجارية، وان هذه التعاميم هي للحد من تقلبات سوق الصرف، مما يؤدي الى تعزيز قيمة الليرة اللبنانية امام الدولار.
وعلى الأثر بدأنا نشهد خلالاً في السوق الموازية والتي هي غير شرعية وبدأ الدولار من منشار الى الهبوط، فالدولار من 33000 الف ليرة هبط الى نخو 24000 الف ليرة وعلى الأثر تراجعت أسعار المحروقات.
الا ان العهد لم يكن يحسب هذه الخطوة لسلامة فدفع بالقاضية غادة عون لشن هجوم عليه من خلال ملاحقته قضائياً، كذلك الامر برئيس التيار الوطني الحر الذي اعتبر ان أي انقاذ جدي لا يمكن ان يتم او ان يكون عن طريق رياض سلامة.
العهد يريد قبع سلامة… والحزب قبع القاضي طارق البيطار
كل المحاولات التي يحاولها رياض سلامة من اصدار تعاميم، واستبدال المعاشات بالليرة اللبنانية بالدولار حسب سعر المنصة وتقليص السوق من الأوراق النقدية لم تعد تهم العهد، فالأهم هو قبع رياض سلامة، وإصرار الثنائي على قبع القاضي البيطار فهل ستقع المقايضة؟
المصلحة مشتركة ما بين العهد والثنائي الشيعي من خلال تطيير الرجُلَيْين وهذا ما أكده الشيخ نعيم قاسم بقوله: تكبيل البيطار مقابل الحكومة.