رامي نعيم – نداء الوطن
الساعة الثامنة من مساء الإثنين 16 حزيران 2025 وصل رئيس «التيار الوطني الحرّ» النائب جبران باسيل إلى بلدة المكنونية قضاء جزين مسقط رأس رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، تحضيرًا لاحتفال عونيّ مرتقب بالفوز برئاسة اتحاد بلديات قضاء جزين. مرشّح التيار رئيس بلدية جزين دافيد الحلو والمدعوم من النائب السابق زياد أسود والنائب السابق ابراهيم عازار يواجه رئيس بلدية لبعا ومرشّح «القوات اللبنانية» الدكتور بسام رومانوس، وعنوان المعركة «شكّ العلم».وفي المكنونية رئيس بلدية يحمل اسم فخامة الرئيس لكنّه لا يزال عونيّ الهوى وباسيليّ الخيار، استقبل في منزله الجميل نائب البترون وعدداً من مسؤولي «التيار الوطني الحرّ» في منطقة جزين حيث جرى التواصل مع رؤساء بلديات القضاء بأكثريتهم الساحقة في تعداد أخير وتقييم دقيق لنتيجة انتخاب رئيس اتحاد بلديات القلعة العونية. وأتى التعداد مُطمئناً ما يشير الى نصر قريب. في الجهة المقابلة انكبّت الكتيبة القواتية على إقناع رؤساء بلديات القضاء غير المنتسبين إلى حزب «القوات اللبنانية» بضرورة انتخاب رومانوس. فتولّت النائبة غادة أيوب عدداً والنائب سعيد الأسمر آخرين في حين تولّى القياديّ القواتي ومنسّق قضاء جزين السابق جورج عيد تقريب المسافات من خلال معرفته العميقة بالقضاء وقدرته على تدوير الزوايا.
ولمن لا يعرف أهمية الاستفتاء الجزيني نقول: في جزين نائبان للقوات هما غادة أيوب وسعيد الأسمر ونائب ثالث من حصّة الثورة وهو الدكتور شربل مسعد، و«التيار الوطنيّ الحر» يعتبر خسارته الانتخابات النيابية الأخيرة مصادفة لن تتكرر وهو يريد استفتاء الاتحاد ليؤكد وجهة نظره وليعبّد الطريق إلى الانتخابات النيابية المقبلة بعد أقل من سنة. أما «القوات» فتريد بدورها أن تقول إن الجزينيين شلحوا البرتقال ولبسوا الأرز وأن خيارهم الأخير ليس موجة سياسية عابرة بل هو قرار وقناعة وسيُترجم في استفتاء الاتحاد وفي صناديق الانتخابات النيابية المقبلة. ولأن لا أحد من الفريقين كان ضامناً للفوز احتدمت المعركة الديمقراطية وكانت سياسية بامتياز تدخّل فيها جميع لاعبي القضاء باستثناء رئيس الجمهورية جوزاف عون الذي رفض تزكية أي مرشّح ولم يطلب التصويت لأي فريق من الفريقين، كما أن النائبة بهية الحريري استطاعت الضغط على رئيسة بلدية بنواتي سميرة درويش البلدة السنيّة الوحيدة في القضاء فصوّتت بورقة بيضاء رافضة دعم أي فريق على آخر كما أن رئيس بلدية جرنايا جو أنطون كان واضحاً منذ البداية بعدم تزكية أي فريق على حساب الآخر وصوّت بورقة بيضاء، وبسبب الحرب بين إيران وإسرائيل تعذّر قدوم رئيس بلدية قطّين وحيدا دجيلير عون من العراق فخسر أحد المرشّحين صوتاً.
في صباح يوم الثلثاء 17 حزيران استفاق باسيل في المكنونية بنشاطه المعهود ينتظر شكّ العلم في قضاء جزين بعدما استطاع شكّه في جزين المدينة بالانتخابات البلدية الأخيرة، لكنّ الجزينيين قرروا عكس تمنيات باسيل وتقديرات مسؤولي التيار الوطنيّ الحرّ فسقط دافيد الحلو ونجح رومانوس المنتسب إلى «القوات اللبنانية» بعد جولة أولى لم يحصل فيها على الأكثرية المطلقة، وانتهت الجولة الثانية بحصوله على 13 والحلو على 12 فلو قُدّر لجيلبير عون رئيس بلدية قطين وحيداب أن يكون حاضراً لتعادلت الأرقام أم حسمها رومانوس من الجولة الأولى؟ كل هذا لم يعد مهماً فباسيل عاد من المكنونية مثقلاً بالهموم بعدما ذاق رئيس تياره الفخري الرئيس ميشال عون الخسارة في مسقط رأسه الأول والثاني تباعاً بين مختار حارة حريك ورئيس اتحاد بلديات جزين.
عاد باسيل ليعيد حساباته في فريقه الضيّق ومسؤولي التواصل والإعلام ومستشاريه ومرشّحيه، فهذه الخسارات المتتالية تحتاج الى إعادة قراءة وإلى تغيير جذري في النهج وفي مقاربة الأمور، وهو يعلم بأن الانتخابات النيابية المقبلة لن تكون في متناول «التيار» وعليه قبل كل شيء إيجاد شريك سنيّ في صيدا يرضى بأن يتحالف مع التياريين من دون أن يُعاقب من جمهوره أولاً قبل الولايات المتحدة الأميركية.