هل يصبح اللبناني نباتيًا بعد ان ارتفعت اسعار اللحوم والدجاج؟ (الديار)

Share to:

الديار – مارينا عندس

يشهد لبنان بحسب بيان برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المُتّحدة حاليًّا، واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصاديّة فى تاريخه، مما ترتّب بارتفاع أسعار المواد الغذائيّة بنسبة 1000%، فيما أصبحت المواد الغذائية الأساسيّة بعيدة المنال بالنّسبة لمعظم العائلات فى البلاد.

حتمًا، هذه الأزمة انعكست على أسعار اللّحوم الحمراء والدّجاج، كما وانها انعكست أيضًا على أسعار الأسماك. مما دفع الكثير من اللّبنانيين إلى الاستعاضة عنها بالحبوب والخضار، على الرّغم من أنّ الخضار أيضًا سبق وأن حلّقت أسعارها في الفترة القصيرة ليصبح كيلو البندورة بـ45 ألف ليرة لبنانيّة. فهل سيصبح اللّبنانيّ نباتيًّا ويبتعد عن أكل اللّحوم؟

الفاجعة هي أنّ الحد الأدنى للأجور، باتت قيمته صفرا بسبب ارتفاع سعر صرف الدّولار، والفاجعة الأكبر هي أنّ الكيلوغرام الواحد من اللّحمة بات يعادل نصف قيمة الحدّ الأدنى للأجور المحدّد بـ 675 ألف ليرة لبنانيّة.

وبسبب تراجع الاستهلاك، قلّل المستوردون الكمّيّة من الخارج، ووفق أحد المستوردين، كان يصل إلى لبنان شهرياً نحو 70 حاوية من اللّحوم المبرّدة، أما الآن فبات عددها نحو 40 فقط.

أمّا الدّجاج، فبحسب مرصد الجامعة الأميركية للأزمة، سجّل سعر لحوم الدجاج ارتفاعاً تراوح ما بين 328% و425%.

فهل أصبحت اللحوم للميسورين فقط؟ وهل أصبحت لقمة العيش للّبناني صعبة المنال؟

يقول سيزار، أنّ راتبه لا يتعدّى الأربع مليون مع البقشيش، يعمل في غسل الصّحون في مطعم معروف. أمّا مصاريفه تتخطّى راتبه، ويحاول قدر المُستطاع دفع فاتورة الكهرباء، والايجار والانترنت، ويحاول أن يأكل خلال دوامه.

سيزار ليس متزوّجًا، لأنّه طبعًا غير قادرٍ على تأمين أدنى متطلّبات العيش أو حتّى، كما وصف، “جبلو شيش لحمة لابني”.

حالة سيزار، تختصر معاناة الكثير من الشباب اللّبناني، التي أصبحت حالته فعلًا صعبة بحاجة إلى حلّ. وللأسف، بدل ان يفكّر المواطن اللبناني في تطوير ذهنه وأفكاره وقدراته، أصبح شغله الشّاغل تأمين المأكل له ولعائلته.

وفي حديثه للدّيار، أكّد الرئيس السابق لنقابة الدّواجن في لبنان موسى فريجي، أنّ الأسعار ارتفعت على جميع المواد الغذائية ومنها اللحوم والدّجاج والخضار والفواكه، لكنّ الدّجاج لا تزال الأرخص سعرًا.

وقال:” لبنان لا ينتج لحوما حمراء، هو يعتمد على المستورد من اللحومات الحيّة أكان بقرا ، أو غنما . ولأنّ المستهلك اللبناني يريد لحمته طازجة، لذلك اللّحمة التي تأتي الى لبنان ويتم ذبحها هنا، ستكون طبعًا تكلفتها مرتفعة جدًّا بالنسبة الى نقلها من استراليا مثلًا.

أمّا المجلّد، والذي يُعد غير مرغوب للمستهلك المباشر، يعتبر مرغوبًا للمطاعم والشاليهات والفنادق والمستشفيات، إذًا هي عمليًا ليست لحمة طازجة ولو نكروا ذلك.

وتابع فريجي:” مقارنةً باللّحمة الحمراء، تعتبر صناعة الدّواجن، صناعة عريقة في لبنان، والمتكاملة الوحيدة الموجودة داخل الأراضي اللبنانية من حيث الشقّ الزّراعي الذي يشمل الحيواني والنباتي.

2000 مزارع يعمل في هذا القطاع، من حيث استخراج الأكل الطازج ولحوم الدواجن. أما كلفة الانتاج التي تعتمد 50 % منها مستوردات، من أعلاف ولقاحات وأدوية، 50 % تربية ونقل وكهرباء”.

وأضاف:” ما يمكننا قوله، إنّ هذه الصناعة 50% منها وطنية و50% منها تعتمد على استيراد مستلزمات الانتاج من خارج لبنان. ولنكون منصفين لهذه الصّناعة، علينا أنة نقارن قيمة اللحمة باللحمة الحمراء، وذلك من خلال مقارنة الفيليه الحمراء الطازجة بالسوق مقارنة بفيليه الدواجن (لألا نشمل العظام) لنلاحظ الفرق بالسعر يتعدى الـ50%، إذًا لحمة الدّجاج هي أقل وفرةً من ناحية السعر من اللحمة الحمراء.

لذلك أنادي أن يعتمد المواطن اللّبناني على لحمة الدّواجن في الأطباق اللبنانية الرّئيسيّة، منها الكبة والكفتة والبازيلاء والرز. وهذا أمر ضروري لأنها أقل دهون، 50 % أقلّ سعرًا من سعر اللحمة الحمراء، وهي تحتوي على البروتيين أيضًا إمّا بالتّساوي وإمّا تتميّز عنها من النّاحية الغذائيّة. نحن نشجّع وننادي بأكل الدّواجن بدل اللحمة الحمراء، وهي أيضا وطنيّة لا نحتاج لاستيرادها”.

وعن تفسيره عن كيلو سفينة الدجاج التي أصبح سعرها بـ250 ألف، قارنها مجددًا بأسعار اللحمة الحمراء ليؤكد لنا أنها أقل تكلفة وبالتالي يتفاوق عليها من ناحية قلة الدّهون الموجودة في اللحمة الحمراء. مؤكّدًا أنّه علينا أن نشجع هذا القطاع وألا نتّهمه بأن أسعاره مرتفعة.

وعن سؤال كيف تتماشى العائلة اللبنانية مع هذا الوضع، تحديدًا للذين يتقاضون رواتب لا تتعدّى الأربع مليون، أجاب أنّ من يريد أن يأكل الأكل النّباتي، أؤكد لكم أنه يدفع أكثر، أما القيمة الغذائية أو الغرام من البروتينن الموجودة في اللّحوم موجودة أكثر من الحبوب واللحمة الحمراء، أما أسعار السمك تطير وتحلّق.

وختم فريجي :”لحمة الدواجن اليوم، هي رحمة على اللبنانينن واللبناني لا يستطيع أن يعيش على الحبوب فقط”.

Exit mobile version