العسل منجم من مضادات الاكسدة، ويعزز تناوله محاربة امراض مختلفة لغناه بالبوليفينول الذي له دور في الوقاية من الامراض القلبية ومن مميزاته انه يساهم في الحفاظ على صحة القلب لجهة خفض ضغط الدم وتقليل مستويات الكوليسترول الضار والدهون الثلاثية.
وهو كناية عن مادة حلوة يخرجها النحل من بطونه التي يجمعها من رحيق الازهار “اللعاب” والذي هو بمثابة غذاء مفيد ومهم لاحتوائه على سكريات اغلبها احادي بالإضافة الى خمائر واحماض دهنية وامينية وفيتامينات متنوعة ومعادن.
صناعته
المتعارف عليه ان شغالات النحل تأخذه من خمر الورود المتنوعة والتي تتوزّع في السهول والبراري ليتحول هذا “الطيب” عن طريق عمليات الهضم الجزئي وتخفيض الرطوبة لسائل سكري يخزن في العيون السداسية ويختم بغطاء شمعي. كما ويخزن كطعام للخلية والحَضَنَة لتحمّل الشتاء. ويطلق على العسل الذي ينتج من النحل الحر في الحقول “بالعسل البري” وصنّف ضمن قائمة المنتجات غير الخشبية، وفي حال عدم توفر الورود في البراري القريبة يقوم النحل بجمع عسل الندوة العسلية من المفرزات العسلية لبعض الحشرات التابعة لخامة متطابقة الاجنحة مثل المن والحشرات القشرية.
العسل بديل لعمليات شد البشرة
والعسل شائع الاستخدام عند معظم الناس كونه مادة مكتملة العناصر المهمة لجسم الانسان وذات منافع صحية وجمالية حيث يدخل في صناعة الكثير من المواد الغذائية والطبية وحتى التجميلية وبحسب دكتور محمود الخولي الذي قال لـ “الديار”: “ان خلطة العسل مع لبان الذكر قد تغني عن حقن الفيلر والبوتكس كما ان عسل المانوكا يخفف من حدة حب الشباب ويساعد في قبض مسامات البشرة الى جانب ميزته في ترطيب وتبييض البشرة وتعبئة الخدود وشدها وينظفها من البثور والشوائب ويحد من علامات التقدم في العمر “الشيخوخة” وعلاماتها كما ويصلح الجلد المتضرر”.
مميزاته
ينفرد العسل بخصائص غير موجودة في مواد أخرى وتتعدد هذه الفوائد بحسب انواعه وتنوع مصادر الرحيق سواء من الازهار ام الافرازات النباتية والبقايا التي تتركها الحشرات، كما انه يختلف لون العسل ورائحته وطعمه والقابلية وصفاته وكثافته القلوية. بالإشارة الى نوع التربة والعوامل الطبيعية التي قد تؤثر على صفات العسل.
يعرف العسل أنواعا كثير تتخطى الخمسين مثل، عسل المانوكا، عسل الزقوم، عسل السدر، عسل الحمضيات، عسل الكينا وغيرها من الأنواع التي تنفرد بمواصفات عن غير أنواع من العسل.
بحسب اختصاصية التغذية جاكي قصابيان، ” من اهم سمات العسل الطبيعي انه لا يتلف كما لا ضرورة لحفظه في الثلاجة وكل ما يستلزمه وعاء محكم الاغلاق ويخزن بحرارة الغرفة العادية. وتضيف، “كونه يحتوي على سكر الفواكه “الفركتوز” فيحلّي أكثر من سكر المائدة بنسبة 25%”.
وفي سياق متصل، لكي تجمع النحلة حوالي الكيلوغرام الواحد من العسل، تعوز الى التنقل بين الزهور مسافة تعادل 11 مرة قدر محيط الأرض حول خط الاستواء.
العسل الأسود علاج مهم للأعصاب
يقول اختصاصي التغذية طه مريود عن هذا النوع، ” يحتوي على العديد من العناصر الغذائية مثل الحديد والفوسفور والكالسيوم. كما انه من الأغذية المفيدة للصغار والكبار ومن فوائده: التخلص من الإمساك المزمن بحيث يمكن اضافته الى كوب من الماء الدافئ او الحليب ويشرب على الريق”.
اما عن مَزِيّة العسل في معالجة الاعصاب يقول: ” يتصف بالأهمية المطلقة في الشفاء من الامراض العصبية بحيث يضم مجموعة مركبات وفيتامينات “ب “وج التي تساعد في تقوية الاعصاب بشكل فعال جدا. وبالتالي محاربة امراض الجهاز العصبي والآلام الناتجة من الإصابة بمرض السكري كما ويمنع حدوث أي مضاعفات”.
