ساعات عصيبة مرّت على لبنان والسعودية منذ الكشف عن اختطاف مواطن سعودي حتى الإعلان عن تحريره، إذ تخوّف اللبنانيون من تبعات ما حصل، خصوصاً وأن عودة الحرارة إلى العلاقات بين بيروت والرياض جديدة وطرية العود، وهي رهن إجراءات سياسية وأمنية واقتصادية تقع على عاتق الحكومة اللبنانية، وما حصل قد يحمل تداعيات في هذا السياق، خصوصاً وأن عملية الخطف تمّت بشكل “احترافي”.
تمكّن الجيش بمساندة الأجهزة الأمنية من تحرير المخطوف في غضون ساعات قليلة، ونفّذ عمليات أمنية فريدة من نوعها وكان حاسماً، ما يُشير إلى أن هذه المؤسسة ومعها الأجهزة الأمنية قادرة على حماية لبنان والقيام بدورها بشكل فاعل. وعلى الأثر، توالت المواقف المشدّدة على أهمية العلاقة مع السعودية، لا سيما الصادرة عن وزير الداخلية بسام مولوي، الذي أكّد الحرص على العلاقة والمصالح المشتركة.
قد لا تتأثّر العلاقات السياسية والاقتصادية بين الرياض وبيروت، لأن الحكومة اللبنانية وأجهزتها عملت بشكل جدّي لتحرير المخطوف وتمكّنت من إنجاز مهمتها، لكن الخوف من تأثّر القطاع السياحي بعدما كان ثمّة تعويل لبناني على زيارة الخليجيين هذا الصيف بيروت، بعد غياب ومقاطعة لسنوات، لأن القلق قد يسكن الراغبين في الاصطياف في لبنان، وقد يعدل هؤلاء عن خططهم.
رئيس نقابة أصحاب الفنادق بيار الأشقر استبعد أن يتأثر القطاع السياحي بالعملية الأمنية التي حصلت، ولأن “سرعة كشف ملابسات الحادثة وتحرير المخطوف بسرعة قياسية أثبتا أن البلاد آمنة، وهذا الواقع أضاف نوعاً من الثقة لدى السيّاح لجهة جهوزية القوى الأمنية في التعامل مع أي حدث، وبالتالي من غير المفترض أن تتأثر السياحة”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، لفت الأشقر إلى أن “الأجواء السياحية إيجابية حتى اللحظة وثمّة تفاؤل بصيف واعد شبيه بموسم 2022 أو أفضل، إذ ان حجوزات الطائرات كثيفة، ونتوقع وصول 15 ألف شخص يومياً، وأغلبية القادمين سيكونوا لبنانيين”.
في السياسة، عقد تكتّل “لبنان القوي” اجتماعاً مهماً للبحث في مسألة الاتفاق مع المعارضة على ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور إلى رئاسة الجمهورية، وتردّدت معلومات عن وجود اختلاف في وجهات النظر بين نوّاب التكتل، وفي حين يوافق عدد منهم على تبنّي ترشيح أزعور، يفضّل آخرون دعم اسم من داخل التكتّل نفسه.
عضو التكتّل النائب سيزار أبي خليل أكّد في حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية وحدة قرار “لبنان القوي”، ولفت إلى أن “الالتزام بقرار التكتّل مطلق، ولا انقسام ولا حتى توزيعاً للأصوات بين مرشّحين، وكل ما يُحكى مجرّد تشويش إعلامي”.
ورد أبي خليل على الأجواء السلبية التي صدرت عن الثنائي الشيعي لجهة اعتبار أزعور مرشّح تحدٍ، وسأل: “ألم يكن دعمهم لسليمان فرنجية الذي لا يحظى بتأييد غالبية الكتل المسيحية تحدياً؟”، مؤكّداً أن ترشيح أزعور لا يهدف إلى التحدّي أو المواجهة.
خطوة المعارضة للتوافق مع التيار “الوطني الحر” على ترشيح أزعور ستعطي الاستحقاق الرئاسي زخماً، لكن هذا الاتفاق سيبقى ناقصاً دون موافقة ضمنية من الثنائي الشيعي، الذي بإمكانه تعطيل جلسات الانتخابات إما من خلال عدم الدعوة إليها، أو من خلال الانسحاب وتغييب النصاب.