استضاف مركز مؤسسة عامل الدولية في حارة حريك، يوم 20 أيلول 2024، وفد لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا وحق العودة” الأوروبية، بمناسبة الذكرى الـ42 لمجزرة صبرا وشاتيلا. هذا العام، جاء الوفد إلى لبنان ليس فقط لإحياء ذكرى المجزرة كما جرت العادة، بل أيضًا تضامنًا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني اللذين يتعرضان لمجازر إسرائيلية على مرأى العالم.في المركز الذي يضم معرضًا توثيقيًا دائمًا عن المجزرة، استقبل الوفد، الذي تألف من عشرات الناشطين الأوروبيين والأمريكيين، الدكتور كامل مهنا، رئيس مؤسسة عامل الدولية ومنسق عام تجمع الهيئات الأهلية التطوعية اللبنانية والعربية، والدكتور قاسم عينا، رئيس جمعية بيت أطفال الصمود، والإعلامي أحمد بزون،
ومؤسس دار “نسلن” للنشر الكاتب سليمان بختي، بالإضافة إلى كادر المؤسسة.وقد أُعلن أن “عامل”، بالتعاون مع شركائها في جمعية بيت أطفال الصمود وبلدية الغبيري ولجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”، قد بدأوا فعليًا التخطيط لإنشاء مركز ثقافي ومتحف على أرض المقبرة الجماعية، من تصميم المهندس الدكتور غازي مكداشي. سيُقام هذا المركز ليكون شاهدًا دائمًا على المجزرة ومكانًا للحفاظ على الذاكرة التاريخية وتسليط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني عبر الأجيال. وقد تم عرض نموذج مصغر للمتحف خلال الزيارة، في إشارة إلى الجهود التضامنية الدولية المنظمة لتحقيق العدالة لضحايا المجزرة، سواء من الشهداء أو الناجين.رحب الدكتور كامل مهنا بالوفد، مشيدًا بشجاعة المشاركين لهذا العام والتزامهم غير المسبوق، إذ تحدوا كل الصعوبات التي يعيشها لبنان، بما فيها التفجيرات التي وقعت في الأيام الأخيرة، لأداء هذه الزيارة السنوية إحياءً للذكرى وتضامنًا مع الشعبين اللبناني والفلسطيني.
وأكد مهنا أن القضية الفلسطينية هي جوهر النضال من أجل حقوق الإنسان والعدالة الدولية، وأنها تمثل مشروعًا لتحرير الإنسان والأرض من هيمنة النظام العالمي المجرم الذي يستعبد الشعوب.كما وجه مهنا رسالة للبنانيين قائلاً: “نتألم لجراح شعبنا ونصون كرامته، ونتضامن مع كل الضحايا. نطالب بالعدالة والمحاسبة لإسرائيل التي تهدد السلام العالمي. نحن، الذين عملنا مع الناس طوال 45 عامًا، سنبقى في الصفوف الأمامية رغم الاستهداف المستمر لفريقنا ومراكزنا. ورغم تعرض مركزنا في الخيام لأضرار كبيرة بسبب القصف الإسرائيلي المتكرر لخمس مرات، فإن فريقنا الصامد لا يزال يقدم الخدمات عبر العيادات المتنقلة في منطقة حاصبيا مرجعيون، وعبر مراكزنا في العرقوب وحلتا والفرديس وابل السقي، بدعم من مراكز عامل في صور والبازورية والنبطية والبقاع وبيروت وجبل لبنان. من هنا، من حارة حريك، نؤكد أن الحروب تزيدنا إصرارًا على الدفاع عن الحق”.واعتبر مهنا أن إنشاء مركز ثقافي ومتحف على أرض المقبرة الجماعية، بالتعاون مع لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا” وجمعية بيت أطفال الصمود وبلدية الغبيري، يُعد تجسيدًا عمليًا للمناصرة والالتزام بالقضية.
وأضاف أن هذه الخطوات، رغم صغرها، هي بالغة الأهمية في الطريق إلى فلسطين، لأن الانتصارات هي عملية تراكمية وليست إنجازًا يُحقق في ليلة واحدة.من جهته أعرب الدكتور قاسم عينا عن تضامنه مع ضحايا الاعتداءات الاسرائيلية على امتداد الأوطان العربية، وأكد العمل الإنساني بجوهره هو سعي لتحقيق العدالة، وهو تحديداً ما يحتاجه العالم اليوم لايقاف الجنون والحروب التي تلوح بالأفق، مشدداً على ضرورة توجيه وتحويل حركة التضامن العالمية مع الشعب الفلسطيني، إلى قوة فعّالة يتم من خلالها دعم صمود الشعب الفلسطيني وإيصال صوته إلى كل المنابر والمحافل، ذلك أن المشاعر وحدها لا تكفي لتحرير فلسطين ومحاكمة الاحتلال الاسرئايلي، بل يجب تعميم النضال على كل الميادين، لأن كل متضامن مسؤول من موقعه عن تعريف العالم بالقضية الفلسطينية وحشد التأييد لحقوق الشعب الفلسطيني.
ختامًا، ألقى السيد فلافيو، ممثل لجنة “كي لا ننسى صبرا وشاتيلا”، كلمة حيا فيها نضال وصمود الشعبين الفلسطيني واللبناني في مواجهة إسرائيل المدججة بأعتى الأسلحة والدعم العالمي.
وأكد أن اللجنة تسعى لتوسيع حركتها في أوروبا لاستيعاب التيار الشعبي المناصر للقضية الفلسطينية، والعمل على مبادرات بناءة وفعالة. وقال: “نحن ملتزمون منذ 42 عامًا بتحقيق العدالة لضحايا مجزرة صبرا وشاتيلا، وسنواصل نضالنا حتى يتحقق هذا الهدف، لأن هذا يمثل تجسيدًا لإنسانيتنا المشتركة”.