اجرى الحوار : نبيل المقدم
فجأة قفزت حادثة خطف المواطن السعودي في بيروت لتطرح تساؤلات عدة حول اهدافها والغاية منها. وخاصة انها اتت في ظل التطورات الاقليمية والعربية الايجابية التي سادت مؤخراً خاصة بعد اتفاق بكين بين السعودية وايران اولاً، والقمة العربية التي انعقدت مؤخراً في جدة ثانياً. مما يطرح اكثر من سؤال يحتاج ألى توضيح. هذه الهواجس والتساؤلات حملناها إلى رجل الدوله والأعمال السعودي الدكتور احمد البوقري ، والذي اجاب عليها بحسب تحليله ومتابعته للامور. كيف تنظرون إلى عملية خطف المواطن السعودي في بيروت التي حدثت مؤخراً ، وماهي انعكاستها بريكم؟
لقد ظهر ان هذه الحادثة لم تكن سياسية ، او انها كانت تستهدف تعكير العلاقات اللبنانية السعودية ، او اجواء الانفراج في العلاقات العربية العربية التي ظهرت مؤخراً، وخاصة بعد القمة العربية الاخيرة في جدة ، والتي اتت تحت شعار قمة التضامن العربي، والذي يعني إن الاولوية في هذه المرحلة هي للتضامن والتعاون والتنسيق بين العرب.
وان اي حادثة من هذا النوع لن تسطتيع ان تؤثر على هذا المسار او تحد من اندفاعههل برأيكم هل ان هناك يرمي اليوم إلى اعادة عقارب الساعة إلى الوراء؟
بعد كل هذه المنعطفات الهامة عربيا واقليما؟اعتقد ان الجميع ا اصبح ابيوم مهتماً بإقامة تعاون مثمر بين القوى الاقليمية في المنطقة.
لقد ولت مرحلة زرع الفتن المذهبية المتنقلة وتدمير القدرات لتتربع اسرائيل وحيدة سيدة المنطقة ولنكون نحن العرب والمسلمين عندها خدماً وعبيد.
اما اذا هناك كما تفضلت هذه هي خطته فلا اظنه سينجح . ذلك ان الذي حدث من تطورات في المنطقة في الشهرين الماضيين خاصة بعد المصالحة السعودية الايرانية ، والتي ادت إلى انخفاض كبير في حدة التوتر على الساحتين العربية والاقليمية.
الامر الذي يمهد إلى الانتقال من استراتيجية المنافسة إلى استراتيجية التعاون ، والذي هو تطور نوعي بحد ذاته يشكل رسالة إلى الدول الكبرى وخاصة الولايات المتحدة بأن تعاوناً اقليميا مثل التعاون الايراني السعودي ستكون له اثار ايجابية وسريعة على مجمل التطورات الاقليمية والعالمية.من خلال ما تفضلتم به كيف تنظرون إلى مستقبل المنطقة في المرحلة المقبلة؟ كما قلت لك لقد شهدت العلاقات السعودية الايرانية في الاشهر القليلة الماضية تطوراً جوهرياً من حيث الاستراتيجية المتبعة لكل من البلدين فيما يتعلق بتطورات الشرق الاوسط. هذا التطور فاق توقعات الكثير من المراقبين في العواصم الاقليمية والدولية.
لقد ادى هذا التعاون البناء في نتائجه الاولية الى ظهور استراتيجية جديدة عنوانها إبعاد المنطقة عن التدخلات الخارجية والتوجه نحو البحث عن صيغ جديدة تبتعد عن الافرازات التي اوجدتها العملية السياسية السابقة بقيادة الولايات المتحدة.من الواضح ان ايران والسعودية قد دخلتا فعلاً في مرحلة جديدة من العلاقات الثنائية والاقليمية.
يجب ان تستمر اولاً ومن ثم يجب عليها ان تتوسع ثانياً لتشمل دولاً اخرى ذات اهمية في أطار السعي لإنشاء منظومة تعاون اقليمي مثل مصر وسوريا لما هاتين الدولتين من دور رئيسي في تعزيز الامن والاستقرار في الشرق الاوسط.