تهدد الأزمة الاقتصادية الخانقة التي يعاني منها في لبنان بإلغاء عيد الميلاد “الكريسماس” عند الكثير من الناس الذين باتوا لا يجدون ما يسدون به رمق أطفالهم، وفقا لتقرير نشره موقع “صوت أميركا”.
وكانت العملة اللبنانية قد فقدت أكثر من 93 في المئة من قيمتها مقابل الدولار خلال العامين الماضيين، مما أدى رفع أسعار الغذاء والدواء بشكل جنوني، ناهيك عن أشجار عيد الميلاد والهدايا.
ومع تكلفة أشجار الكريسماس التي تتراوح بين 80 و120 دولارًا، أي ضعف الراتب الشهري للكثير من الموظفين والعمال، فقد يلجأ البعض إلى إخبار أطفالهم أن سانتا كلوز “بابا نويل” سوف يكون مريضا هذا العام وبالتالي لن يتمكنوا من الحصول على الهدايا.
وكانت منظمة الطفولة التابعة للأمم المتحدة، يونيسف، قد ذكرت أن 77 في المئة من العائلات اللبنانية تفتقر إلى الطعام الكافي وأن 60 في المئة منهم لا يشترون الطعام إلا عن طريق الدفع الآجل أو اقتراض المال.
وقالت الباحثة بمعهد عصام فارس في الجامعة الأمريكية في بيروت، دانيا قليلات الخطيب: “على الرغم من أنك قد ترى بعض الناس يتسوقون وتظن أن الأمور على ما يرام، بيد أن ذلك ليس حال معظم اللبنانيين”.
وأضافت: “الأشخاص الذين ليس لهم مورد سوى راتبهم الشهري لن يكونوا قادرين على شراء الهدايا لأطفالهم في الكريسماس، ولا تجعلكم مشاهد وجود الناس في المطاعم تعطيكم صورة خاطئة، فأولئك الأشخاص لا يمثلون سوى 1 أو 2 بالمئة من اللبنانيين بأن الغالبية فقيرة جدا”.
“صورة خاطئة”
ومع ذلك فإنه وفي منتجع البترون الساحلي الراقي في الشمال، من الصعب رؤية مشاكل لبنان المالية، ففي تلك البلدة جرى افتتاح سوق لبيع منتجات وهدايا الكريسماس، والذي يقول منظمه منظمها فرانسوا بركات بأنه يأمل في ينافس تلك الأسواق المماثلة الموجودة في أوروبا خلال الأعوام القادمة.
ولكن دانيا قليلات الخطيب تؤكد أن اللبنانيين الذين لديهم أموال في الوقت الحالي قد حصلوا عليها من أقاربهم أو أنهم يعملون مع وكالات دولية”.
وتابعت: “سوف تشهد البلاد بعض الاحتفالات بأعياد الميلاد بسبب المغتربين الذين سيأتون لقضاء العطلة في لبنان، ولكن ذلك لا يعني أن الناس أفضل حالً”.
وزادت: “هكذا هي الأوضاع في لبنان دائما، إذ لدينا الكثير من المغتربين الذي يزورون البلاد لقضاء العطلات، ولولا إنفاقهم من العملات الصعبة التي يحضرونها معهم لكانت الأمور أسوأ بكثير”.
يقدر برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة أن الفقر في لبنان قد تضاعف تقريبًا في مارس الماضي، حيث أثر على ثلاثة ملايين شخص مقارنة بـ 1.7 مليون في عام 2020.