يحاول رئيس حزب القوات سمير جعجع بشكل دائم تذكير رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط بأن اسم جهاد أزعور كان من ضمن الأسماء التي رشحها عندما اقترح لائحة من ثلاثة أسماء، كانت تضم صلاح حنين، شبلي الملاط وجهاد أزعور، وذلك لمحاولة حشره وحصد دعمه للاسم، بينما بحسب مصادر متابعة فإن لجنبلاط تفكيرا مختلفا.
منذ انطلاق السباق الرئاسي حاول الحزب التقدمي تحييد نفسه عن سياسة المحاور، كان له صولات وجولات في دعم مبدأ الحوار والتشجيع عليه، ومؤخراً كان لافتاً كلام وليد جنبلاط عن عدم رغبته بتأييد مرشح فريق بوجه آخر، داعياً للتوافق لإنجاز الاستحقاق.
بحسب المصادر عندما سمّى الحزب التقدمي الإشتراكي جهاد أزعور ضمن لائحته كان الهدف إيجاد شخصيات قادرة على التوفيق بين المتخاصمين، ولم يكن الهدف إطلاقاً تعميق الخلاف والصراع كما هو حاصل اليوم، لذلك تخلى التقدمي عن دعم ميشال معوض عندما اعتبره الفريق الآخر مرشح تحد، وامتنع عن دعم ترشيح صديق وليد جنبلاط رئيس تيار المردة سليمان فرنجية للهدف نفسه، فهل يتبدّل الموقف اليوم مع أزعور؟ تسأل المصادر.
تشير المصادر الى أن جنبلاط لن يغير موقفه ويدعم مرشح مواجهة بوجه آخر، الا بحال كان رئيس الحزب الاشتراكي قد قرر التنحي عن القرار وليس فقط التخلي عن رئاسة الحزب بعد تنحيه عن رئاسة اللقاء الديموقراطي لمصلحة نجله تيمور الذي قد يتخذ قرارات مختلفة عن والده، مشددة على أن الحزب دخل حالياً مرحلة التشاور والبحث بغية الخروج بقرار رسمي من مسألة دعم أزعور بعد اعلان ترشيحه رسميا من قبل القوى المؤيدة له، كاشفة أن لقاءً سيُعقد مطلع الأسبوع المقبل، قد يكون نهار الثلاثاء، من اجل البحث في هذه المسألة رسمياً ربما إصدار قرار بشأنها.
تدعو المصادر لانتظار ما قد يخرج عن الحزب التقدمي الاشتراكي من قرارات، لأنها ستكون مؤشراً ربما على الموقف السعودي من ترشيح أزعور وما يجري من فرز طائفي، فالحزب الاشتراكي ينتظر أكثر من معطى من أجل تحديد موقفه، الأول اعلان دعم ازعور رسمياً من قبل الكتلتين المسيحيتين الكبريين، الثاني وهو لا يقل أهمية عن الأول هو البعد الوطني الذي قد يُعطى للترشيح وعنوانه موقف النواب السنّة، والمعطى الثالث هو الموقف السعودي، ففي حال بقاء ترشيح ازعور بالمربع المسيحي، وغياب التأييد السني، والدعم السعودي، لن يكون الحزب التقدمي جزءاً من الانقسام الطائفي الحاد بين المسلمين والمسيحيين، وأخيراً هناك معطى رابع يتعلق بالموقف الشيعي وتحديداً موقف حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري.
كل هذه المعطيات يُفترض توضحها قبل الوصول الى قرار نهائي وحاسم للحزب الإشتراكي الذي ألمح أكثر من مرة أنه قد يتجه للتصويت بورقة بيضاء، أو ترشيح شبلي الملاط والتصويت إليه، بحال غاب التوافق عن جلسة انتخاب الرئيس.
يمرّ الملف الرئاسي حالياً بمخاض عنيف، ربما لن يكون لمصلحة إنهاء الفراغ بوقت قريب، لكنه دون أدنى شك سيكون كذلك على المدى الأطول، فكل ما يحرك المياه الرئاسية الراكدة يقرّبنا خطوة من انتخاب رئيس للجمهورية