هل فصل “الإسرائيليّون” جبهة الجنوب اللبناني عن جبهة غزة؟

Share to:

الديار – محمد علوش

رفع وزير الحرب “الاسرائيلي” غالانت من وتيرة تهديداته للبنان، عندما تحدث عن اقتراب تحرك “اسرائيل” في شمال فلسطين المحتلة، حيث قام بإبلاغ الجنود “الاسرائيليين” المتمركزين بالقرب من الحدود مع غزة، أنهم سيغادرون المنطقة للوصول إلى الشمال، وذلك على وقع التقدم بالمفاوضات الجارية لأجل هدنة في غزة تشمل اكثر من مرحلة، فهل ينفصل الوضع في لبنان عن الوضع في غزة؟

بحسب رئيس الحكومة القطرية الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني فإنه تم إحراز “تقدم جيد” خلال المحادثات حول الهدنة هذا الأسبوع، وبحسب مصادر متابعة فإن التفاوض أوصل الى اتفاق مبدئي حول المرحلة الأولى من الصفقة، والتي ستتضمن إطلاق سراح “إسرائيلي”مدني واحد يومياً، مقابل 30 من المعتقلين الفلسطينيين، وتوقف كامل الأعمال العسكرية في القطاع، بالإضافة الى خروج “الاسرائيليين” من عمق قطاع غزة والتمركز في نقاط محددة يتم التوافق عليها خلال التفاوض.

خلال المرحلة الأولى بحال حصلت، سيتم الاتفاق الكامل على المرحلة الثانية وبعدها الثالثة، وهكذا تكون هذه الصفقة مدخلاً لإنهاء الحرب، وبحسب المصادر فإن النقاش حول ما بعد الحرب قد انطلق أيضاً بين حماس و”اسرائيل” بوساطة مصر وقطر، كذلك بما يتعلق بعودة الفلسطينيين الى شمال القطاع، فقد تعهد “الاسرائيلي” بالسماح لوصول الوفد الأممي الى الشمال لمعاينة المنطقة، وهو ما كان طلبه وزير الخارجية الأميركي انطوني بلينكن من الحكومة “الاسرائيلية” خلال زيارته الاخيرة الى “تل أبيب”. مع العلم أن مجلس الحرب “الاسرائيلي” وافق الاسبوع الماضي على هذا الطلب.

هذه التطورات الإيجابية في غزة قد تؤدي الى تهدئة طويلة الأمد، وخلال الهدنة الأولى تم وقف العمليات العسكرية في الجنوب من قبل حزب الله، ولكن هذا الأمر قد لا يتحقق في الهدنة المقبلة، فهو من الطبيعي أن يكون لأي تسوية أو إتفاق في الجانب الفلسطيني إنعكاس على الأوضاع في لبنان، لا سيما أن هذه الجبهة هي في الأصل، حسب التصنيف المعطى لها من حزب الله جبهة مساندة، وهو ما حصل في الهدنة السابقة عندما شملها وقف إطلاق النار الذي حصل في غزة، بالرغم من أن الحزب لم يكن جزءاً من المفاوضات.

بناء على ذلك، بحسب المصادر، من الطبيعي أن الحزب سيلتزم بأي إتفاق لوقف إطلاق النار يحصل في هذا المجال، إلا أن السؤال هو حول الموقف “الإسرائيلي” من هذه المسألة، خصوصاً مع تزايد التهديدات التي يطلقها المسؤولون “الإسرائيليون” بشن عدوان على لبنان، وبالتالي “تل أبيب” هي مَن قد لا تلتزم بسبب الإعتبارات التي لديها فيما يتعلق بهذه الجبهة.

هناك رأي يقول أن الجبهة في الجنوب بات لها استقلالية تجاه ما يجري في غزة، وهذا الرأي تعززه التصريحات “الاسرائيلية”، علماً ان حزب الله قال منذ اليوم الأول أن الجبهة ستتوقف فور انتهاء الحرب، ولكن المطالب “الاسرائيلية” باتت تتخطى وقف الاعمال العسكرية، لذلك قد لا تتوقف الحرب في الجنوب فور توقفها في غزة، إلا بحال عمل الوسطاء على بلورة صيغة لوقفها خلال الأيام المقبلة التي تسبق الهدنة في غزة، وهو ما سيُعمل عليه بشكل مكثف.

Exit mobile version