كتب معروف الداعوق في “اللواء”:
أظهرت وقائع جولة رئيس مجلس الامن القومي الايراني علي لاريجاني، على المسؤولين اللبنانيين، شرخًا كبيرًا في العلاقات اللبنانية الايرانية، وبعدًا شاسعًا في سياسات ومواقف الدولتين عن بعضهما البعض، لم يحدث طوال، ولم يسعف الزائر الايراني، اسلوب تصنع وتوزيع الابتسامات الصفراء، في اخفاء برودة وجفاء لقاءاته ،بعدما سمعه من مواقف عالية السقف، رافضة للتدخل الايراني بالشؤون الداخلية، واراد بعد لقائه مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري، اعطاء انطباع بالعلاقات التاريخية الجيدة التي تربط بين لبنان وايران، مؤكداً ان بلاده تحرص على ان تكون دول المنطقة مستقلة، وترفض ان توجه املاءات او جداول من وراء المحيطات، مستحضرا ضرورة قيام حوار بين المعنيين للخروج بقرارات صائبة، وناصحا بالحفاظ على المقاومة، ليخلص الى القول بأن حزب الله حمى لبنان من اسرائيل.
مواقف لاريجاني اظهرت تبني ايران لمواقف الحزب، من رفضها لورقة المبعوث الاميريكي توم براك، بالتلميح الى الاملاءات والجداول الزمنية، ولكن من دون تسميتها بالاسم ،كما بالاعتراض الضمني على قرار الحكومة اللبنانية، بحصر السلاح بيد الدولة وحدها، واصرارها على ابقاء السلاح بيد الحزب، مع النصح المبطن باعتماد الحوار، لاعادة النظر بالقرار المذكور، للتوصل الى قرارات تكون صائبة بمفهوم بلاده لم تخفٍ اشادة لاريجاني بالشعب اللبناني والمقاومة، بمواجهة اسرائيل ، وقائع مهمة ومتغيرات سياسية وميدانية، جراء قيام الحزب بحرب الاسناد ضد اسرائيل، بايعاز ايراني، والتسبب باعادة احتلال اسرائيل لاراض لبنانية، كانت محررة، وتدمير مناطق وقرى ومنازل على طول الحدود اللبنانية وبالداخل اللبناني، واستمرارها بملاحقة عناصر الحزب وتدمير مراكزه، من دون ان يستطيع الرد عليها، حتى في خضم زيارته للبنان، فيما كان جوابه السطحي عن مساهمة ايران بالممكن، باعادة الاعمار، ابلغ مؤشر عن انكفائها عن تقديم المساعدات المطلوبة، لاعادة اعمار ما تسببت بها سياساتها الداعمة للحزب، من خراب ودمار واسع النطاق، والقاء مهمة اعادة الاعمار على عاتق الدولة اللبنانية.