الموت بداية حياة
لا شك أن اغتيال الباحث والكاتب السياسي لقمان سليم شكل صدمة، وأعادنا بالذاكرة إلى زمن الاغتيالات التي لا طالما طالت فريقا مناهضا لحزب الله، وللمفارقة ان كل الاغتيالات التي حدثت والتي ما زالت تحدث والتي سوف تبقى تحدث منذ اغتيال الشهيد رفيق الحريري وكل الاغتيالات التي حدثت من بعدها مرورا باغتيال شهداء الكلمة من جبران تويني وسمير قصير، هذه القافلة كانت ضد نهج وسياسة حزب الله، وبطبيعة الحال ضد أيرنة لبنان وقوقعته ضمن المنظومة الفارسية.
فإيران التي تدعم حزب الله لديها ميولا كبيرة بالسيطرة على المنطقة، لا بل تتفوق على أهداف إسرائيل في بسط نفوذها، خاصة بعد أن أصبحت إسرائيل حليفاً قويا للعرب من بعد سلسلة التطبيع التي بدأت فيها.
الا ان ما يحدث في لبنان من أحداث وتفجير واعمال شغب وابرزها اغتيال الكلمة التي سوف تبقى حاضرة مع رحيل الجسد. فلم يعلموا أولئك الذين يدّعون الإيمان بالله الواحد ان” من قتل نفساً بغير حق فكأنما قتل الناس جميعاً”،لن يفهموا يا لقمان سليم ويا جبران تويني ويا سمير قصير ان الموت أقوى من الحياة، والكلمة لها سحر في الحضور كونها أقوى من الجسد الا لما اغتالوا جسدا اعزلاً لضعفهم وعجزهم أمام قوة الكلمة وليس أمام قوة السلاح… يا لجبنكم وعجزكم وضعفكم وقرفكم…
وبطبيعة الحال فإن حزب الله يشهد توترا في صفوفه وفي صميم داخله الحزبي، وذلك من خلال بدأ قياداته في التفكير بالانشقاق عنه والخروج من لبنان خوفا من اغتيال حزبهم لهم كما حدث مع عماد مغنية ، حيث تبين في بعض التحقيقات السرية ان حزب الله هو من قام بتصفيته حيث كان على علم بأمور لا يجب ان يعلم بها !!! وليس غريبا ان عائلة لقمان سليم ليست على ثقة بالقضاء اللبناني ولا بالأجهزة الأمنية !!!
والسؤال الذي يطرح نفسه؟ لماذا لم يصل القضاء اللبناني إلى نتيجة في قضية انفجار مرفأ بيروت؟؟ أليس لانه يوجد تدخلات سياسية وحزبية رفيعة المستوى للضغط على القاضي صوان لعدم عرض الادلة التي توصّل إليها !! ؟؟؟ أليس اغتيال لقمان سليم رسالة واضحة لكل من يحاول توجيه أصابع الاتهام إلى حزب الله، خاصة بعد كشف ضلوع شخصيات سورية في إدخال نيترات الامونيوم إلى مرفأ بيروت !!
ولماذا تم التسطر على الشاحنة المحملة بالنيترات لدى خروجها من الضاحية وتوجهها إلى الأراضي السورية بعيد انفجار مرفأ بيروت !!!
اذن الأمور واضحة الا ان الاتهام المباشر بضلوع حزب الله في كل ما يحدث هو فقط يحتاج جرأة السياسيين اللبنانيين، كفاكم دما ومتاجرة في لبنان وفي كل من يعلي الصوت لقول الحق.
بقلم ندي عبدالرزاق