واشنطن ترسم صورة قاتمة عن لبنان والمنطقة!

Share to:

الديار – ميشال نصر

يغيب الاستحقاق الرئاسي عن دائرة الاهتمام المباشر هذه الايام، تاركا الصدارة لسلسة الاحداث الامنية المتزايدة، ولمسار ومصير استحقاقات التعيين المنتظرة، والمخارج التي يجري طبخها بين المقرات ، في انتظار عودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان المتوقعة في النصف الثاني من الشهر الحالي ، وسط سيل من التكهنات حول ما يمكن ان يحمله من أفكار من اجل انهاء الشغور في بعبدا، واقلاع عجلة ما تبقى من دولة، وابرزها ما يحكى عن حوار برعاية باريس حول اسماء توافقية ميثاقية واصلاحية ضمن مشروع متكامل.

امام هذا الواقع، فان المؤشرات المحلية والخارجية لا توحي بتطوّر ما في القريب العاجل ينهي الفراغ، ويعيدُ انتظامَ المؤسسات، فلا الحركة الداخلية دافعة في هذا الاتجاه، ولا الاتصالات الخارجية توحي بذلك، ما يعني أن كرة ثلجِ تضعضعِ المؤسسات ستكبر يوماً بعد يوم، لننتقل من شغور الى آخر، والى مشهد اكثر سويداوية وتشاؤم.

صورة قاتمة تتقاطع مع معلومات شخصية لبنانية عادت منذ ايام الى بيروت، حيث اجرت سلسلة اتصالات مع مسؤولين اميركيين معنيين بالشأن اللبناني، افضت في خلاصتها الى ان الاشهر المتبقية من العام الحالي مصيرية بالنسبة الى المنطقة ولبنان، رغم ان لا شيء يضمن بقاء الستاتيكو القائم راهنا، او انفجار الاوضاع، اذ ان الامور مفتوحة على كل الاحتمالات.

وتشير الشخصية خلال جلسة جمعتها بعدد من الاصدقاء المقربين، لمناقشة للوضع الراهن ومسار ومصير الاستحقاقات الداخلية، الى مجموعة من النقاط التي تقاطعت عندها الشخصيات المختلفة التي التقاها، وبينها فاعلون في لوبيات ناشطة في الكونغرس الاميركي ولجانه،كما في الادارة، واهمها:

– مطلع العام سيدخل العالم كله مدار الانتخابات الاميركية، وبالتالي سنكون امام ستاتيكو جديد محوريه القوتان الاميركيتان الاساسيتان، اللتان ستخوضان السباق الى البيت الابيض في انتخابات رمزيتها واهميتها، انها سترسم دور واشنطن الجديد ومعها هوية النظام العالمي الجديد.

– شكل فشل انقلاب فاغنر، الذي اعتبر الغرب انه يمكن الاستفادة منه لاعادة عقارب القيصر الى الوراء، الا ان تطور الاحداث واجهاض التحرك، دفعا بموسكو الى الهجوم الى الامام، خوفا من تحريك بعض الساحات الشرق اوسطية، وقد تكون مضايقات الطائرات الحربية الروسية المستمرة خلال الايام الاخيرة للمسيّرات الاميركية فوق سوريا من جهة، وما يحصل سواء داخل الاراضي الفلسطينية، او على الحدود مع لبنان، يصب في هذا الاطار.

– قناعة تامة بان لبنان سيفقد عنصرا اساسيا لاستقراره، في حال لم ينجح من الاستفادة قبل نهاية العام من بعض التقاربات الاقليمية، رغم انها لم تنجز اي امر جدي على الارض. فالاتفاق السعودي- السوري ، ورغم الاشادة التي سمعها الرئيس ميشال عون من الرئيس السوري بشار الاسد خلال زيارته دمشق، او الوفد “الاشتراكي” الذي زار الرياض، ليستا كافيتين في ظل تأخر تنفيذ الالتزامات، والحديث عن “القطعة مقابل القطعة”.اما على المسار بين الرياض وطهران فان الامور مجمدة.

– التعثر الاميركي – الايراني على خط التفاوض النووي وسقوط كل الوساطات، مع الكشف عن التحقيقات الجارية مع مهندس الاتفاق النووي والمنظر للعلاقة مع الجمهورية الاسلامية روبرت مالي، بتهمة تسريب وثائق سرية، ما يعني ان الامور عادت الى مربعها الاول.

– الوضع الاوروبي العام والفرنسي الداخلي الخاص، الذي سيعيق الى حد كبير من الحركة الفرنسية على الساحة اللبنانية، رغم ان الدخول الاميركي المباشر على الخط لبنانيا، جاء لارضاء “تل ابيب” وابقائها بعيدة الى حد كبير عن عرقلة اي تسوية، عبر الهروب من مشاكلها الداخلية الى تفجير الوضع على الحدود مع لبنان

Exit mobile version