100 دواء في كوب واحد… “القرفة” تنظّم السكر في الدم وتخفّض الوزن وتحارب “الفيروسات”

Share to:

الديار – ندى عبد الرازق

“القرفة” كناية عن لحاء نباتي لشجرة دائمة الخضرة CINNAMOMUM ZEYLANICUM وتأتي منفعتها الصحية نتيجة امتلاك اللحاء على مجموعة مركبات خاصة، مسؤولة عن العديد من السمات المعززة للسلامة مثل: سيناماليهايد وحمض سيناميك وسينامات.

في سياق متصل، توصل الباحثون الى ان الفوائد الشفائية لـ “القرفة”، يمكن الحصول عليها كتوابل مطحونة، او زيوت أساسية، ولها خصائص تجميلية ان كان على صعيد البشرة او الشعر، او كعيدان في هيئة لحاء نقي، او بشكل مقتطف عندما يتم عزل عناصرها الفينولية الخاصة والفلافونيد ومضادات الاكسدة. وهذه المركبات جعلت “القرفة” تتربع على عرش البهارات الأكثر أهمية وفائدة على الأرض، ما يوفر لها ميزات مضادات للأكسدة وللالتهابات والسكري والميكروبات.

اساس “القرفة”
تنتسب “القرفة” الى عائلة الغار، وهو نوع يضم أكثر من 200 جنس. ويوظف اللحاء الداخلي لهذه الأعشاب في صنع توابل “القرفة” بالشكل المتعارف عليه اليوم. ويمكن العثور على أنواع متعددة من “القرفة” مثل قرفة الفيتامينة، مسرفة القرفة وعصا القرفة والأكثر شيوعا هي سيلان وكاسيا.

“القرفة” تنشأ في جنوب الهند وسريلانكا، وتزرع أشجار قرفة السيلان لفترة عامين بدون حصاد. بعدها يُعمد الى تقليمها، حتى تبدأ الفروع تتكاثر وتكبر وتنمو مرة جديدة. ويحصد المزارعون موسمين في السنة، وتتم تغطية أشجارها للتخمر، قبل ان يتم فصل قشرتها لتحضير “القرفة”. بالإشارة الى ان هذه الشجرة تصل الى أكثر من 10 اقدام، وتجنى لحاؤها واوراقها وبراعمها التي تجفف وتباع. وتزرع قرفة كاسيا في اندونيسيا والصين وفيتنام.

مكوناتها
اوضح اختصاصي التغذية والمدرب الخاص طه مريود لـ “الديار” ان “القرفة تشتمل على مجموعة كبيرة من الأجزاء الغذائية المهمة، وهي غنية بالألياف الى جانب الفيتامينات والمعادن الأخرى، وكل ملعقة كبيرة من القرفة المسحوقة تحتوي على الاتي: 19 سعرة حرارية، 6.2 غرام كربوهيدرات، 0.3 غرام بروتين، 0.1 غرام دهون، 4.1 غرام من الالياف الغذائية، 0.6 ملليغرام من الحديد، 2.4 ملليغرام من فيتامين “ك” ، 1.4 ملليغرام منغنيز، 77.7 ملليغرام من الكالسيوم. الى جانب العناصر الغذائية التي ذكرتها، فان كل حصة من القرفة تحتوي على كمية صغيرة من فيتامين “أي” و “ب” ، النياسين، الماغنيسيوم، البوتاسيوم، النحاس والزنك”.

مادة حافظة
وتطرق مريود الى أهمية “القرفة” في حفظ الأطعمة فقال: “كونها تتمتع بقدرات معاكسة للبكتيريا وتعمل كمضاد للأكسدة، فيمكن استعمالها كمواد حافظة في كثير من المأكولات دون الحاجة الى تلك الكيميائية او الاصطناعية. وفي هذا السياق، اكدت دراسة حديثة انه يتم تطهير البكتين من الفاكهة باستعمال مستخلص أوراق القرفة، فتفرز مضادات عالية للأكسدة والجراثيم وتظل طازجة لفترات أطول، ويمكن توظيفها في علاج زمرة متنوعة من المعضلات المتعلقة بالميكروبات والبكتيريا، وتعد من التوابل القوية في مكافحة الفيروسات”.

