هل تفتح بعبدا الباب الحكومي بإعلان سقوط الثلث المعطل؟

Share to:

ما زالت تفاصيل التحركات والاتصالات الجارية لحلحلة الازمة الحكومية  محصورة في نطاق طرح الافكار واستكشاف المواقف منها، مع تفادي الاعتراف بكون ما يطرح بالمبادرة خشية عرقلتها او افشالها تجنبا لتداعياتها وزيادة منسوب الاحباط لدى اللبنانيين. لكن ما كشفته مصادر متابعة لعملية تشكيل الحكومة لـ”اللواء”، يشير الى اتصالات مستمرة بعيدة من الاضواء، يقوم بها اكثر من طرف وجهة فاعلة وفي مقدمتهم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، لتذليل الخلافات وطرح صيغ مقبولة لدى المعنيين بعملية التأليف، لافتة الى انها بلغت مرحلة مقبولة، لجهة صيغة الحكومة المرتقبة، بينما لا يزال مطلوبا تبديد عقبات قد تطيح بكل التحركات والوساطات وتعيد الأمور إلى نقطة الصفر.

وحددت المصادر هذه العقبات التي ماتزال تقف حائلا امام تشكيل الحكومة، مطالبة رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه بحصة الثلث المعطل باي تشكيلة وزارية، والمطلوب حاليا صدور موقف قاطع من قبل الرئاسة الاولى يرفض هذا الطلب وهو ما يجري العمل على بلورته نهائيا. إضافة لذلك هناك من يطالب باعادة توزيع الحقائب من جديد، فيما يصر رئيس الجمهورية على إنهاء الخلاف الحاصل بين الرئيس المكلف وصهره جبران باسيل وتحقيق المصالحة بينهما، وتردد ان بري لم يمانع القيام بدور في هذا الخصوص. واعتبرت المصادر ان هناك  تطورات مستجدة شكلت عوامل  ضاغطة لتسريع الخطى باتجاه حلحلة ازمة تشكيل الحكومة ومنها، التردي المتسارع للوضع المعيشي للبنانيين، الضغوط الاقليمية والدولية المتسارعة وارتفاع لهجة فرض عقوبات اميركية واوروبية على قيادات ومسؤولين عن عرقلة التشكيل.

ولفتت المصادر إلى ان موقف الامين العام لحزب الله حسن نصرالله بالامس من موضوع تشكيل الحكومة، يعتبر مؤشرا مساعدا لدفع الاتصالات والمشاورات لتشكيل الحكومة العتيدة نحو الامام، وان كان الحديث عن احتمال تحقيق اي تقدم ايجابي، ما يزال مبكرا وينتظر بلورة نتائج الوساطات الجارية الى وقائع ملموسة على الأرض.

وفهم من مصادر سياسية مطلعة أن التحرك الحكومي الحاصل لا يزال في إطار تبادل الأفكار وقالت هذه المصادر لـ«اللواء» أن هناك معطيات إنما لا تزال تحتاج إلى روتشة نهائية وهذا يتم من خلال الاتصالات التي تجري الآن ولفتت إلى أن هناك لقاءات مختلفة منها لقاءات المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم.  ورأت أن الرئيس بري يتحرك في اتجاه الضغط حول هذا الملف منسقا مع اللواء ابراهيم خطواته واعتبرت أن صيغة الـ٢٤ لا تزال تتقدم وتنتظر موافقة نهائية من رئيس الحكومة المكلف الذي لا يزال يدرس بعض التفاصيل، وقالت ان لا كلام يتم تداوله إلا ذلك المتعلق بصيغة ٨-٨-٨ من دون ثلث معطل معلنة أن التأخير في ترتيب بعض الأمور يعود إلى جس نبض مهمة اللواء ابراهيم فضلا عن إمكانية اعادة التواصل بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة المكلف إلا إذا حضرت الطبخة والتقيا للتوقيع عليها وهذه مسألة تكشفها الأيام المقبلة.

