هذه هي السيناريوهات المطروحة للساحة السنيّة بعد الانتخابات (الديار)

نجيب ميقاتي

Share to:

الديار – فاطمة شكر

يكثرُ الحديث عن الإنتخابات اللبنانية والتحالفات السياسية في الطائفة السنية خصوصاً بعد أن اعتكف الرئيس سعد الحريري العمل السياسي في هذه المرحلة بالتحديد، فبدأ خلط الأوراق ليتأكد مرةً جديدةً أن الحريرية السياسية تصدرت الزعامةَ السنيةَ منذ بدايةِ التسعينيات من القرن الماضي، لا بل وكانت عابرةً لكل المناطقِ اللبنانيةِ بلا أدنى شك. تميزت الطائفة السنيةُ اللبنانيةُ بألوانٍ سياسيةٍ مختلفة، بين حركات دينية كالجماعة الإسلامية وجمعية المشاريع الإسلامية، إضافةً الى شخصياتٍ مواليةٍ لحزب الله وقوى وزعاماتٍ مناطقية كرئيس الحكومة نجيب ميقاتي المتحدر من طرابلس، والذي حسم خياره بعدم خوض الإنتخابات النيابية في أيار المقبل، والنائب فيصل كرامي الطرابلسي أيضاً.

وعلى قدمٍ وساق تتحرك القيادات السنيةُ للتأكيدِ على ضرورةِ المشاركةِ بالإنتخابات ترشحاً وإقتراعاً، رغم الصعوباتِ التي تعاني منها الطائفةُ السنيةُ نتيجة التشرذم الحاصل فيها، ويرى البعض أن هذه الإنقسامات تسببت بها كلٌ من السعودية من جهة، والحلف القطري والتركي من جهةٍ ثانية، ما أدى الى كل هذا الشرخ بين أبناء الطائفةِ الواحدة.

مصدرٌ مقربٌ من الرئيس سعد الحريري حسمَ أن الرئيس لن يخوض الإنتخابات بأي شكلٍ من الأشكال بعد عزوفه منذ فترة و بأي جانبٍ من جوانبها حتى بدعم مرشحين أو تسميتهم بعيداً عن الأضواء، معتبراً أن خوضها لا يعنيه أبداً، وهو حسم هذا القرار أمام النائب بهية الحريري ومعها أحمد الحريري ورلى الطبش في الإمارات، ويتابعُ المصدر أن كل من يخوض الإنتخابات النيابية لا علاقة للحريري به، مطالباً الجميع بالإلتزام وعدم الترشح والمقاطعة مع العلم أن بعض المصادر تقول، أن القواعد الإنتخابية وخاصة في مدينة بيروت التابعة لـ «تيار المستقبل» تتحدث عن وضع ورقة عليها إسم الرئيس سعد الحريري ولا أحد غيره في صناديق الإقتراع تعبيراً عن موقفهم المؤيد له حتى لو أنه غير مرشح، في حين ينتظر البعض كلمة السر التي ستأتي من الخارج والتي تحملُ إسم أي مرشح آخر سني بيروتي، ولكن المصدر عينه يقول إن هذا الأمر مستبعد.

من جهةٍ ثانيةٍ يرى مصدرٌ سياسيٌ آخر، أن بهاء الحريري ليس خياراً سعودياً بل هو خيارٌ تركي قطري معتبراً أنه كشخص غير مقبول لدى المزاج السني العام، إلا إذا دفع المال بحجة تقديم المساعدات.

فيما كشفت مصادر مطلعة أن عزوف الرئيس ميقاتي ما هو إلا إستكمال لخطة عمل من شأنها الإنسحاب التكتيكي من الساحة الإنتخابية الحالية كون المعايير الإنتخابية بين الأشخاص المرشحين تختلف من شخصٍ الى آخر، لأن بعض المحاولات والترتيبات الخارجية تعمل على إبعادِ كل من له علاقة أو إمكانية من شأنه التحاور مع قوى أخرى أياً تكن هذه القوى، واستبعاد كل المكونات التي تعزز وصول آخرين خاصة من خلال التحالفات، وبذلك لن تُحرجَ هذه الشخصيات السياسية وبدورها تُضعفُ المحاور الأخرى، فيما هناك محاولاتٌ لتعويمِ بعض الأسماء من خارج المنظومة يُراد لها وصولُ البعض و إضعاف البلوكات بإنقسام الأصوات، ويكون بذلك قد تراجع وتدنى الحاصل الإنتخابي.

ولذلك ترى بعض المصادر أنه في حال لو حصلت الإنتخابات في موعدها المحدد في أيار القادم فإنها ستؤسسُ لمرحلةٍ جديدةٍ للطائفة السنية وذلك من خلال خياراتٍ عديدة:

1- ظهور زعامات سنيةٍ جديدة:
2- عادة فتح بعض البيوتات السياسية السنية.
٣- تقديم بعض مقاعد هذه الشريحة على طبقٍ من فضة إلى قوى 8 آذار .
٤- وصول شخصياتٍ سنيةٍ ستعملُ في هذه المرحلة تمهيداً لعودة الحريري المحتملة في إنتخابات العام ٢٠٢٦ أي بعد ٤ أعوام.

من المؤكد أن الطائفة السنية تعاني أكثر من غيرها في هذه المرحلة الصعبة والدقيقة، وهي إن لم نقل أنها تحتضرُ انتخابياً، إنما هي قاب قوسين أو أدنى من التفكك، وبعد تسكير باب الترشح مساء الثلاثاء، فإن الجميع بات يعرف أن الطائفة المسيحية هي أيضاً تعاني بسبب التحالفات من جهة والإنقساماتِ من جهةٍ أخرى، في حين أن الطائفة الشيعية وعلى الرغم من بعض الكلام في الزواريب الضيقة عن ماهية وشكل النواب الذين تمَّ ترشيحهم فإنها الأكثر ارتياحاً في هذه الانتخابات.

Exit mobile version