نضال العضايلة
تصدر خبر خطوبة الإعلامية الأردنية لانا القسوس على رجل الأعمال المهندس ياسر المناصير التريند على محرك البحث جوجل، وذلك بعد نشرها لصور حفل خطوبتها، مما دفع المتابعين للتساؤل عن فارق العمر بين الخطيبين، واختلاف الدين بينهما.
كمية التنمر على السوشيال ميديا على خطوبة القسوس من رجل الأعمال والمليونير يأسر المناصير ابن عم الملياردير زياد المناصير لم تكن طبيعيه، رافقها قمة في الانحطاط الأخلاقي والمجتمعي بشكل لا يُصدق.
العوام في مجتمعنا بحاجة لاعادة تربية جماعية، فما خرج من افواه الكثيرين محزن ومقرف، وليس الا انعكاس لما تنضح به دواخلهم من تفاهة وحسد ناتج عن عقد نقص، فالقطيع لن تربيه إلا القوانين الصارمة.
التعليقات السلبية التي صدرت فور إعلان نبأ الخطوبة تؤكد على انه اذا انت ما بتقدر تفرح لفرح غيرك معناته عندك مشكلة، فالأرض كبيرة بتوسعنا كلنا، واختلاف الغير وخياراته اللي ما بتشبه تفكيرنا ما بتأثر على حياتنا في شيء، واذا كنت مراكم تجربة مغايرة لتجربة الآخر ما بيعني انك صح وهو غلط.
والسؤال، لماذا كل هذه الانتقادات؟ والكلام الفاضي، ولماذا كل التعليقات تظهر كمية الحسد والحقد عند البعض؟، فحقيقة مشاركة الناس الأمور الشخصية تجعل كل مريض وحسود يتفلسف ويسمعنا كلامه القذر.
التعليقات السيئة والبشعة تنم على السواد والطائفية الدينية والتعصب المريض الذي يبيّن لنا كم نحن حقودين ونكره بعضنا البعض، وأن معياداتنا على بعضنا البعض في الأعياد كذب ونفاق، فلا خلّوا فيها ملح الأرض محبة ولا خلوا فيها حرمة للأيام الفضيلة التي نعيشها.
حجم النشاط الشعبي والاساءات التي تعرضت لها القسوس وخطيبها يصلح ان يكون عنوانا لبحث علمي في مجال علم الاجتماع والنفس، فالعبث في خصوصيات الناس والاساءة التي يضمن الجبناء انهم بمنأى عن سلطة القانون فيها هي احد خصائص الشعوب المهزومة المعزولة التي قال فيها الشاعر مظفر النواب : يحشر أنفه في كل قضايا الكون ويهرب من وجه قضيته لقد تركنا كل موبقات الفساد والقهر والدعارة السياسية التي تمارس في هذا الوطن وأصبحت قضيتنا خطوبة لانا والمناصير.
هل سألتم انفسكم لماذا لا نلقى نتيجة لانتقاد المسائل الكبرى في الأردن؟، الإجابة باختصار هي أن الكثير من الشعب الأردني اعتاد على انتقاد ما يعنيه وما لا يعنيه ودائمًا يتصدر قائمة اللي مش عاجبه العجب، وعندما اصبح الإنتقاد عادة يومية للصغيرة والكبيرة لم يعد للنقد البناء هيبة ولم يعد يؤخذ بعين الاعتبار، دعوا الخلق للخالق ولتترك ساحة النقد لأهلها لكي لا نتسائل في يوم لماذا لا تسمعُ أصواتنا ولا تفهمُ إشاراتُنا.
وأخيراً، التعليقات الرديئة التي طالت الاعلامية لانا القسوس وياسر المناصير تدلل على بشاعة النفوس وتأصل شرور التدخل في شؤون الاخرين، وقباحة شكل المجتمع الأردني امام المجتمعات المتحضرة، ودناءة الأنفس المريضة مقابل الكم الهائل من الحسد والتنمر.