ضيتان خطفتا الأضواء خلال الساعات الماضية: انطلاق ورشة تنفيذ بنود البيان الوزاري وخطاب القسم لرئيس الجمهورية من خلال التعيينات، والتي بدأت في دفعة أولى أمنية، على أن تليها دفعات أخرى وفقا لآليات لا تزال قيد الدرس ويتفق عليها، والثانية هي الرسائل الأميركية والإسرائيلية حول مسار تفاوضي مع لبنان، عززه تشكيل ثلاث لجان لبحث موضوع الحدود والنقاط الحدودية موضع الخلاف.
ورفعت بعض الدول الغربية ومعها إسرائيل سقف المطلوب من المحادثات أو المفاوضات وأهدافها، في إشارة إلى أنها قد تصل إلى التطبيع، إلا أن لبنان وفي مجمل الأحوال لن يفاوض على التطبيع أو معاهدة سلام، إلا ضمن اتفاق عربي شامل يكون عنوانه إقامة الدولة الفلسطينية.وقال مرجع سياسي لـ «الأنباء»: «إن سقف أي تفاوض لبناني مع إسرائيل بشكل غير مباشر، اتفاق الهدنة الموقع العام 1949».
وأضاف «إن أي تفاوض مع إسرائيل عبر ممثلي الولايات المتحدة وفرنسا من خلال «اللجنة الخماسية»، هدفه معالجة النقاط الخلافية حول الحدود والانسحاب من المواقع الخمسة كاحتلال مستحدث، وصولا إلى ترسيم الحدود المكرسة بموجب الوثائق الموجودة في الأمم المتحدة، والتي وضعت في العام 1923 بين الانتداب الفرنسي على لبنان والانتداب البريطاني على فلسطين المحتلة».وتابع المرجع «يتركز اهتمام لبنان في هذه المرحلة على أمرين هما إنهاء الاحتلال الإسرائيلي الكامل ومعالجة النقاط الخلافية الـ 13، وما استجد مع انتشار الجيش اللبناني على كامل الأراضي حتى الحدود الدولية، وحصر قرار الأمن بالقوى الرسمية وحدها.
والثاني هو البدء بعملية الإعمار لإعادة السكان الذين تهجروا من البلدات الحدودية منذ نحو سنة ونصف السنة. وهذا الشرط، أي إعادة الإعمار، لا يمكن فصله عن الأول، وهو بسط سلطة الدولة بشكل كامل وحصري».
وفي إطار الاعمار، ثمة إشارات إيجابية من خلال بدء المفاوضات مع وفد صندوق النقد الدولي الذي أجرى جولة واسعة من المحادثات مع كبار المسؤولين في لبنان، ما قد يفتح الطريق أمام مساعدات واستثمارات تشكل حجر الأساس لبدء عملية إعمار ما تهدم من الجنوب إلى الضاحية الجنوبية وصولا إلى البقاع. وكل ذلك تعززه الثقة التي ستتكرس من خلال أداء الحكومة وتنفيذ خطتها الإصلاحية في شكل شفاف بعيدا عن أي محاصصات أو التفاف على عملية الإصلاح.في الشق الحكومي، تم إنجاز التعيينات الأمنية، وأبرزها تعيين العميد رودولف هيكل (مواليد 1969) قائدا جديدا للجيش بعد ترقيته إلى رتبة عماد. وسبق للقائد الجديد الخدمة في جميع وحدات الجيش، وآخرها قيادة قطاع جنوب الليطاني، ثم مديرية العمليات. ويتيح عمر القائد الجديد مواكبة العهد الحالي للرئيس جوزف عون كاملا، قبل بلوغه سن التقاعد القانونية الخاصة برتبة عماد.
وتتجه الأنظار إلى القائد الجديد لجهة إحداث تبديل في مديرية المخابرات، بالاقتراح على وزير الدفاع اللواء ميشال منسي اسما جديدا بديلا للعميد الركن طوني قهوجي من عدمه. ويقينا، يشكل بقاء قهوجي في منصبه الحدث الثاني والأبرز بعد إنجاز التعيينات الأمنية في جلسة الخميس، لجهة ما تردد عن رغبة أميركية ببقاء مدير المخابرات في منصبه، تقابلها رغبة محلية بتعيين العميد حسان أبو ناصر مديرا جديدا للمخابرات.وفي شق متصل بالقطع الأمنية، تردد ان رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود قد ينقل إلى السلك الديبلوماسي ويعين سفيرا للبنان لدى المملكة العربية السعودية.
وفي شق متصل بالقطع الأمنية، تردد ان رئيس شعبة المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد خالد حمود قد ينقل إلى السلك الديبلوماسي ويعين سفيرا للبنان لدى المملكة العربية السعودية.في أي حال، تتابع الحكومة بوتيرة عالية تنفيذ بيانها الوزاري، بعد جلسة ثانية لها منذ نيلها الثقة. وبدا حرص رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على إطلاق عجلة الدولة، والسعي توازيا عبر تكثيف الاتصالات الديبلوماسية إلى تحقيق «انفراج حدودي» على كل الحدود البرية اللبنانية، توازيا مع طمأنة لبنانيي الداخل ولبنانيي الانتشار على متانة الوضع الأمني، ما يسهم في تعزيز الثقة وتشجيع المغتربين على المجيء إلى البلاد، سواء لتمضية عطلات عيدي الفطر السعيد والفصح، وقضاء فصل الصيف في ربوع البلاد، بعد الانتكاسة الكبرى العام الماضي، جراء توسيع إسرائيل حربها على حزب الله وتاليا لبنان في القسم الأخير من سبتمبر 2024.في السياق ذاته، علمت «الأنباء» أن لجنة مهرجانات بعلبك الدولية تسعى إلى إطلاق برنامج خاص بالمهرجانات، سيتضمن ـ بحسب معلومات خاصة ـ عرضا موسيقيا ضخما جديدا يعده الفنان أسامة الرحباني، على أن تعلن التفاصيل الكاملة بعد توقيع العقد.
“الأنباء الكويتية”