نضال العضايلة ويارا الغزاوي
من منا لا يحب فلسطين؟، ومن منا لا يعرف تاريخ النضال الفلسطيني في مواجهة الغطرسة الصهيونية منذ اقدام بريطانيا على زراعة اليهود في الخاصرة العربية.
فلسطين التي تغنى بها الشعراء وجسدتها الدراما العربية، وتحدثت عنها وسائل الإعلام المختلفة المحلية منها والدولية، هي فلسطين التي غنى بها محمود درويش وقال: واقفون هنا. قاعدون هنا. دائمون هنا. خالدون هنا.
تابعت على مدى أسبوع واحد من المسلسلات العربيه النادرة التي تجسد معنى الوطن وتاريخ الانعقاد الثوري في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي البغيض، هذا المسلسل الذي تدور رحاه على أرض فلسطين، حيث المجد والخلود والبطولة والوعد الحق.
أولاد المختار مسلسل فلسطيني الذي تم تصويره داخل فلسطين، في أراضيها ومنازلها وبلسان أهلها، هذه الدراما التي تحكي رواية فلسطين ابتداء من النكبة وسقوط فلسطين في عام 1948، مروراً بالنكسة عام 1967 لتنتهي أحداث المسلسل عام 1978 تقريبا واتفاقية كامب ديفيد، من خلال نموذج لقرية فلسطينية عايشت كل هذه الأحداث.
ويسلط المسلسل الضوء على حياة الفلسطينيين وعاداتهم الجميلة وارتباطهم بأرضهم، كما يبين دور الاحتلال في زرع الفتنة والفرقة والعملاء بينهم، وكيف عمل على انتزاع أراضيهم بالقوة والعنف والاحتيال والتزوير، ثم يبين دور أهل فلسطين في مقاومته بشتى الطرق.
يعتبر المسلسل خطوة مهمة جديدة في نشر الثقافة والفن الفلسطيني المغنى، دراما فلسطينية تزاوج بين النضال الفلسطيني ضد الاحتلال والحياة الاجتماعية في قرية الزهرة الفلسطينية التي احتوت بعض اللاجئين، بالإضافة إلى سكانها، الدراما التي حاربت الجهل والتخلف كما حاربت المحتل.
يعتبر اولاد المختار قسط من الذاكرة الحية التي ساهمت في التوثيق والتأريخ لماضي نضالي مجيد ، هكذا هي الدراما الثورية الفلسطينية، ولدت كبيرة من رحم حدث أكبر، هي كفاح يتسم بالعظمة والخلود، نضال بالقلم والصورة ومكنون فنّي تاريخي ما فتئ يجسّد مشاهد مرئية لشواهد واقعية، هكذا عرف جيل الباحثين عن التحرير وعاشوا تفاصيلها الزمانية والمكانية، من خلال هذا الأرشيف الإعلامي المرئي الثري بأنباء الأمس، تعتبر هذه الدراما مذكّرات تاريخية تفيض وتزخر بالقيم الوطنية، من انتماء ومشاركة ومسؤولية واعتزاز بالهويّة الوطنية وأرض الوطن .
هذه حكاية موطن في كل سطر ذاكرة، سرق الغريب فصولها بجريمة ومؤامرة، هكذا تقول أغنية الشارة في مسلسل أولاد المختار من تأليف الكاتب الأردني الكركي هاشم كفاوين وإخراج الفلسطيني بشار النجار، ومن تمثيل نخبة من الفنانين الفلسطينيين، بمشاركة من النجمة الأردنية سهير فهد.