فيما يجري إنجاز الاستعدادات لإجراء الجولة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان الشمالي وعكار الأحد المقبل، تظهر الصورة العامة للمشهد الانتخابي في الشمال اختلافات وفروقات ملحوظة عن الصورة التي كانت عليها محافظة جبل لبنان. ذلك أن الأنظار تتركز شمالاً على ثلاث مواقع كبيرة تختصر ما يمكن أن تشهده من معارك وتنافسات انتخابية بنسب متفاوتة تبعاً للثقل الطائفي والتوزّع الاجتماعي والحزبي بين الاقضية الشمالية. والمواقع الكبيرة هي طرابلس مدينة المخزون السنيّ الأكبر حيث التنافسات تأخذ طابعاً سياسياً – عائلياً يذكيه انخراط نواب المدينة في دعم لوائح متنافسة، وأقضية الشمال المسيحي من البترون والكورة إلى زغرتا وبشري، وكلها تتشابه مع ما شهدته أقضية جبل لبنان من تمازج السياسي والحزبي بالعائلي، وعكار التي يغلب فيها العامل الاجتماعي الذي يشكّل قاطرة الأحزاب والعائلات بالدرجة الأولى نظراً إلى الثقل الأساسي للمشكلات التنموية، علماً أن “ناخبا” جديداً قديماً سيكون حاضراً هذه المرة ويتمثّل في انتعاش التوجهات الحكومية والنيابية والسياسية لإطلاق ورشة إحياء مطار القليعات. واللافت أن ثمة خشية كبيرة من أن تطيح تنافسات طرابلس والمناطق ذات الغالبيات السنيّة بالمناصفة الطائفية وحتى بتمثيل الأقليات المسيحية والعلوية وغيرها، علماً أن المسألة تتوقف أيضاً على نسب الإقبال وسط الغموض الذي لا يزال يسود المشهد الانتخابي عشية الانتخابات.
المصدر: النهار