من سيحيي ذكرى 14 شباط؟ هل يعود الرئيس سعد الحريري الى بيروت او يتولى بهاء المهمة؟ انه السؤال الذي يشغل بال كثر وعلى رأسهم «التيار الازرق» ومعه شارع سني ترك وحيدا ينتظر ويترقب…
حتى اللحظة لا اجوبة واضحة على الاسئلة، لكن بعض المعطيات من داخل «البيت المستقبلي» توحي بان الحريري سيعود الى بيروت لاحياء ذكرى اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من دون معرفة كيف سيتم احياء الذكرى، علما ان المعلومات من مصادر موثوقة ترجح ان لا يقام احتفال ضخم على غرار السنوات السابقة، وان تقتصر زيارة الحريري الى بيروت على زيارة ضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري وبعض اللقاءات، كما قد يطل بكلمة تتمحور فقط حول معاني الذكرى.
اما بهاء الحريري الذي قيل سابقا انه قد يحيي ذكرى 14 شباط، فيبدو ان الاتجاه لان يعود قريبا الى بيروت، لكنه قد يعمد لتأخير هذه العودة، التي كانت مقررة في اوائل الحالي، الى يوم 14 شباط او ما بعد 14 شباط، علما ان مصادر مطلعة على جوّه شددت على ان القرار هو فقط بيد بهاء الحريري، وان عودته غير مرتبطة بتوقيت 14 شباط.
اضافت المصادر نفسها انه لا يمكن تحت اي ظرف ان يستغل بهاء الحريري ذكرى اغتيال والده لاي هدف كان! وعليه يبدو انه يتجه لاحياء ذكرى اغتيال والده عبر كلمة مصورة تبث في حينه.
وبالانتظار، ماذا سيفعل نواب «التيار الازرق»؟ هل يترشح القسم الاكبر منهم؟ او يعزفون ؟ مصادر بارزة مطلعة على جو «المستقبل» كشفت بان عددا كبيرا من «الكتلة الزرقاء» سيترشح انطلاقا من ان الرئيس الحريري لم يطلب في كلمته من نواب الكتلة عدم الترشح، انما طلب الا يكون الترشح باسم «المستقبل»، كما انه لم يطلب من الجمهور السني مقاطعة الانتخابات.
وعليه تسأل المصادر: هل المطلوب اخلاء الساحة لبهاء الحريري؟ أو بجزء منها لـ «القوات» او حتى للعونيين؟ فغياب الناخب السني الاساسي سيترك الساحة لهؤلاء، وهذا ما لا نريده.وتابعت المصادر: فاذا ترشح الاصدقاء الاوفياء لسعد الحريري، فمن الطبيعي ان يقف الجمهور السني الى جانبهم مغلقا الباب على امكان اي طرف آخر من اكتساح الشارع السني.
وفي هذا السياق، تكشف مصادر خاصة بأن الحريري لم يطلب بالاجتماع الاخير مع كتلته من النواب عدم الترشح، وقال ما مفاده: «انا ما عم بطلب من حدا ما يترشح كل شي عم بطلبو انو ما تترشحو باسم المستقبل».
وعليه، يبدو ان خارطة «التيار الازرق» لن تغيب عن الساحة الانتخابية، اذ تفيد المعلومات بأن الاتجاه هو لان يترشح حوالى 10 نواب من «كتلة المستقبل» هم:وليد البعريني، محمد سليمان، طارق المرعبي، هادي حبيش في عكار، سامي فتفت في الضنية، عثمان علم الدين في المنية، كريم كبارة نجل محمد كبارة في طرابلس، عاصم عراجي في زحلة ومحمد القرعاوي في البقاع الغربي، فيما لا يزال محمد الحجار يدرس خيار الترشح من عدمه.
هذه اللوائح التي سيشكلها «الازرق» منفردا، لن تكون وحيدة على الساحة،فستجد بالتأكيد من يدعمها، كما تؤكد مصادر موثوقة، ولو ان المصادر استعارت شعار «البرتقالي» لتسقطه على «الازرق» فقالت:»هؤلاء النواب مكمّلين وما في شي بيوقّفون»، منعا لاخلاء الساحة السنية لمن انتظر طويلا التقاط الفرصة!
وفي هذا الاطار، تكشف المصادر بأن المفتي دريان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي استوعبا الصدمة التي احدثها قرار الرئيس سعد الحريري على الساحة السنية، ووجها رسالة للمتربصين مفادها:»الساحة السنية ليست مكسر عصا لاحد»! والرسالة بدت واضحة من زيارة المفتي للسراي، والتي قرأها البعض بأن دار الفتوى هي المرجعية والمفتي يغطي اي رئيس حكومة في السراي، وعليه تكشف المصادر ان ما يعمل عليه راهنا هو لملمة الوضع على الساحة السنية من قبل «نادي رؤساء الحكومات السابقين» مع المفتي دريان، وتحديدا من قبل ميقاتي والسنيورة.
وتضيف المصادر ان الاتجاه هو ان يشرف «نادي رؤساء الحكومات السابقين» على المرشحين السنّة كما على الناخبين السنة، فتكون اللوائح التي سيشكلها «نواب الازرق» مدعومة من «النادي».
وتشير المعلومات الى ان ميقاتي الذي لم يكن بعد قد حسم قراره،علما انه يقول لكل سائليه بانه لن يترشح شخصيا، يعتمد سياسة «القرار الحاسم عند اللحظات الاخيرة»، فاذا ضمن انه سيعود على حصان ابيض الى جنة السراي بعد الانتخابات فيحسمها عندها ويعلن عدم الترشح، وفي حال ايقن ان «القصة مش مضمونة» فيذهب باتجاه خوض الانتخابات ترشيحا ولوائح.
الى ذلك، تفيد المعلومات بأن السنيورة يرد على اي سائل او مسؤول يتصل به مستفسرا عن محاولة رئيس حزب «القوات» استجلاب السنّة لملعبه الانتخابي بعد قرار الحريري، وما اذا كان من اتجاه لاعطاء جعجع اصوات سنية بالقول: «تصويت السنّة لسمير جعجع مش وارد»! وتضيف المعلومات بان المفتي دريان يشاطر السنيورة في هذا الرأي.
وبانتظار ان تتبلور الصورة على الخط «الازرق»، يبدو ان القرار حُسم على الجهة «البرتقالية»- «الصفراء» باتجاه تحالف انتخابي بين التيار وحزب الله في مختلف المناطق، حتى ان المعلومات من مصادر موثوقة تذهب ابعد من ذلك لتقول:»في مناطق التحالف بين التيار والحزب اكيد فيها، وفي مناطق رح نكون مع بعضنا متحالفين لو ما كنا بلايحة واحدة»! ويفهم من هذا الكلام ان العمل جار بمسعى من حزب الله لتأمين تحالف ثلاثي يجمع التيار والحزب و»امل»، فيما لا يزال رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية متشددا، كما تقول المصادر، تجاه خوض الانتخابات بتحالف مع جبران باسيل!