استبعد رئيس الهيئات الاقتصادية الوزير السابق محمد شقير أن تؤثر حادثة خطف المواطن السعودي مشاري المطيري في بيروت، على العلاقات بين لبنان والمملكة العربية السعودية ولا سيما الاقتصادية منها، وقال لموقع “القوات اللبنانية” الإلكتروني: من الواضح أن لا خلفيّة سياسية وراء عملية الخطف هذه، فالقوى الأمنية أتمّت مسؤوليّتها على أكمل وجه وقد نجحت مشكورة في تحرير المخطوف السعودي والقبض على 7 أشخاص لغاية الآن.
وأبدى اعتقاده أن “الموضوع شخصي بامتياز وبعيد كل البُعد عن أي خلفية أو حيثية سياسية”.
وكشف شقير “تنامى إليّ كلام عن احتمال صدور قرار عن المملكة منتصف حزيران المقبل يقضي برفع الحظر عن مجيء رعاياها إلى لبنان وبالتالي عودة السياح السعوديين إلى ربوعنا. ونأمل أن تتحقق هذه الوعود وتترجم آمالنا إلى واقع لجهة عودة السياح السعوديين وإعادة تصدير المنتجات اللبنانية إلى المملكة والاستيراد منها أيضاً.
أما رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية – الخليجية إيلي رزق فقال من جهته: توقفنا بكثير من الإيجابية أمام ردّة الفعل السعودية التي تميّزت بدايةً بالكتمان التام عن الحادثة التي حصلت مساء يوم السبت في حين أُعلن عن الخبر بعد مرور 48 ساعة، ما يعني أن التريّث كان سيّد الموقف من الجانب السعودي الذي تحرّك بعيداً عن الإعلام لإعطاء فرصة للدولة اللبنانية والأجهزة الأمنية للقيام بالإجراءات اللازمة لتحرير المخطوف، وهذه الخطوة أفضت إلى النتائج الإيجابية المطمئنة التي وصلنا إليها.
وأشار للموقع عينه إلى أن “الحادثة كادت تترك أثراً سلبياً للغاية وتفرمل رفع الحظر عن مجيء السعوديين إلى لبنان وعودة العلاقات الاقتصادية بين البلدين، إنما سرعة تجاوب الأجهزة الأمنية، لا سيما مخابرات الجيش اللبناني، وتحرّكها الفوري وتوقيف المخطوف بالسلامة والكشف عن تفاصيل العملية، كل ذلك يطمئن إلى وجود أجهزة أمنية فاعلة ودولة لبنانية جادة في ضبط أي حادث يعكّر صفو العلاقات اللبنانية – السعودية، في حين تجهد الحكومة لإعادتها إلى طبيعتها”.
وأضاف: نعوّل اليوم على حكمة القادة السعوديين وحنكتهم ولا سيما سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، لاستيعاب حادثة قامت بها عصابات موجودة في أي بلد في العالم، لكن قوة لبنان وقدرته على كشف ملابسات حادثة الخطف وتحرير المخطوف، عامل مطمئن خصوصاً أن لا غطاء سياسياً لهذه الحادثة على الإطلاق. إذ ليس هناك إرادة أو رغبة لدى أي فريق سياسي في لبنان بحماية الخاطفين وتبريرهم.
وإذ تمنى ألا تترك أي تأثيرات سلبية، رجّح أنها “ستفرمل الاندفاعة السعودية في اتجاه المجيء إلى لبنان في انتظار التطمينات المؤكدة اللازمة من جانب الحكومة اللبنانية”.
ولفت إلى أن “سمعة لبنان في الخارج لا تبشّر بالخير، فالخلافات السياسية على أشدّها وتستعر عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي، ما يخلق “نقزة” لدى أي مواطن خليجي وعربي أو أجنبي. وفي ظل فراغ رئاسي وحكومة تصريف أعمال من المستبعَد إنشاء خلية لإدارة الأزمة بهدف تسويق لبنان في الخارج كبلد سياحي مميّز، لكن هذه المهمة نعوّل على القطاع الخاص لتنفيذها والإعلان أن لبنان بلد آمن وهو على أهبّة الاستعداد والجهوزية لاستقبال السياح في موسم السياحة والاصطياف، مستندين إلى محبة أهل الخليج والمملكة للبنان وشعبه”.