أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس في بيان أن محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) قُتل في ضربة جوية إسرائيلية على غزة الشهر الماضي.
وجاء الإعلان بعد يوم واحد من اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس إسماعيل هنية في العاصمة الإيرانية طهران.
ميدانيا تدخل الحرب على غزة يومها الـ300، في ظل مجازر مستمرة في القطاع، إذ استهدف الاحتلال مدرسة تؤوي نازحين في حي الشجاعية بغزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة العشرات.
وقال بيان الاحتلال “يعلن جيش الدفاع الإسرائيلي أنه في 13 تموز 2024، قصفت طائرات مقاتلة تابعة للجيش منطقة خان يونس، وبعد تقييم استخباراتي، يمكن تأكيد القضاء على محمد الضيف في الغارة”.
ولم تنف حماس أو تؤكد مقتل الضيف، لكن عزت الرشق عضو المكتب السياسي للحركة قال إن “تأكيد أو نفي استشهاد أي من قيادات القسام، هو شأن قيادة كتائب القسام وقيادة الحركة”.
وأضاف “ما لم تعلن أي منهما، فلا يمكن تأكيد أي خبر من الأخبار المنشورة في وسائل الإعلام أو من قِبل أية أطراف أخرى”.
وجاء بيان الجيش الإسرائيلي بالتزامن مع تجمع حشود في طهران لتشييع جنازة هنية.
واتهمت إيران وحماس إسرائيل باغتيال هنية، لكن إسرائيل لم تنف أو تؤكد مسؤوليتها عن الاغتيال.
وأعلن رئيس الأركان الإيراني محمد باقري أمس أن طهران تدرس حالياً مع الفصائل الموالية لها طريقة الرد على إسرائيل.
وأكد باقري أن “ردنا على إسرائيل حتمي وسيكون بإجراءات مختلفة”.
كما أضاف أن “إسرائيل ستندم على ما فعلته”.
من جهته قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد زيارة لقيادة الجبهة الداخلية “إسرائيل مستعدة جيدا لأي سيناريو دفاعا أو هجوما”.
وأضاف “سنحمل مرتكب أي عمل عدواني ضدنا، كائنا من كان، ثمنا باهظا جدا”.
في المقابل قال سامي أبو زهري رئيس الدائرة السياسية لحماس في الخارج أمس إن اغتيال هنية لن يضعف قوة مقاتلي الحركة في غزة.
وأضاف “رغم الجريمة بقيت حماس قوية وبقيت المواجهة في غزة مستمرة”.
من جهته قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إن مقتل الضيف يشكل علامة فارقة في هدف إسرائيل المتمثل في تدمير الجناح العسكري لحماس، المعروف باسم كتائب عزالدين القسام.
وأضاف عبر منصة إكس “حماس تتفكك. قد يستسلم إرهابيو حماس أو يتم القضاء عليهم”.
ووصل جثمان هنية أمس إلى الدوحة قادما من إيران تمهيدا لتشييعه إلى مثواه الأخير اليوم بحضور شعبي ورسمي.
وستقام صلاة الجنازة على الراحل بعد صلاة الجمعة في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب بالعاصمة القطرية ثم يوارى الثرى في مقبرة الإمام المؤسس في الوسيل.
وكانت العاصمة الإيرانية قد شهدت في وقت سابق أمس مراسم تشييع لرئيس المكتب السياسي لحماس بحضورٍ رسمي وشعبي، وذلك غداة اغتياله في مقر إقامته.
وقد أمّ المرشد الإيراني علي خامنئي صلاة الجنازة على جثمان هنية، وقد تجمع حشد من المشيعين يحملون صور الراحل وأعلاما فلسطينية في جامعة طهران.
وشاركت حشود غفيرة من الإيرانيين في تشييع جثمان هنية في طهران.
وسارت شاحنة عليها نعشا هنية ومرافقه وسيم أبو شعبان باتجاه ميدان آزادي بالعاصمة طهران، ورافقها المشيعون الذين أشادوا بالمقاومة ورفعوا لافتات تطالب بالثأر لاغتيال هنية أثناء وجوده ضيفا في إيران، كما أحرقوا أعلاما إسرائيلية.
