يقلّل خطر الإصابة «بالزهايمر» ويكسّر «الدهون» ويستخدم للتدفئة ويؤخر تجاعيد البشرة: تفل القهوة «الكنز الأسود» لا ترموه…

Share to:

الديار: ندى عبد الرزاق

قيل ان القهوة كالحب، قليل منها لا يروي وكثير منها لا يُشبع… فما هي هذه المادة التي يدمنها أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية؟

القهوة عبارة عن بذرة تصنّف على أنها شجرة كونها تتميز بالارتفاع الذي قد يصل الى تسع أمتار. وقد أطلق عليها تسمية «حبوب القهوة» لان المزارعين عمدوا الى تشحيل وتقصير اغصانها تسهيلا لعملهم اثناء عملية الحصاد ما جعلها شجيرة على وزن شجرة.

وقد احتلت القهوة المرتبة الأولى عالميا كمشروب، خاصة في الفترات الصباحية لارتباطها بعامل الطاقة كونها تحتوي على نسبة عالية من مادة الكافيين فباتت المفضلة بلا منازع الى جانب «السيجارة» وللأشخاص الذين لديهم عقل يغرق في التفكير لتكون الرفيق والسند وكأنها تعطي الحلول وتهدّىء البال و»تروّق» المزاج.

القهوة برازيلية ام كولومبية ام اندونيسية؟

الموطن الأصلي للقهوة قد يفاجئ الكثيرين، بحيث ان أساس زراعتها يعود الى «اثيوبيا» وذلك منذ القرون الماضية، لتنتشر فيما بعد في الدول الافريقية والشرق أوسطية ومن هناك الى العالم حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ من أساس اقتصاد هذه الدول التي عمدت الى زراعة محاصيلها في دول اسيوية واميركا اللاتينية.

اما الدول الغير منتجة لها فتقوم بتحميص القهوة واستهلاكها بأطنان كبيرة كل يوم. وفي لبنان تلازم العائلات ويتم احتساءها في “الصبحية» وعند “العصرونية» وحتى في المساء لا بديل عنها. وقد ارتفع سعرها مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء بحيث ان سعر الوقية بعد ان كان بـ 15000 ل.ل. أضحى بـ 90000 ل.ل. وما زالت تحتل المراتب الأولية كمشروب استهلاكي يومي جماعي او فردي.

أنواعها

القهوة تحتوي على أكثر من فئة ونوع مختلف، كما يمكن تقسيم كل واحد الى العديد من الأصناف وكلها تؤثر في المذاق ومقدار الكافيين والذي يعد عنصرا مهما فيها.

وما يجدر التطرق اليه في هذا السياق، انه يوجد أكثر من 1340 نوعا من القهوة، وهناك نوعان الأكثر شيوعا وانتشارا شعبيا هما «ارابيكا» و «الروبوستا».

ARABICA، الأكثر استهلاكا في العالم لما يمثله من حوالى 70% من الصناعة ويتميز بالنكهة والرائحة ذي الجودة المرتفعة. على عكس الـ ROBUSTA وهي لاتينية المنشأ والتي تعني «الصلبة» وتتميز بمتانتها وقوتها وتمثل حوالى 30% من صناعة البن مقارنة مع ارابيكا والتي تعد أكثر مقاومة للآفات كما تتمركز فيها نسبة عالية من الكافيين.

البن أكثر من مشروب

على مقلب صحي، غير اننا نحتسي القهوة كمشروب ساخن ولذيذ وشهير يشير الأطباء الى ان تناوله بطريقة معتدلة له إيجابيات صحية، للأسباب التالية:

1. تساعد على زيادة نشاط الدماغ وتحفيز الذاكرة لاحتوائها على مادة الكافيين والتي تعد من المواد المنبهة.

2. حماية الفرد من الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني.

3. تقليل احتمال الإصابة بحصى المرارة.

4. تقليل الإصابة بالخرف والزهايمر.

5. تقليل فرص احتمال الإصابة بمرض الباركنسون.

6. تحسّن الأداء البدني وفقدان الوزن.

طرق استعمال القهوة جماليا لا حصر لها

في الواقع، إذا عدنا الى بعض المساحيق التجميلية التي يستخدمها الرجال والنساء على حد سواء، لوجدنا ان بعض مكوناتها الى من هم فوق الـ 50 عاماً تحتوي على الكافيين لما له تأثير على ما يسمى FACELIFT ونتائجه الجمالية على صعيد الشد وتوهج البشرة وتقليص المسامات المفتوحة وتكون النتائج سريعة، ما يعطي السيد/ة التي تستخدم مواد تحتوي على هذا العنصر سناً أصغر من العمر الحقيقي.

