هذا ما تريده واشنطن رئاسياً

Share to:

الديار – ميشال نصر

وفقا لظاهر الامور، لا رئاسة في الأفق المنظور، حيث تعيش القيادات السياسية «على اعصابها»، في انتظار اتضاح المشهد الدولي واكتمال التسويات الاقليمية، التي لم تحسم صورتها زيارة وزير الخارجية الايرانية، ولا الاتصالات الفرنسية، او حركة السفراء باتجاه الاطراف الداخلية، في ظل الشلل الحكومي والنيابي، تحت وطأة ازمة قاتلة اجتماعيا، صحيا واقتصاديا. كل ذلك وسط التوقعات الامنية المتشائمة من تنامي خطر النزوح السوري، اثر تحقيق السلطة المتآكلة هدفها الابعد من اثارته.

وفيما يستمر الشغور في إنتاج الأزمات وتصديرها الى المؤسسات الدستورية تباعا، تعبيرا عن واقع غير طبيعي يكاد يتحول من استثناء الى قاعدة لكثرة ما تآلف اللبنانيون مع الفراغ، خرق المراوحة السلبية نائب رئيس مجلس النواب الياس بوصعب بجولته على القوى السياسية والمرجعيات، محاولا التقريب فيما بينها، رغم ضبابية الطرح الذي يحمله، وتأكيد مصادر برتقالية ان «مبادرته فردية اطلع عليها الاستيذ ليس اكثر».

غير ان اللافت في هذا التحرك، هو توقيت زيارة السفيرة الاميركية الممددة ولايتها للنائب المتني، وما رشح عن اللقاء من مداولات ونقاش حول الملف الرئاسي، اكتسب اهميته من تمديد الادارة الديموقراطية لولاية السفيرة دوروثي شاي للمرة الثانية في عوكر لانجاز الملف الرئاسي، وفقا لزوار العاصمة الاميركية.

ويشير الزوار الى انه، رغم الانشغال الاميركي بالاوضاع الداخلية من ازمة اقتصادية ووضع سياسي «غير مريح» بين الجمهوريين والديموقراطيين، الا ان الملف اللبناني يحتل مكانته في اهتمامات واشنطن، خصوصا ان الادارة الديموقراطية غير «مرتاحة» لحركة الرياض، التي لا تخدم مصالحها القومية في المنطقة، من هنا كان التمديد للسفيرة شيا في اطار التأكيد على استمرار النهج الاميركي نفسه في لبنان.

ويتابع الزوار، بان واشنطن لا تسعى الى الانهيار الشامل، من هنا رغبتها في التوصل الى اتفاق لبناني داخلي يكون حزب الله شريكا فيه، يضمن الخطوط العريضة لمصالحها، ويعيد التوازن الى المؤسسات.

ورأى الزوار ان ما يهم واشنطن من العهد الجديد، التزامه بالاصلاحات المطلوبة اقتصاديا وسياسيا، وفقا لما اعلنته الخارجية في بياناتها اكثر من مرة، وحض الكونغرس الاميركي اللبنانيين اكثر من مرة على اتخاذ الخطوات اللازمة للخروج من الازمة التي تعاني منها البلاد.

واشار الزوار الى ان الولايات المتحدة تستعجل الانتخابات الرئاسية قبل موعد انتهاء ولاية حاكم مصرف لبنان للكثير من الاعتبارات، وللمخاوف من انهيار متوقع حتى لو تم اعتماد «طرق قانونية ملتوية» لتعيين بديل، ذلك انه لن يكون من السهل تغيير السياسات المالية المعتمدة قبل اكتمال عقد العهد الجديد، وبالتالي من غير المقبول الزام العهد المقبل بحاكم يشوب تعيينه الكثير من الشوائب.

وختم الزوار بان المخاض الرئاسي لن يطول، وان واشنطن دخلت على الخط بعدما نضجت الطبخة وباتت الامور في خواتيمها، مؤكدة انه ليس المطلوب اليوم وصول رئيس باجماع القوى السياسية، بقدر ما هو مطلوب قيام نظام ديموقراطي على اسس المحاسبة والفصل بين السلطات، تقوده ضوابط الصراع بين السلطة والمعارضة، لتستقيم الحياة السياسية ويعود التوازن الى المؤسسات، بعد الانحلال الذي اصابها.     

Exit mobile version