نضال العضايلة
بدأ السّباقُ لتوه على إرث عباس، ويتوقع أن يسخن، وربما يصبح عنيفًا. الأختيار يتطلب الدعوة لتغيير جذري في السلطة الفلسطينية.
الشيخ الأبرز، والرجوب لن يقبل لا بالشيخ ولا غيره. السباق بدأ للتو على خلافة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لقيادة السلطة الفلسطينية، ومن المتوقع أن يتصاعد، وربما يصبح عنيفاً أيضاً، فأبو مازن، 85 عامًا، منهك، ولم يعد يعمل في بعض النواحي، تماماً مثل سلطته ومقرها رام الله، التي يترأسها منذ 2005، ومنذ 2004 يقود رئيس منظمة التحرير الفلسطينية، وكذلك زعامة حركة فتح، وبات معظم الفلسطينيين مهتمون بخلافته. الفلسطينيين قلقون من أن خروج عباس من الساحة السياسية سيؤدي لإشعال الاضطرابات، وانعدام الأمن، لأنه ليس لديه خليفة واضح، فمن هم أبرز المرشحين لخلافة أبو مازن؟.
حسين الشيخولد حسين الشيخ في رام الله، يبلغ من العمر 62 عاماً، ينتمي إلى حركة التحرير الوطني الفلسطيني، يشغل منصب امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية منذ أسبوعين ، بالإضافة إلى منصب رئيس الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية برتبة وزير.
الشيخ الذي يعد أحد أهم الشخصيات المقربة من الرئيس محمود عباس، عضو في اللجنة المركزية في حركة فتح، منذ العام 2016، ورئيساً للجنة التنسيق المدنية العليا (CAC)، منذ العام 2007، ورئيس مؤسسة شباب البيرة الرياضي، منذ العام 2010. والشيخ عضو في لجنة الحوار الوطني الفلسطيني في ملف المصالحة، منذ العام 2017، وعضو اللجنة المركزية لحركة فتح، منتخب في المؤتمر العام السادس، منذ العام 2008، وأمين السر المنتخب – حركة فتح – الضفة الغربية، منذ العام 1999. وكان الشيخ يعمل في قوات الأمن الوقائي برتبة عقيد، من 1994-1995، وهو من مؤسسي اللجان السياسية في الضفة الغربية وقطاع غزة بعد التوقيع على اتفاقية أوسلو 1993، وعضو في القيادة الوطنية الموحدة الانتفاضة الفلسطينية الأولى 1988. أصبح عضوًا في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية بعد عقد المجلس المركزي الفلسطيني دورته الحادية والثلاثين في مقر الرئاسة الفلسطينية بمدينة البيرة في شباط 2022.
الشيخ أمضى أسيرًا في سجون إسرائيل طيلة 11 سنة تقريباً. جبريل الرجوبالمرشح الآخر ليصبح رئيساً للسلطة الفلسطينية هو العقيد جبريل الرجوب، ويبلغ من العمر 69 عاماً وهو رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة، ورئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، واللجنة الأولمبية الفلسطينية، وجمعية الكشافة والمرشدات الفلسطينية.
ويعد الرجوب رئيس ومؤسس الأمن الوقائي في الضفة الغربية حتى عام 2002، كما كان عضوًا في المجلس الثوري لحركة فتح حتى عام 2009، وانتُخب لعضويّة اللجنة المركزية لحركة فتح في المؤتمر السادس للحركة عام 2009 فأصبحَ نائباً لأمين سر اللجنة حتى عام 2017 قبل أن يُصبح أمين سر اللجنة المركزية للحركة في نفس العام. في حزيران/يونيو 2012 وبصفته رئيساً للجنة الأولمبية الفلسطينية دعا الرجوب إلى الوقوف دقيقة صمت لتذكر 11 رياضياً إسرائيلياً قُتلوا في الألعاب الأولمبية الصيفيّة على يدِ مقاومين فلسطينيين في عام 1972، وفي عام 2018، تم حظره من حضور مباريات الفيفا لمدة عام بدعوى التحريض على الكراهية والعنف، عند الإعلان عن مباراة كانت مرتقبة بين منتخبي الأرجنتين واسرائيل، حيث كانت المباراة ستقام على ملعب «تيدي» في القدس وهو الملعب الذي تم تشييده على أنقاض مقبرة عربية.
اتهم أثناء قيادته لجهاز الأمن الوقائي بممارسة التعذيب ضد معارضي أوسلو في ذلك الوقت وبشكل خاص ضد المقاومين في حركتي حماس والجهاد الإسلامي.
كما اتُهم جهاز الأمن الوقائي – في ظلّ قيادته – أيضًا بكبح جماح الفصائل الفلسطينية التي كانت تُسيطر على الشارع الفلسطيني والتي حاولت فرض قوانينها الخاصة مفضلًا اتفاقات أوسلو التي حدت نوعاً ما من المقاومة الفلسطينية وطبعت بشكل مباشر مع الاحتلال عبر التنسيق مع الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.
محمود العالولمحمود العالول نائب رئيس فتح، هو الشخص الوحيد الذي يشغل منصب نائب عباس، وينتمي للجيل الأكبر من أعضاء التنظيم، وقاد سابقاً ميليشيا فتح التنظيم، التي لعبت دوراً رئيسياً في الهجمات ضد إسرائيل خلال الانتفاضة الثانية، ويعتبر من التيار المتشدد في فتح، لكنه أعرب مؤخرا عن دعمه لمؤتمر سلام دولي يحاول عباس الترويج له، رغم صوته المرتفع بمقاطعة المنتجات الإسرائيلية في الأسواق الفلسطينية. والعالول الذي يبلغ من العمر 72 عاماً ،أول محافظ لمحافظة نابلس الفلسطينية، شمال الضفة الغربية، وقظ تم تعيينه من قبل الرئيس محمود عباس نائب رئيس حركة فتح عام 2017.
انتمى العالول إلى حركة فتح في فترة مبكرة من حياته، واعتقل عام 1968 بسبب نشاطاته ضد الاحتلال الإسرائيلي، وفي 1971 أبعد إلى الأردن، وفي 1973 قرر الاستقرار في لبنان، وانخرط في كتيبة الجرمق، وتؤكد مصادر إعلامية فلسطينية أن العالول تولى ـ وهو في لبنان ـ قيادة “الوحدة الخاصة” التي أسرت عام 1983 ثمانية جنود إسرائيليين، شكلوا ورقة رابحة لفتح التي تمكنت من تحرير ستمئة معتقل فلسطيني من سجون الاحتلال مقابل إطلاق سراحهم. وكلف العالول برئاسة مكتب حركات التحرر في العالم، وهو مكتب كان دوره تعزيز علاقات الثورة الفلسطينية بالحركات التحريرية العالمية.
عمل العالول إلى جانب خليل الوزير (أبو جهاد) الذي اغتاله الموساد الإسرائيلي عام 1988، كما شغل منصب أمانة سر لجنة الأرض المحتلة التي كانت مكلفة بدعم الانتفاضة الأولى، كما تولى منصبا داخل المجلس العسكري الأعلى لمنظمة التحرير الفلسطينية ما بين 1975 و1982. شارك في تأطير وخوض معارك بلبنان ضد الاحتلال الإسرائيلي وخاصة إبان حرب الاجتياح عام 1982.