وعليه، تسير مساعي الرئيس بري بين حدّي النجاح والفشل، وهو مستمر بها برغم بعض العراقيل القائمة، يعاونه المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، العائد من باريس، والذي زار عين التينة امس، حيث عرض مع الرئيس بري، للاوضاع العامة والمستجدات الامنية والسياسية. وأشارت “اللواء” ان اللواء ابراهيم زار ايضاً رئيس الجمهورية ميشال عون امس بعيداً عن الاعلام.  كذلك عرض الرئيس بري التطورات السياسية والحكومية وشؤونا تشريعية، مع الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان.

وأفادت معلومات “اللواء” من مصادر مطلعة على موقف الرئيس المكلف سعد الحريري، “انه منفتح على اي حل لتشكيل الحكومة يقترحه الاصدقاء والحلفاء كالرئيس بري ووليد جنبلاط، بما يعني موافقته على توسيع الحكومة الى 24 وزيرا من الاختصاصيين، لكن من دون التنازل عن موقفه الرافض منح الثلث الضامن لأي طرف، لأن التجارب الحكومية السابقة تدل على فشل هكذا حكومات”. واوضحت المصادر ان الحريري ينتظر بلورة موقف الرئيس عون من هذا الطرح والذي ربما يكون قد نقله اليه امس اللواء ابراهيم، ليُبنى على الشيء مقتضاه، لأنه كان يقول انه لم يتلقَ اي شيء رسمياً عن مبادرة بري الجديدة.

إلى ذلك، أشارت معلومات “الجمهورية” الى انّ صيغة التسوية الحكومية التي يتم التفاوض عليها في الكواليس، ويبدو انها نجحت خلال الساعات الماضية في حلحلة بعض العقد الاساسية.

كما لفتت مصادر سياسية عبر جريدة “الأنباء” الالكترونية الى مؤشر إيجابي في حديث نصرالله قد يساعد على حلحلة العقد أو ما تبقّى منها على حد قوله لتشكيل حكومة في غضون أسبوع او 10 ايام، وذلك من خلال الاتصالات التي على حزب الله نفسه القيام بها لإقناع حلفائه في رئاسة الجمهورية والتيار الوطني الحر بضرورة التخلي العملي لا الكلامي عن الثلث المعطل، في موازاة جهود بري مع الرئيس المكلف سعد الحريري، للذهاب بالتالي إلى تشكيل حكومة.

المصادر دعت الى ترقب نبرة المواقف بين التيارين الأزرق والبرتقالي، لتحديد الإتجاه الذي ستنحو إليه الأمور. ولفتت المصادر الى اللقاء الذي جرى في عين التينة بين الرئيس نبيه بري ورئيس كتلة الوفاء للمقاومة محمد رعد، مشيرة الى مطالبة بري بوضع حد لموضوع تشكيل الحكومة لأن وضع البلد لم يعد يحتمل المماطلة والمناورة وشد الحبال، محذراً من مغبة عدم تحرك القوى السياسية ومن بينها حزب الله لإنقاذ الأوضاع.

واعتبرت المصادر أن “هذه هي الفرصة الأخيرة، وإذا صدقت النوايا فسيكون الأسبوع المقبل موعدا للولادة الحكومية وإلا فانهيار كامل”.

وفي هذا الإطار، تحدثت مصادر عين التينة لجريدة “الأنباء” الإلكترونية عن “بارقة أمل تلوح في الأفق قد تساعد على حلحلة العقد والذهاب باتجاه تشكيل الحكومة”، لكنها دعت الى “عدم الافراط بالتفاؤل لأن الشياطين تكمن في التفاصيل، وعلى طريقة الرئيس بري “لا تقول فول تا يصير بالمكيول”، بشرط المحافظة على أجواء التهدئة بين بعبدا وبيت الوسط”.

Exit mobile version