دولة اللاإنسانية … ومؤسسات تفتقد الإنسانية والرحمة.
لبنان، وطن بلا مواطنين صالحين، بلا أسس، بلا مقومات، بلا إشارات سير، بلا اقتصاد، لا أعمدة، بلا طرق، بلا عمل وعمال، لبنان بلا اقتصاد، لبنان لا شيء وبلا شيء ….
هذه التعابير جدا قاسية، لا بالطبع هي تعابير قاسية جدا، وبطبيعة الحال هي من قلب الأوضاع التي نعيشها والتي بطبيعة الحال لم تأتي من فراغ وانما بسبب الناهبون والسارقون والفاسدون وهؤلاء ليسوا فقط من اهل السلطة او من المنظومة السياسية الموجودة، هؤلاء للأسف هم أيضا نجدهم في أي مكان واي زمان واي حقل. كيف؟
كيف لمؤسسة طبية تكون بكل هذه الوقاحة، والقرف، وانعدام الإنسانية، كيف لمستشفى كل موظفيها يعملون تحت قسم وهو الأمانة والإنسانية والرحمة !! كيف لمستشفى ” اوتيل ديو ” ان تكون بكل هذا القرف، والاستغلال، فتضع تعرفة على أي مريض حتى ولو كان سؤالا عرضيا بقيمة ال 400000 ألف ليرة مقطوعة حتى وان لم يكن الشخص محتاجا لأي معاينة، يعني لمجرد الدخول الى الطوارئ عليك ان تسجل اسمك وبالتالي دفع المبلغ حتى وان لم تخضع لأي معاينة.
المشكلة ليست في الدفع… الى إدارة مستشفى “اوتيل ديو “
بالطبع، المشكلة ليست في الدفع، المشكلة هو في ان تتجرد مستشفى بطاقمها الطبي من كل معاني الإنسانية، فأحد المرضى كان ينزف ولم يتم معاينته حتى يصار الى تسجيل اسمه ودفع المبلغ كاملا، هذا هو لبنان المعروف بسويسرا الشرق !! هذا هو لبنان مستشفى الشرق الأوسط !! يحتضر لأنه فقد كل معالم الإنسانية، هذا لبنان سقط عندما بيعت الضمائر وأصبح الهاجس هو فقط في النصب والاحتيال على المريض، المتاجرة أصبحت بأرواح الناس وعلى عينك يا وزارة الصحة واساسا كيف لوزارة الصحة ان تكون عين ساهرة في الوقت الذي تبقى جثث في برادات المستشفيات حتى تتحلل دون تسليمها الى ذويها! دولة الكبتاغون والمتاجرة، دولة فارغة من عقول وادمغة…
برسم وزارة الصحة…
كيف لمستشفى ان تتقاضى رسما مقطوعا قبل معاينة المريض؟؟؟ الآن صدقنا كيف الناس كانت تموت امام أبواب المستشفيات ليس لان لا يوجد أسرة كافة، وليس لأنه لا يوجد اوكسجين، وانما الآلاف من المواطنين الذين فقدوا حياتهم على أبواب المستشفيات كانوا بسبب عدم امتلاكهم للأموال … ما أبشع ان تتحول انسانيتكم في مستشفى ” اوتيل ديو ” الى استغلال ضعف الناس في هذه الظروف الصعبة، فأنتم لستم بعيدين عن السرقة هذه ” سرقة علنية “.
قيل ” يصيح الانسان عظيما تماما بالقدر الذي يعمل فيه من اجل رعاية أخيه الانسان وليس بالسرقة والاستغلال”
تسقط الدولة عندما تكون جميع مؤسساتها ساقطة وفاقدة لكل معالم الإنسانية.
بقلم ندي عبدالرزاق