اضافتها ضرورة
وأشار مريود الى قيمة ادخال “القرفة” الى نظامنا اليومي لأنها “تحسّن التمثيل الغذائي ، خاصة في شهر الصيام، كما تمد الجسم بالطاقة التي يحتاج اليها خلال ساعات الامتناع عن الاكل لفترات طويلة، والحفاظ على عمل وظائف الجسم مثل الدماغ ونبضات القلب والتنفس”. أضاف: “لها شأن على النشاط البدني، ان لجهة القيام بالتمارين الرياضية او النشاطات البديهية مثل الاستحمام والمشي وغيرها من الأمور، فالجسم بحاجة الى تناول عناصر غذائية تحفزه على حرق السعرات الحرارية، والتي يطلق عليها الأطعمة الحرارية، لان الجسم يستعملها في هضم المأكولات”. واشار الى ان “الغلوكوز هو مصدر الطاقة الأساسي في الجسم، والقرفة تؤدي دورا بارزا في ضبط نسبة السكر من خلال وصوله الى الخلايا، فتحفز الجسم على تحسين التمثيل الغذائي عموما وفي شهر الصيام خصوصا”.

السكري
ولفت “الى ان العديد من الدراسات بينت ان الافراد المصابين بداء السكري من النوع الثاني، يمكن ان يحصلوا على تأثيرات جيدة كبيرة في خفض معدل السكر في الدم من خلال إضافة مطحون القرفة الى الطعام”. واشار الى ان “للقرفة خاصية فريدة ومشهورة لجهة فاعليتها المضادة للسكري، ولهذا تعتبر واحدة من أفضل الأطعمة لمرضى السكر، اذ يمكن ان تقلل من مستوياته في الدم، وتحسن حساسية هرمون الانسولين، مما يساعد على نقل السكر من مجرى الدم الى الانسجة وضبط معدلاته وتقليل عوامل الخطر المرتبطة بأمراض القلب والاوعية الدموية”.

واكد انه “يمكن ان تساهم القرفة في الحد من نشاط العديد من الانزيمات الهضمية بتأخير امتصاص السكر في مجرى الدم، بعد اكل طعام مرتفع النشويات”.

خفض الوزن
ونصح مريود الأشخاص الراغبين بإنقاص وزنهم “بإضافة ملعقة من القرفة الى الروتين الغذائي اليومي، فوفقا للأبحاث فإن العنصر الرئيسي الكورامين له تأثير تخثر الدم، والذي يمكن ان يضاعف من عمل الدورة الدموية ويؤدي الى خفض الوزن”. واشار “الى دراسات أخرى تتعلق بسكر الدم والتحكم بمستوى الانسولين المرتبط بالسمنة، والبيانات ليست واضحة حتى الآن، ومع ذلك تُظهر الدراسات ان زيادة تدفق الدم بشكل عام من خلال عملية الايض التي يعتبرها العلماء انها تعمل على التخسيس وحرق الدهون. كما ان اطباء حذروا من استخدام القرفة مع ادوية تخثر الدم”.

وقال: “للاستفادة من القرفة لتخفيض الوزن، يمكن رشها على طبق الطعام، او اضافتها اثناء الطهي او عن طريق شربها كشاي دون أي إضافات اخرى”، كما نصح “بغلي كوب من الماء واضافة ملعقة من القرفة والعسل وشربها صباحا على معدة فارغة او قبل النوم بساعة”، لافتا الى ان “للقرفة قدرة على التحكم بالشهية القوية او شراهة الاكل، وأيضا تعمل على جمال وصحة البشرة من الخارج”.

خفض الكوليسترول والدهون الثلاثية
واكد مريود “ان قدرة القرفة جبارة، بحيث وجدت احدى الدراسات ان نسبة ما يصل الى 6 غرام من القرفة يوميا لا يخفض فقط نسبة الجلوكوز في الدم، وانما ايضا الدهون الثلاثية، وهي نوع من الدهون والكوليسترول الضار، والكوليسترول الكلي لدى الأشخاص الذين يعانون من مرض السكري 2، وخلال 40 يوما وجد الباحثون ان القرفة قللت مستوى الدهون الثلاثية بنسبة 23 الى 30% ، والكوليسترول بنسبة 7 الى 27% ، والكوليسترول الكلي بنسبة 12 الى 26%”.

وفي هذا الإطار، اكدت مراجعة الدراسات السابقة للبيانات في عام 2013 أعيد نشرها في دراسات طب الاسرة، ان استهلاك القرفة يخفض من درجات الكوليسترول الضار في الجسم بما فيها الدهون الثلاثية.

القرفة تحد من الاكتئاب
اضاف: “ليست وحدها العقاقير يمكن ان تكون معالجة لبعض الامراض، أيضا القرفة تحسّن المزاج بحسب دراسة أجرتها جامعة ويلجست، فرائحة القرفة في الطعام او الشراب تخفف من نسبة الإحباط، وتزيد اليقظة، وعلاوة على ذلك تقتل البكتيريا المعوية المسببة للاكتئاب”، وختم مريود ان “القرفة قد تعالج امراضا عسيرة ومستعصية مثل القلب والسرطان، وتقي من امراض مختلفة، وفوائدها واسعة المدى كمادة علاجية”.

Exit mobile version