ورقة التيّار الوطني الحرّ الرئاسيّة… ما قبل النفط ليس كما بعده

Share to:

الديار: مريم نسر

ما بين الرئاسة والحكومة، أمرٌ طبيعي أن يعتبر التيار الوطني الحر أن رئاسة الجمهورية أولوية من وجهة النظر المسيحية، باعتبارها الموقع المسيحي الأول، لكن هناك سببا آخر لاعتبار رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، النائب جبران باسيل أن الأولوية للرئاسة وليس للحكومة، ألا وهو عدم حماس رئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة، رغم انتقال الأجواء الحكومية من السلبية والجمود للإيجابية إذا صدقت النوايا، بحسب ما يقول التيار، فهو يستمر بمساعيه الرئاسية من خلال الورقة التي أعدّها لهذا الشأن.

من موقعه المسيحي، أعدّ التيار الورقة الرئاسية التي تتضمن مواصفات الرئيس الجديد. مِن بكركي بدأت جولته لتشمل بقية القوى السياسية التي كان أبرزها لقاء رئيس مجلس النواب نبيه بري بما حمله من إيجابية وتلاقي وتطابق بوجهات النظر، خاصة حول مواصفات الرئيس التي تتضمن الصفة التمثيلية أي أن يكون لديه تمثيل شعبي أو مدعوم من كتلة لديها تمثيل شعبي، ما يعني أن التيار الوطني الحر سيكون ممراً إلزامياً للرئاسة، أما حزب الله، يضيف التيار، فإنه يتعاطى بواقعية مع الموضوع الرئاسيّ.بالإضافة الى المواصفات، تتضمن الورقة الرئاسية النقاط الإصلاحية في اتفاق الطائف التي لم تُطبَّق، كمجلس الشيوخ واللامركزية الإدارية الموسعة، بالإضافة الى الدولة المدنية والقوانين الإصلاحية التي قُدِّمت للبرلمان.

وبعد قراءة مضمونها لا بد من طرح سؤال.. مَن لديه القدرة على تنفيذ بنود ورقة؟ فالتيار نفسه لم يستطع تطبيقها طيلة سنوات حكمه. وهل فعلاً يُعتبر تطبيقها تعجيزياً في ظل القوى السياسية الحالية؟جواب التيار واضح وبات معروفاً، أن لبنان ما قبل النفط والغاز ليس كما بعده، يعني ما كان مستحيلاً بالأمس بات ممكناً اليوم..

واستكمالاً للجولة التي لن تَكتمل، فإن “القوات اللبنانية” رفضت استقبال الوفد العوني بورقته، تماماً كما قاطعت عشاء السفيرة السويسرية باعتباره حوارياً، فهي ترفض أي دعوة للحوار والتلاقي بأوامر سعودية تسعى للتفرقة والتصعيد والتهديد والتوتر باعتراف سفيرها في لبنان وليد البخاري.

إذاً، وفي ظل الأجواء المتناقضة بين التعاون وعدمه، يُصر التيار على المشاركة والإيجابية باعتماد سياسة الإنفتاح على كافة الطروحات من أجل الصالح العام بوجه السلبية والمقاطعة التي لن تؤدي إلا الى مزيدٍ من التعقيدات وتفاقم الأزمات.

Exit mobile version