تتجه الأنظار إلى العاصمة الفرنسية باريس اليوم لمتابعة لقاء المبعوث الأميركي الخاص آموس هوكشتاين مع المبعوث الفرنسي الخاص جان إيف لودريان، وما قد ينتج عن هذه المباحثات على صعيد الجبهة المفتوحة في الجنوب، حيث لا زالت الولايات المتحدة تسعى للتهدئة لأنها لا تُريد حرباً إقليمية قبل الانتخابات الرئاسية الأميركية بأشهر أو أسابيع قليلة، وتتلاقى معها فرنسا التي تُريد منع الحرب أيضاً لتحقيق خرق سياسي خارجي في ظل الضغوطات التي يتعرّض لها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون داخلياً.
أما في الجنوب، فإن الوضع على حاله، العدوان مستمر والرد أيضاً، وقد استشهد يوم أمس مزارع لبناني، فرد “حزب الله” بقصف كريات شمونة بصواريخ كاتيوشا، بالإضافة إلى مواقع إسرائيلية أخرى، فيما التهديدات العبرية على حالها أيضاً.
المحلل السياسي أمين بشير يرى أن “حركة هوكشتاين غير مستغربة، خصوصاً وأن الأميركي أكثر واقعية، والفرنسي لا يُمكنه التحرّك دون ضوء أخضر أميركي، إلّا أن واشنطن التي دخلت زمن الانتخابات والمناظرات لم تعد قادرة على اتخاذ قرارت ضخمة كالحرب”.
وفي حديث لجريدة “الأنباء” الإلكترونية، يلفت بشير إلى أن “الفترة الحاسمة ستكون شهر آب، أي بعد زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى الكونغرس وقبل موعد عودة الطلاب في إسرائيل إلى مقاعد الدراسة، وخلال هذه الفترة يُحدّد المستقبل القريب للحرب”.
لكن بشير يستبعد توسيع الحرب لتُصبح شاملة، إلا أنه يتوقع أن يزيد نتنياهو الضغط، علماً أن الإيراني لا يُريد حرباً واسعة ولا الأميركي، معتبراً أن ما يحصل اليوم من تهديد وتصعيد يندرج في إطار “الحرب النفسية”.
وبالنسبة للاستحقاق الرئاسي والحراك المتوقع لدول اللجنة الخماسية، وما إذا كان ثمّة أي احتمال لانتخاب رئيس للجمهورية في الأمد المنظور، يعتبر بشير أن “الحركة هي تقطيع للوقت إلى أن تنتهي الاستحقاقات الكبرى، وهي حرب غزّة والانتخابات الأميركية”.
إذاً، فإن الاستحقاقات بمجملها مؤجلة، وحتى احتمال توسيع الحرب في الجنوب مؤجل إلى ما بعد المُحاولات الدبلوماسية الأخيرة لإرساء التهدئة، وفي هذا الوقت المستقطع، على القادة السياسيين استجماع أنفسهم والتلاقي لبحث كيفية تحصين لبنان من نار الحرب والتسوية، وإلّا الآتي أسوأ.