أكد رئيس اللجنة الوطنية للقاحات عبد الرحمن البزري لـ”النهار” أنه “سيعقد الإثنين مساء اجتماعاً مع لجنة كوفيد-19 تضم أطباء في جمعية الأمراض الجرثومية لمناقشة آخر التطورات والمستجدات حول لقاح استرازينكا وتقييمه، ولكن يمكن القول أنه لا داعي للخوف او القلق في هذه المرحلة. وبالعودة إلى الأرقام، هناك حوالى 18 مليون شخص تلقوا اللقاح وسُجل منها 7 حالات وفاة نتيجة تجلطات دموية نادرة، وبالتالي لا يوجد سبب لتعديل توصياتنا.”
مضيفاً أنه “لا داعي للخوف ونتابع الملف سواء من وكالة الدواء البريطانية ووكالة الدواء الأوروبية، ويتمّ التدقيق في ملفات الأشخاص السبعة الذين توفوا لمعرفة ما إذا كان هناك رابط مع اللقاح أم لأسباب أخرى بعد دراسة الفئة العمرية والمشاكل الصحية الأخرى. وما يهمنا في النهاية اصدار التوصية الأفضل والأحسن للمواطن في لبنان.” وعن عدد الملقحين في لبنان بلقاح أسترازينكا، يشير البزري إلى أنه “ما زال خجولاً حيث لا يتجاوز العدد الـ9000 شخص ويعود ذلك إلى الكمية القليلة التي حصلنا عليها والتي بلغت 30 ألف جرعة. ومن المفترض استئناف الحملة بوتيرة أفضل بعد العيد، وعلى ضوء ذلك تكون اللجنة قيّمت النتائج بعد دراسة الملف”. وعليه، ماذا عن بعض التوصيات حول تناول مسيلات الدم وصحتها في فترة التطعيم؟ وماذا نعرف حتى اللحظة عن حالات التجلطات؟
يشرح رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ومركز بلفو الطبي الدكتور غسان كيوان لـ”النهار” أن “الأشخاص الذين يتناولون الأسبرين او أدوية مسيلة للدم نتيجة مشكلة صحية واضحة ومحددة، لا يتوقفون عن تناولها خلال التلقيح حتى لو كان اللقاح ابرة في العضل. وننصح بأن يكون قياس الإبرة أصغر حتى لا تُسبب ورماً مكان الإبرة. وعليه لا مانع من التطعيم به خصوصاً عند الأشخاص الذين يتناولون أدوية مسيلة للدم ونسبة السيلان أقل من 3.5، وليس من داعي للتوقف عن تناول أدوية مسيلة للدم أو الإسبرين. ونعتبر ان الشخص الذي يتناول الإسبيرين هو لسبب واضح وطبي بناءً على توصيات الطبيب، لأن تناوله كوقاية تغيّر اليوم بعد صدور توصيات جديدة حول هذا الموضوع، ويجب أن يعطى بعد استشارة طبيب. وقد أظهرت التجارب انه قد لا ينفع في بعض الحالات بل قد يؤدي إلى ضرر وأهمها الحساسية تجاه الاسبيرين. وبالتالي ينصح كل من يعاني من ضغط وسكري والأشخاص الذين هم فوق الـ60 بتناوله بعد نصيحة طبيب.” وعن مدى صحة تناول الشخص الإسبيرين قبل وأثناء وبعد التطعيم بلقاح استرازينكا، يؤكد كيوان أنه “لآ يوجد أي دراسة في الوقت الحاضر تنصح بضرورة تناول الإسبيرين أو أي دواء آخر مسيّل للدم. لا إثبات بالوقت الحاضر، وتعمل الجمعيات الصحية والعلماء على هذا الموضوع واتخاذ القرار لكنه حالياً لا يوجد توصيات بضرورة تناولها. حتى منظمة الصحة العالمية لا تنصح بإستخدام الإسبيرين كوقاية. ” ويشدد على أنه “لم يُثبت أن الوفاة لها علاقة مباشرة علمياً بلقاح أسترازينكا.وقد وجدت الدراسات التي أجرتها جمعية أطباء القلب والدم في أميركا أن الأشخاص الذين توفوا نتيجة تجلطات دموية نادرة قد يكون تفسيره مرتبطاً بالتخثر الداخلي ولها علاقة بالاستجابة المناعية لدى الشخص. وقد لاحظت الدراسات عند بعض الأشخاص الذين تلقوا استرازينكا انخفاضاً في الصفائح الدموية، ولكن لم يجرَ الفحص لهؤلاء الأشخاص قبل تلقيهم اللقاح لمعرفة ماذا كان وضع الصفائح قبل التطعيم وبعدها. وهذا سبب إضافي للانتباه وعدم تناول الأسبيرين وهدفه العمل على نوعية عمل الصفائح وليس عدد الصفائح.”
كما يتحدث رئيس قسم أمراض القلب في مستشفى ومركز بلفو الطبي عن نوعين من التجلطات التي سُجلت بعد التطعيم، الجلطة في الساق والتي يمكن انتقالها إلى الرئة، وتجلط الأوعية الدماغية، إلا أنها تعتبر نادرة جداً. وعادة ما نرى هذه المضاعفات عند حدوث التهابات بكتيرية التي تؤدي إلى جلطات ونزيف في آن معاً.” وقد أوصت منظمة الصحة العالمية باستخدام والموافقة على استرازينكا والتوصية الوحيدة في شأنه بعدم التطعيم به للأشخاص الذين يعانون من حساسية شديدة وقوية، والأشخاص الذين هم دون الـ18 عاماً حتى إشعار آخر. كما أعلنت أيضاً ان الإسبيرين غير محبذ كإجراء وقائي وتناوله يكون فقط لسبب صحي بطلب من الطبيب. ويشير كيوان إلى أن “اللجنة العلمية في لبنان تدرس كل المستجدات بطريقة علمية وبالاستناد إلى التوصيات العالمية ومنظمة الصحة العالمية. لذلك كل ما سرعنا في التطعيم تحسن الوضع أكثر، ويجب التطعيم بأي لقاح متوفر، لأن المضاعفات نتيجة الفيروس أكبر بكثير. ويبقى أن نعرف أن منافع لقاح استرازينكا أكثر بكثير من آثاره حتى إشعار آخر.”