ورش عمل في مختلف المناطق اللبنانية تختص في إعادة تدوير الملابس المستخدمة…

إعادة تدوير الملابس

Share to:

إعادة تدوير بقايا الملابس هي بمثابة فرصة عمل سانحة جديدة واعدة وهكذا مشروع يكون ناجحا جدا في القرى والارياف لا سيما في الكثير من القرى الفقيرة في لبنان. في معظم القرى اللبنانية يعاد تدوير بقايا الاقمشة من أجل استخدامها في تصاميم واعمال كخطوة غير مكلفة وقد تكون أيضا جيدة للبيئة.

تجمع بقايا القماش والقصاصات من الملابس او الاقمشة وحتى أكياس الجنفيص التي لم تعد صالحة للاستخدام، وينتهي بها المطاف في ورش او مصانع بسيطة للتدوير.

لبنان بالمباشر تحدث الى السيدة نسرين ناصيف شمص من بلدة بوداي غرب مدينة بعلبك، وخريجة برنامج ستوديو الفن ٢٠٠١-٢٠٠٢ عن فئة تصميم الأزياء. والتي تقوم بمشروع فريد من نوعه على مستوى الوطن وبمجهود شخصي.

من هنا البداية…

تعرفت نسرين على الأخوة روفائيل جورج وفيليتشينا بعمر ال١٦ سنة  بحيث عملت على تنفيذ الازياء في مشغلهم الخاص القريب من منزلها بدون اي دراسة مهنيه، وحتى بدون اي مساعدة من احد وكانت حينذاك طالبة في صف البكالوريا، وصممت ونفذت ازياءها  يدويا وتقدمت إلى برنامج ستوديو الفن بعمر ال١٧سنه لتكون اصغر المشاركات عن هذه الفئة، ومثلت محافظة البقاع ووصلت إلى المرحلة النهائية في تصفيات محافظات لبنان ونالت شهادة المرتبة المميزة عن هذه الفئه، لتقوم بتحويل أكياس الجنفيص إلى خيطان الى جانب قشور بذور الكتان، واجراس الأفيون وقشور حبوب الحشيشة التي تمنع زراعتها في البقاع إلى ازياء وكان ذلك الى حين إيجاد البديل !

تقول نسرين من بعد نجاحي بأستوديو الفن، تعلمت فن التفصيل والخياطة الصناعية عند راهبات الفرنسيسكان في المعهد العالي للخياطة، ومن بعدها درست تصميم وتنفيذ الأزياء وفن نحت المجوهرات فيEsmond أسمود بيروت والجامعة اليسوعية في بيروت، وتدربت وعملت مع عدد من المصممين المحليين والعالميين “International brands” الى جانب عملي في تعليم مادتي التصميم والتنفيذ والفنون الصديقة للبيئة. هذا وشاركت بعدة معارض محلية ودوليه وعروض ازياء، وازياء مسرح وغيرها…  .

هكذا بدأت الفكرة

بدأت فكرة إقامة الورشات التدريبية لإعادة الاستخدام الإبداعي بالأقمشة والملبوسات عبر الUpcycling مع بداية أزمة البلد الاقتصادية وأزمة كورونا، في ظل هذا الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب قررنا إقامة  ورشات نوعيه في هذا المجال تستهدف مختلف الفئات العمرية والعلمية والاجتماعية في مختلف المناطق، فكانت  الورشة التدريبية الاولى في مدينة بعلبك بين جمعية سبت بعلبك الثقافي وRecreate   وكان الإشراف والتدريب من مهامي، اما التنسيق كان مع نائب رئيس جمعية سبت بعلبك الثقافي السيدة  كوثر عسيلي صلح ورئيس الجمعية المهندس علي الرفاعي وبمساعدة متطوعين من عائلة السبت،  والهدف من خلق هذه الورشات هو تسليط الضوء على أهمية الوعي البيئي لنصل الى صفر نفايات وتأمين مهن حرة اضافيه لشبابنا وشباتنا وأمهاتنا اللواتي يعملن من بيوتهم  وتمكينهم من تأمين مردود اقتصادي واجتماعي وحتى ثقافي إضافي لهم ولعائلاتهم وحتى الاسهام في نشر هذه المعلومات لشريحة اكبر من الناس.

هذا المشروع يهدف الى خلق مساحة للإبداع من لا شيء وإن طريقة إيصالها على أرض الواقع وإعادة طرح هذه المواضيع وتوقيتها ضرورة وحاجه ملحة لكل الناس. فأهلنا وأجدادنا كانوا يجددون ملابسهم و(يرقعونها) ويبتكرون حلولا في كل الازمات ليتمكنوا من تأمين لقمة العيش الكريمة لعائلاتهم…

صحيح اننا في الـ 2022… ولكن؟

 نحن صحيح في عام ٢٠٢٢… أي في عصر التقدم العلمي والتكنولوجي في مختلف المجالات، الا ان الازمات الاقتصادية المتلاحقة التي تضرب بلدنا والبلدان المجاورة تحتّم علينا ضرورة ابتكار وخلق حلول من الاشياء التي حولنا او التي نستخدمها ولم تعد صالحة، كما أن نشر ثقافة المسؤولية البيئية الاجتماعية والاقتصادية التي نفتقدها هي ضرورة لنشعر بأننا معا في الازمات ومعا نبتكر حلولا خلاقة مليئة بالبساطة…هكذا مشاريع تبقينا على أمل بأن مجتمعنا يريد أن يكون جزءا من الحل لا أن يكون هو سبب في تراكم المشاكل وتعقيدها حياتياً…الأزياء ليست سوى غطاء للجسد، وليس من العيب أن نبتكر ازياء من ما تبقى لدينا من قماش أو ملابس قديمة، المهم أن نكون  قد وجدنا حلولا خلاقة مليئة بالإفادة وبالتالي عكس صورة جميلة عن بيئتنا وعن مضموننا الإنساني الواعي.

Exit mobile version