في موازاة الانهماك الداخلي في الاستحقاق الانتخابي منتصف ايار المقبل، وانصراف الاطراف المعنية به الى استعدادتها وتحضيراتها اللوجستية والتحالفية تمهيداً لخوض الانتخابات، بَدا ان ملف الترسيم البحري قد صعد مجددا الى واجهة الاولويات في هذه المرحلة، وسط حديث عن زيارة جديدة سيقوم بها الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين الى بيروت قريباً.
وفي هذا السياق، حدّد لبنان موقفه الرسمي النهائي من هذا الملف، ومما طرحه هوكشتاين حول ترسيم الحدود البحرية الجنوبية في زيارته الاخيرة، وذلك في اجتماع عقد أمس في القصر الجمهوري في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون (الذي يستعد لزيارة الفاتيكان)، وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، للبحث في اقتراح الوسيط الأميركي، ودام لنحو ساعتين ونصف الساعة، صدر في نهايته بيان اشار الى انّ البحث خصّص «بالاقتراح الذي سَلّمه الوسيط الاميركي هوكشتاين لترسيم الحدود البحرية الجنوبية. وتم خلال الاجتماع عرض نتائج ما توصلت اليه اللجنة التقنية التي درست اقتراحه والتي تألفت من ممثلين من رئاستي الجمهورية والحكومة وقيادة الجيش (مصلحة الهيدروغرافيا) وهيئة ادارة قطاع البترول، بحسب “الجمهورية” وعرض المجتمعون الملاحظات والاستفسارات حول الاقتراح بهدف الوصول الى موقف موحّد يضمن المحافظة على حقوق لبنان وسيادته الكاملة على حدوده البحرية. وبعد النقاش، تقرر دعوة الولايات المتحدة الاميركية الى الاستمرار في جهودها لاستكمال المفاوضات لترسيم الحدود البحرية، وفقاً لاتفاق الاطار بما يحفظ مصلحة لبنان العليا والاستقرار في المنطقة. وشدّد المجتمعون على انّ هذا الملف وطني بامتياز ويجب أن يبقى بعيداً عن التجاذبات والمزايدات التي لا طائل منها».
وأتت خلاصة الخلوة الرئاسية الثلاثية في قصر بعبدا أمس للتداول في الجواب اللبناني على الطرح الأميركي لترسيم الحدود البحرية مع إسرائيل، ليؤكد رفض هذا الطرح والمطالبة بالعودة إلى مسار المفاوضات غير المباشرة في الناقورة برعاية الأمم المتحدة وبوساطة أميركية. وبهذا المعنى كتيت “نداء الوطن”: انتهى اجتماع بعبدا بين الرؤساء الثلاثة، ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي، إلى التوافق على رفض “الخط الحدودي” للترسيم البحري، الذي اقترحه الوسيط الأميركي السفير آموس هوكشتاين باعتباره “لا يلبي الحد الأدنى الممكن أن يقبل به لبنان”، لناحية اقتراح هوكشتاين اعتماد إحداثيات الخط 23 مع منح لبنان كامل حقل قانا، فتقرر الطلب من الجانب الاميركي “مواصلة مساعيه التفاوضية وأن تتم العودة الى مفاوضات الناقورة بحيث توضع كل المقترحات على الطاولة للوصول الى نتيجة ايجابية، بما فيها طرح هوكشتاين، للتفاوض على حل نهائي يضمن كامل الحقوق اللبنانية”، على أن يصار إلى صياغة هذا الجواب “خطياً” في وقت قريب تمهيداً لتسليمه رسمياً إلى الجانب الأميركي.
وبموازاة ذلك، علمت “الأنباء الكويتية” ان الجواب اللبناني للجانب الأميركي بشأن ملف ترسيم الحدود البحرية، هو العودة الى مفاوضات الناقورة واعتبار مقترح الوسيط انوس هوكشتاين من خطوط التفاوض.