Share to: 
استطلعنا آراء عيّنات من القوى والشخصيات النيابية حول الأسماء المطروحة لرئاسة الجمهورية. النتيجة جاءت على هذا النحو:
• فلان دخل أكثر من اللزوم في الحالة الأميركية، ولا ندري ماذا زرع الأميركيون في دماغه.
• فلان نسخة عن السنيورة، مع بعض الاضافات الأكاديمية، وكذلك مع كمية لا يستهان بها من الخبث والغموض.
• فلان يستطيع أي كان أن يشتري رأسه مثلما يشتري رأس البطيخ.
• فلان آدمي الى الحد الذي تحتار معه ما اذا كان هو رئيس الجمهورية أم العسكري الذي يقف أمام بابه.
• فلان اذا وصل يظن أنه وصل على أكتاف جماعته. العوض بسلامتكم على لبنان واللبنانيين.
• فلان الذي يبدو في الظاهر مثل السنونو. في الواقع خفاش تولى في الظلام، تهريب مليارات الدولارات لمؤسسة دينية كبرى.
• فلان بالرغم من مارونيته، وحضوره القداس بانتظام منقطع النظير، مستعد للصلاة وراء الولي الفقيه.
• فلان تقلباته السياسية أقرب ما تكون الى مقالب غوار الطوشي في حارة كل مين ايدو الو.
واقعاً ، المنظومة السياسية في لبنان لا تختلف عن أي نظام توليتاري في المنطقة ، على رأس أولوياته ازالة أي بديل من الوجود. المشكلة أنها، في ظل التشكيل الفسيفسائي للبرلمان، لا تستطيع الاتفاق على أي من أركانها، كما أنها لا تقبل بأي رئيس من خارج ملكوتها.
لا مجال لاغفال التأثير الأميركي والايراني على المسارات السياسية وغير السياسية في لبنان، حتى لو أعيد احياء الاتفاق النووي (وهذا قد يكون مؤجلاً الى ما بعد الانتخابات النصفية للكونغرس أو لما بعد انتخابات “الكنيست”)، لا أحد يدري ما اذا كان ذلك برداً وسلاماً ، أم وبالاً عليه، كما أن التشتت السياسي والطائفي يبقي كل الأبواب مشرعة أمام كل من تسكنه اللوثة الأمبراطورية أو اللوثة القبلية.
من سألوا الجهات الفرنسية حول التداعيات الأميركية والايرانية ، جاءهم الرد “تابعوا تلك التداعيات على العراق الذي قد يكون على المستوى الاستراتيجي أكثر أهمية وأكثر حساسية من لبنان”. في الحالتين، هناك “اسرائيل” التي لا تريد للعراق أن يكون موحداً وقادراً، ولا تريد للبنان أن يكون أكثر من هونغ كونغ أو من امارة موناكو…
بعض التعليقات الفرنسية المتشائمة استنتجت من مسار الأزمات، أن اللبنانيين يمكن أن يكونوا كل شيء آخر الا أن يكونوا لبنانيين، وان كان السفير الفرنسي السابق رينيه آلا قد رأى أن لبنان ينتج اللبنانيين (Le Liban produit les libanais).
وسط تلك الضوضاء (لكأننا أمام حرب طروادة سياسية) يدعو البعض الى حياد لبنان. ألا يفترض وبالدرجة الأولى أن يكون اللبناني حيادياً. هكذا بهذه اللمسة وبهذه القاعدة الفلسفية ، ظهر الحياد السويسري، وبوجود محيط تتقاطع فيه آفكار ديكارت مع آفكار كانط، لا أفكار المناذرة والغساسنة.
استطراداً، الموقف الأوروبي من ذلك الحياد لم يحدث بالمزايدات التي احترفها قادتن، والتي لا نعلم اذا كانت توصف بصراع الديكة أم برقصة الدببة. ما نحتاجه القراءة العقلانية للمصلحة المشتركة. الأهم… للحياة المشتركة!
لن يكون بوسع الشظايا اللبنانية الاتفاق على اسم يليق به لقب “صاحب الفخامة”. الكل وبحسب الاستطلاع عرضة للرشق بالحجارة.
ولكن اذا حدثت معجزة ما واتفق الأميركيون والسعوديون والايرانيون، فقد يتوصلون الى استخراج الاسم من الصندوق السحري. لكن أي عبقري (أو أي بهلوان) يستطيع الآن أن يمشي على ذلك الحبل الرفيع بين الدول الثلاث؟
“اسرائيل” وسط الحلبة اللبنانية. لاحظنا كيف راحت ترغي وتزبد حين بات الاتفاق الاميركي ـ الايراني وراء الباب. شرطها ملحق سري يضمن أمنها الاستراتيجي. ماذا عن أمننا الاستراتيجي؟
