اما في الاقليم، فحرب كلامية بين طهران التي تستعد لحسم معركتها الرئاسية وفقا لقرار مرشد الثورة، و “تل ابيب” التي تنتظر مصير رئيس وزرائها المعلق على زيارة الكونغرس، وبينهما بيروت القابعة على رصيف انتظار تسوية قد لا تاتي، عاجزة عن المبادرة، لا تنفع معها دعوات الانقاذ ولا بيانات وخطط طريق ترسم.
ووفقا لمصادر فرنسية، فان الاجتماعات التي بحثت المستجدات والتطورات، خلصت الى ان الاوضاع الفرنسية والاميركية عقدت المساعي الجارية، وجعلت من الصعب التوصل الى تسوية في الوقت الراهن، خصوصا ان الاطراف الاقليمية تطالب بضمانات بعدم “خربطة” هذا التسوية مستقبلا، فضلا عن الجانب الاساسي المعني، أي رئيس الوزراء “الاسرائيلي” المصرّ على الاستمرار في حربه، مستفيدا من الوضع الدولي القائم.
وتابعت المصادر، بان نتانياهو استطاع ان يسجل نقطة لمصلحته في واشنطن، نتيجة مخاوف الادارة الديموقراطية، اذ نجح في انتزاع لقاء من الرئيس جو بايدن خلال زيارته الى الولايات المتحدة لالقاء كلمته امام الكونغرس، بعدما كان البيت الابيض مصر على عدم استقباله، وقد اعاد بعض المحللين الامر الى رغبة الادارة في تخفيف وطاة الكلمة التي سيلقيها في مجلس الشيوخ، والتي سيكون لها تأثير كبير في مسار الانتخابات.
اما على الجانب اللبناني، فقد اشارت المصادر الى ان الاطراف الاساسية المعنية مصرة على مطالبها، رغم ابدائها بعض الليونة بشأن بعض النقاط المطروحة في ورقة التسوية، التي عرضت على حزب الله بواسطة الحكومة اللبنانية، والتي حملت نقاطا كثيرة تصب في مصلحة لبنان، وتعتبر انجازا حدوديا لمصلحته.
وحول الملف الرئاسي رأت المصادر، ان محور الممانعة غير مستعد للتراجع عن ترشيحه لسليمان فرنجية، وهو يحاول المراوغة لكسب الوقت، تمهيدا للعب الورقة في الوقت المناسب، محذرة في هذا الاطار من ان ما صح عام 2017 من معادلات قد لا يصح اليوم، مذكرة بان صفقة 2017 الرئاسية اوصلت الى دمار الدولة اللبنانية ومؤسساتها.
وعليه، تؤكد المصادر ان الامور مرهونة بالتطورات الميدانية، حيث لا يمكن تأكيد او نفي امكانية اندلاع الحرب وتدحرجها، وهو ما دفع ببعض الدول الى استخاذ اجراءات احترازية، لحماية مواطنيها ومصالحها، كاشفة ان موفدا فرنسيا سيزور الفاتيكان في غضون الايام المقبلة، لمناقشة المستجدات مع امين سر دولة الفاتيكان، ولبحث البدائل لحماية الدور المسيحي في حال عدم التوصل الى تسوية في شأن انتخاب رئيس للجمهورية، حيث لباريس وبموافقة من واشنطن، تصور محدد يحتاج الى “مباركة” الفاتيكان، قد يكون حلا مؤقتا يحافظ على ما تبقى، الى حين اتضاح المشهدين الاقليمي والدولي.