أوضح المدير العام لمرفأ بيروت عمر عيتاني في اتصال مع “النهار” أنّ الدخان الذي يُشاهد قرب أهراءات القمح ناتج عن حريق مستمرّ منذ أيام في أرضيّة الأهراءات حيث يتجمّع القمح “المخمّر”، ولا يمكن السماح للدفاع المدنيّ بالاقتراب من المكان لأنّه غير آمن، وتحتاج عملية الإطفاء إلى آليّة معقّدة كمدّ جسر على سبيل المثال. وقد قام الجيش برشّ مواد من طوافات لإخماد الحريق في وقت سابق.
أما الآليات التي تُشاهد في الصور المنتشرة عبر مواقع التواصل فهي “للرافعات المعطلة المتوقفة قرب الرصيف منذ الانفجار، ويمكن رصدها عبر “غوغل ماب”.
ويذكر عيتاني أنّ “قرار هدم الأهراءات ليس بالسهولة المتداولة، فهو يحتاج إلى مناقصة وتلزيم شركة”.وكانت صور متداولة للدخان والآليّات أثارت ريبة الناشطين عبر مواقع التواصل حيال المباشرة بعمليّة هدم الأهراءات. وهي الخطوة التي يعارضها كثيرون لما يجدون فيها طمساً للذاكرة ومعالم جريمة انفجار 4 آب.
وليم نون ينفي: وفي هذا الاطار، نفى وليم نون شقيق الشهيد جو نون في اتصال مع “ليبانون ديبايت”, كلّ ما يُشاع حول هذا الموضوع، مؤكّدًا أنّ “منطقة الإهراءات لم تشهد أي عمليات هدم وذلك بعد معاينته شخصيًا للموقع صباح اليوم”.
وكان موقع “Ici beyrouth” قد اشار الى الى ان عملية هدم الاهراءات في مرفأ بيروت بدأت، في سرية تامة، وذلك من أجل وضع المعارضين على عملية الهدم أمام الأمر الواقع، والتي تهدف الى طمس معالم جريمة انفجار مرفأ بيروت الذي وقع في 4 آب 2020، بينما لا يزال التحقيق معطلاً.
واضافت: “هذا الامر ان دل على شيء فعلى عدم شفافية السلطات اللبنانية ومدى احترامها لإرادة ومشاعر أولئك الذين فقدوا أحباء جراء هذه المأساة ويعارضون على اختفاء دليل الإهمال الرسمي، قبل أن يتم تحديد المسؤوليات.
فاستغلوا إجازة عيد الأضحى والبطالة الرسمية لمؤسسات الدولة لتنفيذ مخططهم!لقد تم اكتشاف الأمر من قبل مجموعة من الأشخاص الذين يتابعون الملف، وذلك خلال قيامهم السبت الماضي، أول أيام عيد الأضحى والذي يصادف يوم عطلة رسمية، برحلة بحرية، لاحظ هؤلاء الأشخاص نشاطًا غير طبيعي في الموقع.
لم يتمكنوا من الاقتراب من مكان الحادث لأن عملية الهدم كانت تجري تحت مراقبة عسكرية مشددة، بحسب شهادتهما الحصرية لـ “ايسي بيروت”.
تمكنوا من التقاط صور ثلاث آلات كبيرة تشبه المثاقب تحفر الأرض تحت الصوامع، بهدف زعزعة اساسات الاهراءات أكثر مما هي متداعية، بسبب الانفجار الذي دمر العديد من أحياء العاصمة وتسبب في مقتل أكثر من 200 شخص وإصابة أكثر من 6000، العديد منهم يعانون من إعاقات دائمة.يشار الى ان عملية الهدم، التي يعارضها بشكل خاص أهالي ضحايا مأساة 4 آب، تتم بناء على قرار بهذا الخصوص من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، تم اتخاذه في 14 نيسان، رغم تحفظات وزير الثقافة عباس مرتضى على هذا الموضوع، إضافة الى معارضة شعبية واسعة وحتى سياسية.
وكلفت الحكومة مجلس الإنماء والإعمار إنجاز العمل، لكن دون تحديد جدول زمني لذلك، او على الأقل من دون الإعلان عنه.يبدو أن السلطات اللبنانية في عجلة من أمرها لمحو كل آثار الاهراءات قبل إحياء الذكرى الثانية للانفجار، في 4 آب”