ودعت (حماس) إلى “يوم غضب” شعبي عقب صلاة الجمعة، تزامنا مع تشييع هنية في الدوحة.
من جهة أخرى نقل موقع أكسيوس عن مسؤول أميركي قوله إن الاستخبارات الأميركية تلقت مؤشرات واضحة على نية إيران الرد على اغتيال هنية.
كما نقلت عن مسؤولين أميركيين قولهم إن الإيرانيين ووكلاؤهم قد يستغرقون أياما للتنسيق والتحضير لهجوم على إسرائيل.
وقال مسؤول إسرائيلي لأكسيوس إن الاستخبارات الإسرائيلية تتوقع شن إيران هجوما صاروخيا واسع النطاق على إسرائيل.
وكان المتحدث العسكري الإسرائيلي دانيال هاغاري أكد أن الجيش الإسرائيلي في ذروة الاستعداد جوا وبرا وبحرا ومستعد لكل السيناريوهات.
وأضاف أنه لا تغيير حتى الآن في السياسة الدفاعية وتعليمات الجبهة الداخلية، مشيرا إلى أن شركاء إسرائيل الدوليين سيزيدون قواتهم في المنطقة.
وتابع أن الجيش الإسرائيلي لم ينفذ غارة جوية أو صاروخية في الشرق الأوسط الثلاثاء باستثناء هجوم بيروت، بإشارة إلى اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران.
بدوره قال موقع والا الإسرائيلي إن الجيش ألغى إجازات الجنود بالوحدات القتالية ضمن حالة التأهب لرد محتمل من إيران وحزب الله.
وفي السياق نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن مسؤول أميركي قوله إن اغتيال هنية تم بعبوة ناسفة تم تهريبها سرا إلى دار الضيافة في طهران.
وأضاف المسؤول أن العبوة التي استهدفت هنية كانت مخبأة قبل نحو شهرين في دار الضيافة.
وأشار إلى أنه لم يتضح بعد كيف أخفيت العبوة بمقر إقامة إسماعيل هنية بطهران.
وقال إن التخطيط لاغتيال هنية في طهران استغرق شهورا وتطلب مراقبة مكثفة للمبنى.
كما نقلت الصحيفة عن مصادر تأكيدها أن مسؤولين إسرائيليين أطلعوا واشنطن وحكومات غربية على تفاصيل العملية بعد تنفيذها مباشرة.
وفي وقت لاحق أمس قالت وكالة فارس للأنباء إن اغتيال هنية تم بقذيفة أصابت محل إقامته وأدت إلى تدمير جزء من سقفه ونوافذه.
وأضافت أن التحقيقات أكدت أن إسرائيل خططت ونفذت عملية اغتيال هنية.
في نيويورك قالت نائبة المندوب الفلسطيني بالأمم المتحدة إن مجلس الأمن فشل في القيام بواجبه في العمل على فرض وقف لإطلاق النار في غزة.
وأضافت المندوبة في كلمة أمام مجلس الأمن أنه يتم السماح لإسرائيل بخوض هذه الحرب في وضح النهار بدون أي قيود أو عواقب. واعتبرت أن الفشل في محاسبة إسرائيل سمح لها بارتكاب هذه الجرائم والاستمرار فيها.
وكان مجلس الأمن الدولي عقد أمس الأول جلسة طارئة، لبحث تداعيات الاغتيالين في طهران وبيروت ومن أجل اتخاذ إجراءات دولية لمنع تفاقم التوترات في الشرق الأوسط.
وفي المشاورات والاتصالات قال البيت الأبيض أمس إن الرئيس جو بايدن سيبحث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي التوترات في المنطقة خلال اتصال هاتفي.
وأمس بحث وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان مع نظيره الأميركي أنتوني بلينكن هاتفيا أهمية خفض التصعيد والوقف الدائم لإطلاق النار في غزة.
وفي موسكو قالت وزارة الخارجية الروسية إن الوزير سيرغي لافروف أجرى أمس اتصالا هاتفيا مع القائم بأعمال وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني.
ووفقا لبيان الوزارة، ندد الجانبان بمقتل هنية وأشارا إلى”العواقب الخطيرة للغاية لمثل هذه الأعمال”.
(الوكالات)