دخل الموقوفون الإسلاميون في سجن رومية أسبوعهم الثاني من الإضراب عن الطعام، احتجاجا على، ما وصفوه، بمعاناتهم وغياب العناية الطبية والغذائية، والتي أدت إلى موت عدد من السجناء كان آخرهم السجين عمر حميد، الذي قضى بأزمة قلبية قبل أسبوعين.
ينظم السجناء اعتصامات يومية في باحة السجن، مطالبين بتغيير الواقع. ودعوا المسؤولين في الدولة إلى «تغيير واقع السجن قبل الوصول إلى الانفجار». فيما يبرر المسؤولون ما يحصل بعجز الدولة عن تحسين ظروف السجون، بالنظر إلى الانهيار الذي تعانيه مؤسساتها والشح في موازنة الصرف على السجون.
ووجه الشيخ خالد حبلص، الذي يصنف «عميد» السجناء الإسلاميين في رومية نداء عبر «الأنباء» إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي والمسؤولين، ذكرهم بأن «السجين إنسان يحق له العيش الكريم حتى تنتهي محكوميته». وأكد أن «السجين في لبنان» يعاني منذ أعوام أسوأ حالاته إن لجهة الحرمان من الطعام والشراب أو الاستشفاء أو تأخير الأحكام لسنوات طوال أو صدور الأحكام الجائرة، مشيرا إلى أن السجناء«باتوا عرضة للأمراض الموهنة، ويتساقطون موتى الواحد تلو الآخر، وليس الشاب عمر حميد الذي قضى قبل أسبوعين أولهم ولا آخرهم، بل سبقه العشرات ولا أحد يبالي».
وسأل حبلص: «ماذا يعني وجود طبيب واحد لـ 5000 سجين ولا يوجد تفسير طبي لما يجري للسجناء؟ رفضنا الطعام الذي تقدمه إدارة السجن منذ أسبوع مزودين إياها بمطالبنا المحقة، عل صوتنا يصل إلى المسؤولين. وأعلى ما نطالب به، تحديد سقف لحكم الإعدام والمؤبد وأن تكون السنة السجنية ستة أشهر لمرة واحدة». ورأى أنه في ظل وضع السجون المهترئة، يجب على المسؤولين تدارك الأمور قبل انفجارها.
وبخلاف الاعوام السابقة التي شهدت حالات تمرد واحتجاجات، لا يلقي السجناء أي لوم على القوى الأمنية المعنية بحماية السجون وإدارتها. واعترف مصدر أمني بـ «أحقية مطالب السجناء». ورأى أن «الأوضاع الصعبة في السجون اللبنانية، ناتجة عن تراجع التقديمات الطبية والغذائية وتراجع عامل النظافة». وأوضح لـ «الأنباء»، أن السجناء «باتوا محرومين من اللحوم في وجبات الطعام، إلا ما ندر في بعض الأوقات»، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن «الزنازين ودورات المياه باتت تعاني التشقق وتسرب المياه في ظل فقدان الصيانة الدورية المعتادة».
واعتبر أن «ما يفاقم المشكلة ارتفاع عدد الموقوفين والاختناق الذي تعانيه السجون، وهذا ما يرفع من معاناة السجناء». وشدد على أن «الوضع صعب للغاية ليس في المبنى» بـ «حيث الموقوفين الإسلاميين فحسب، بل في كافة مباني سجن رومية، وهذا ما ينسحب على كافة السجون في كافة المحافظات اللبنانية».
من جهته، كتب النائب اللواء أشرف ريفي عبر منصة «اكس»: «لليوم السابع يستمر إضراب السجناء في المبنى وسط غياب تام للمعالجة في المطالب الإنسانية المحقة والبديهية». وقال: «حذرنا وننبه بأن استمرار الوضع الكارثي في سجن رومية وبقية السجون سيؤدي إلى وضع صعب جدا، لذا أدعو الدول الصديقة والمهتمين بالشأن الإنساني إلى مد يد المساعدة لتفكيك القنبلة الموقوتة في السجون اللبنانية».
يوسف دياب – الانباء الكويتية