أبرز استعمالات القهوة:

1. تعتمد في الاقنعة لتحريك الدورة الدموية في الوجه وتوريدها وتعمل على شد الخطوط الرفيعة والتجاعيد.

2. تستخدم كمقشر او SCRUB لإزالة الخلايا الميتة وذلك بخلطها مع القليل من زيوت جوز الهند، اللوز، الافوكادو الخ…

3. إزالة السواد حول العينين بإضافة ملعقة عسل وتزيل التجاعيد التي يطلق عليها «أرجل الاوزة».

4. مضاد للأكسدة وتعمل على إزالة السليوليت وذلك بإضافة القليل من زيت الزيتون الى التفل الذي يتم وضعه على جسم رطب وعمل مساج دائري في المكان المراد علاجه فتندفع رواسب الدهون عبر النسيج الضام تحت الجلد ما يؤدي الى تكسير الدهون وزيادة تدفق الدم للمنطقة المراد إصلاحها ويتم ذلك بخلط القهوة مع زيت الزيتون.

وما تجدر الإشارة اليه ان «السليوليت» شائع عند النساء ويظهر خاصة في منطقتي الارداف والافخاذ وتعاني منه النحيفات ولا يرتبط بالبدينات حصرا. وذلك لأسباب قد تكون وراثية او الى نمط الطعام الذي يحتوي على دهون كبيرة وايضا طبيعة الجلد ومدى ترهله وقابليته لتشكّل الدهون تحته.

سلسلة من التحقيقات تناولتها «الديار» عن إعادة التدوير وسلطت الضوء على الكثير من المواد التي يمكن الانطلاق منها كمشروع صديق للبيئة من جهة، ومثمر على «الجيبة» من جهة أخرى.

بعد ان تطرقنا الى موضوع إعادة تدوير «جفت الزيتون» وخطوات صنعه والحطب بديلا عن الوسائل التقليدية نظرا لارتفاع أسعار المحروقات من المازوت والغاز في ظل الأوضاع الاقتصادية الراهنة، كيف يمكن إعادة تدوير القهوة تمهيدا لتوظيفه في التدفئة؟

في الحقيقة التفل يتمتع بخصائص كثيرة، ليس فقط للحد من التلوث البيئي، او استخدامه في أغراض جمالية وصحية او للاستفادة منه كسماد طبيعي بحيث يتم دفنه في التربة او على اكعاب الشجر والازهار كونه يقتل الديدان والطفيليات والفطريات. هذه الأمور جميعها أساسية لجهة المحافظة على الطبيعة في ظل الاحتباس الحراري الحاصل، والهدف ينطلق دائما من توظيف مواد قابلة للتحلل أو إعادة تدويرها والحد من استهلاكها المفرط والتي تتميز بالمردود الاقتصادي الممتاز والمربح جدا.

إعادة تدوير «القهوة»

ببساطة يمكن تحويل التفل الى قطع مربعة صغيرة تمهيدا لاستخدامه في المدافئ او «الشيمينيه». والالية تكون بتجميعه وتجفيفه قبل خلطه بنشارة الخشب او الخنشار. وهذه الطريقة تراعي البيئة من جهة والظروف المعيشية من جهة أخرى.

تفل القهوة يعطي حرارة أكثر من الأدوات التقليدية

الجدير ذكره فيما يعود الى تفل البن احتوائه على زيوت طبيعية تتميز بقيمة حرارية بالمقارنة مع الخشب والحطب و «زيبار الزيتون» او كما يعرف بالجفت، ما يجعله يتفوق على كل ما ذكر كوقود أكثر امانا وتوفيرا.

يعطي الدفء أكثر من الحطب

يعادل تفل القهوة ما قيمته 5 كيلوواط بالطن الواحد في حين يسجّل الحطب 4.5 كيلوواط بالطن كما ان نسبة الرماد اقل مع تلك التي تنتج عن استخدام الحطب. ما يسمح بتوفير استهلاك الوقود وحلا اقتصاديا مريحا يسهم في توفير المال. بالإشارة الى ان التفل اقل ضررا لجهة تصاعد مادة ثاني أكسيد الكربون التي تتصاعد عند احتراق الحطب كما ان استخدامه قد يكون بديلا للأدوات التقليدية من مازوت وغاز وحطب.

على اية حال، هذه المادة تسمح بتعزيز قطاع إعادة التدوير وتساهم بحل مستدام للحفاظ على البيئة في ظل الاحتباس الحراري الحاصل في المناخ، وارتفاع انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والذي يؤثر على الأنشطة البشرية. كما ويفتح الافاق امام افراد لهم اهتمام بقطاع إعادة التدوير من مواد يمكن استغلالها بشكل سليم وصديقة للبيئة والانسان على حد سواء.

Exit mobile version