يردف طه، ” العناصر الغذائية التي يحتوي عليها العسل الأسود لا حصر لها كما ويكتنز الكثير من المعادن التي تفيد في حالات “شلل الاعصاب” بحسب دراسات تناولت أهميته في هذا الجانب بالإضافة الى الامراض الجلدية. هذه العناصر تحفّز جسم الانسان لتصبح مناعته عالية ضد الامراض والفيروسات ومنها الحديد، الماغنسيوم، الاحماض العضوية، الماليك، اللاكتيك، والطرطريك…”.
ويلفت بالقول، ” يعتبر العسل مضادا حيويا لأنه يتمتع بمواد تقاوم انتشار الميكروبات ويقتل الجراثيم ويعالج بكتيريا الأمعاء ومهدئ للأعصاب من الدرجة العالية”.
الى جانب كل ما تقدم، هناك امراض أخرى يساعد العسل في معالجتها مثل اضطرابات الكلية والسلس البولي، الصرع، السعال، الصداع، تقوية الذاكرة ويعالج الارق والقلق والتوتر”.
وفي سياق بحثي متصل، اجمع علماء من جامعة مانشستر على ان للعسل هيئات استثنائية مضادة للميكروبات تساهم في تجدد الانسجة وبالتالي التئام الجروح الناتجة جراء حالات مرضية تستدعي النوم بشكل متواصل اوللمرضى العاجزين الذين لا قدرة لهم على مغادرة الفراش وبالتالي بسبب التمدد لفترات طويلة يصاب الجسم في أجزاء مختلفة بمرض اسمه “العُقر” وقد يزيد وينتقل من مكان الى آخر.
ويقول الباحثون، ” ان المادة الحلوة في العسل تقدم بديلا للأدوية التقليدية المضادة للميكروبات التي باتت غير ناجعة للتصدي والمقاومة وهناك ضرورة الى مزيد من العمل لتحديد قياس المركبات التي تضيف له ميزاته الرادعة للميكروبات وخصائص التئام الجروح لجعله أكثر عملا في المجالات الطبية”.
وهذه الصفات قادرة على انتاج بيروكسيد الهيدروجين الى جانب وجود مركبات نشطة أخرى مثل الفينولات، الديفينس-1، والميثيل جليوكسال. بحيث ان الحموضة التي يشتمل عليها وقلة توافر الماء ولزوجته تقيم حاجزا رطبا فعالا بين موقع الجرح والبيئة الخارجية.
وأردف الباحثون ان مجموعة متنوعة من الجروح عُولجت بالعسل مثل الحروق والصدمات والقروح المزمنة وتم إطلاق MESITRAN وهو الخط الأول من المنتجات التي تتضمن عسلا طبيا في عام 2005 في مانشستر كما ركزت الأبحاث في السنوات الأخيرة على استخدام العسل في تطبيقات هندسة الانسجة مثل الالياف النانوية المغزولة بالكهرباء، والهلاميات المائية الخ.
ويتميز العسل بقدرته على الحد من انتشار الفطريات والفيروسات ويقول العالم الرئيسي جويل يوبانكي ميليس وهو باحث في جامعة مانشستر، ” ان العسل له خصائص مضادة للميكروبات مثيرة وقد استخدم في الطب التقليدي كعلاج للجروح منذ العصور القديمة”.
تخفيض الوزن
اما عن أهميته في الرشاقة فتقول اختصاصية التغذية جاكي قصابيان، ” ان استبدال السكر بالعسل سوف يحد من اكتساب الوزن ما يؤدي الى خفض مستويات السكر في الدم وانخفاض الدهون الثلاثية. ووجدت دراسة ان العسل الخام لديه القدرة على تحفيز الهرمونات لقمع الشهية وبالتالي منع زيادة الوزن، ويعمل على حرق الدهون في الجسم اثناء النوم فتناول ملعقتين قبل الذهاب الى الفراش سيؤدي الى تخفيض الوزن تدريجيا”.
وفي سياق متصل يقول طه، ” ان العسل غذاء سريع ومعزّز للطاقة بسبب وجود الفركتوز والجلوكوز اللذين يدخلان الى مجرى الدم، ما يعطي دفعة سريعة للطاقة كوقود تعزز من الحرق قبل التمارين الرياضية وبعدها”.