مع عودة المبعوث الأميركي عاموس هوكشتاين إلى بيروت قادماً من الأراضي المحتلة الفلسطينية، وكانت زيارته قصيرة ومختصرة ولم تتجاوز مدتها ساعات التقى خلالها الجهات المعنية للبحث في قضية ترسيم الحدود بين لبنان والعدو الإسرائيلي، ورد “إسرائيل” على الرسالة اللبنانية.
والتقى هوكشتاين الرؤساء الثلاثة، الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي وعدداً من الشخصيات الأخرى، ونائب رئيس المجلس الياس بو صعب.
وأمام هذه الأحداث المتسارعة فإن العدو الإسرائيلي وصديقته أميركا يقفان عاجزين أمام قوة المقاومة وصلابتها وتهديدها لإسرائيل وبكل وضوح على لسان أمين حزب الله السيد حسن نصر الله.
هوكشتاين الذي لم يحمل جديداً في جعبته مع وصوله إلى بيروت، لا زال يصرُ على ممارسة هواية تمضية الوقت والتذاكي، بالرغم من موقف المقاومة الواضح والصريح الذي تحدث وبشكلٍ جازمٍ وحاسم عن أن لا مجال لتمضية الوقت في ملف الترسيم محددة وقتاً زمنياً محدداً، وكأن هوكشتاين لم يتعلم من السفيرة الأميركية دوروثي شيا التي دفعت ملايين الدولارات، واجتمعت مئات المرات إن لم نقل آلاف المرات مع مسؤولين لبنانيين لضرب صورة المقاومة أمام جمهورها وزعزعة أمن لبنان وضرب هيبة الدولة من خلال تلبية مسؤولين لبنانيين لأوامرها.
وفي المعلومات فإن المعطيات تشيرُ إلى مدى وحجم الإستنفار والإستعداد في الجبهات لوضع التهديد موضع التنفيذ، لكن هوكشتاين مازال حتى هذه اللحظة لا يدرك أن حزب الله يختلف عن غيره من الأحزاب، وهو لن يهزم في أي حرب سيدخل بها، فالتجارب الماضية أثبتت ذلك وبكل جدارة.
هوكشتاين الذي يسعى جاهداً لإخراج إسرائيل من أزمتها عبر تمرير الوقت يدرك أن الحرب فيما لو وقعت ستكون قاسية على “إسرائيل”، في ظل عدم التقدم في الملف النووي الإيراني، واستمرار الحملة العسكرية الروسية في أوكرانيا، ما يعني أن الأجواء قاطبةً شبه واضحة في حال لو وقعت الحرب، وأن شكل الحرب أيضاً بات معلوم المسار.
مناورات هوكشتاين من خلال تصرفاته التي باتت مكشوفة لدى الجميع وأمام الملأ في مسألة الترسيم، والثروات، وبرغم الإختراقات الكبيرة في فريق التفاوض والإتصال والخارجية اللبنانية والمنظومة، وبعض اللبنانيين الذين يتواصلون بشكلٍ أو بآخر معه من أجل الحفاظ على أموالهم ومصالحهم خوفاً من وضعهم على لوائح العقوبات، لكن كل ما تقدم لن يؤثر على القواعد والضوابط التي تبين قوة المقاومة ومصداقيتها التي لن تفرط هي ومن فيها بشبرٍ واحد أو نقطة هي ملك للبنان واللبنانيين.
الساعات القليلة المقبلة سوف تكشف ضعف “إسرائيل” أمام المقاومة، وسيتزامن هذا مع سقوط مناورات هوكشتاين التي ستكشف أن كل المفاوضات والوساطات والإستراتيجية المعتمدة في إدارة هذا الملف قد فشلت.
كذب هوكشتاين المتواصل سيقابل بالرد من قبل المقاومة، وكل التدخلات من قبل الدول الإقليمية والدولية لتمرير خطط العدو الإسرائيلي سيتم إسقاطها حتماً.
أمام لبنان واللبنانيين جملةٌ من الملفات الحساسة التي تزيد من أزماته بدءاً من استثمار ثروته النفطية، مروراً بالإستحقاقات الدستورية والتي يبدو أنها معلقة بملف الترسيم، وصولاً إلى الأزمة الإقتصادية التي تعصف بلبنان منذ العام ٢٠١٩ والتي باتت أكثر من خانقة.
كيف ستعالج حكومة تصريف الأعمال برئاسة ميقاتي الفراغ الدستوري في حال عدم الاتفاق على رئيسٍ جديد للبنان؟
المقاومة التي دخلت عامها الأربعين ستردُ حتماً على العدو وهي لن تفرط بحق لبنان واللبنانيين والأيام القادمة ستكون مفصليةً..