جاء في “المركزيّة”: على وقع تقارير ديبلوماسية وتحليلات خبراء أمنيين تتخوف من حصول مواجهات عسكرية في لبنان، أو “ميني” حرب أهلية، يودع اللبنانيون سنة من النكبات وصل إلى حد دخولهم آتون الجحيم. فهل يترجم الوضع الداخلي المأزوم مضمون التقارير التي تنذر بخضات أمنية ظاهرها إجتماعي وخلفياتها ذات أبعاد إقليمية ودولية؟ وهل ثمة قرار بتفجير فتيل الحرب على غرار بوسطة عين الرمانة في نيسان 1975؟ “مما لا شك فيه أن الجو في لبنان خصب للتحدث عن إنفجارٍ ما يُحدث تغييراً جذرياً في الحال الراهنة الموجودة في لبنان”.
بهذا التوصيف يبدأ الباحث في الشؤون الأمنية والسياسية العميد الركن خالد حمادة كلامه في مضمون التقارير الواردة ويقول: “لعل الإنسداد في الأفق الحكومي يُعبّر عن هذا الوضع المأزوم وهو يخفي وراءه أزمة إقليمية دولية في عملية الدفع بمسار الدولة إلى الأمام .
فمن جهة هناك مواجهة ومنازلة في لبنان بين الولايات المتحدة وبين إيران وحلفائها لا سيما حزب الله والرئاسة اللبنانية. هذه المواجهة ستُفضي في مكان ما إلى إنفجار إجتماعي في ظاهره نتيجة الواقع الإقتصادي والإجتماعي المزري الذي أوصله حزب الله ، وسياسي في خلفياته. وقد يتخذ هذا الانفجار شكل صدامات لها طابع مناطقي ومذهبي قد تؤدي إلى نوع من ترسيم خطوط مواجهة شعبية على الأرض في المرحلة الأولى، سيما أن الجميع يعلم بأن امتلاك حزب الله للسلاح سيجعله يندفع إلى الشارع لكسر المعادلة إذا ما استشعر بأن المعادلة الشعبية ليست في صالح مشروعه السياسي.
خارطة المواجهات تفرضها ظروف جديدة بحسب العميد حمادة: “هناك ظروف جديدة تتحكم بالمواجهة ولها نهايات ربما غير متوقعة. لكنني أميل إلى الإعتقاد بأن السلاح الإيراني الموجود في لبنان ربما يعيش آخر ايامه. نحن في انتظار تسوية لا ندري حقيقة وجهها السياسي لكن ما هو ثابت أننا في نهاية مرحلة النفوذ الإسلامي في المنطقة بشقيه السني والشيعي والمواجهات التي قد تحصل في الداخل اللبناني لن تكون سوى فصل يترجم هذه المواجهة الإقليمية والدولية”.
بين خلافات سياسية وصلت إلى خط اللاعودة وارتهان لبنان للخلافات الإقليمية والدولية، باتت الساحة اللبنانية مكشوفة على كل الإحتمالات الأمنية. العميد الركن نزار عبد القادر استغرب بدوره في حديث لـ”المركزية” استبعاد امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله لبنان عن أجندة إهتماماته وتحوله نحو القضايا الإقليمية والنفوذ الإيراني وقد تجلى ذلك في حديثه التلفزيوني الأخير وهذا لا يدعو للإطمئنان، أضف إلى ذلك النشاط الإسرائيلي للحد من التواجد الإيراني العسكري، وأي توسع في الإشتباك بين لبنان وإسرائيل قد يؤدي إلى خلق بيئة مهيأة في انتظار ساعة الصفر”.
لكن من سيفجر هذه الشرارة المتنقلة من منطقة إلى أخرى؟ “الظروف مختلفة عما كانت عليه في العام 1975 يقول العميد عبد القادر. قد يحصل الإنفجار بشكل موضعي ومحدود كما حصل سابقا في جولات طرابلس وعبرا ومخيم عين الحلوة ويتطور عن طريق ارتكاب مجموعة صغيرة خطأ ما يثير شريحة كبيرة من اللبنانيين. وإذا سلمنا بأن لا سلاح إلا في يد حزب الله اليوم إلا أنه يمكن استحضار سلاح من قبل أطراف إقليمية لها مصلحة في تفجير الوضع”.
هل تنطلق الشرارة أو الـ”ميني” حرب أهلية من الحدود الجنوبية؟ يجزم العميد عبد القادر أنه ما من ضمانات لعدم تفجير الجبهة الجنوبية بشكل واسع وقد تكون البداية من هناك. وقد يكون الفتيل من خلال الثأر لمقتل قاسم سليماني ويمتد إلى لبنان. خلاصة الكلام لا ضمانات بعدم تفجير الوضع”.