في الجهة الاسرائيلية، تباهى رئيس دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو في جلسة مجلس الوزراء انه هو من اعطى الأوامر لاغتيال الأمين العام لحزب لله السيد حسن نصر لله وكذلك بالنسبة لتفجيرات البيجر، على الرغم من معارضة كبار المسؤولين في المؤسسة الأمنية.. مؤكداً: لم أصغ الى التحذير بأن واشنطن ستعارض العملية.
وليلاً، خلافاً للأجواد الخادعة التي تحدثت عن قرب انتهاء العملية البرية، ذكرت هيئة البث العبرية ان رئيس الاركان الاسرائيلي هاليفي هارسي صادق على توسيع العملية البرية في لبنان.
وبهذا يكون هاليفي، رضخ لإرادة نتنياهو، مخالفاً رغبة المستويين الأمني والعسكري في وقف العمليات البرية.
والثابت ان هاليفي رضخ لرغبة نتنياهو بمواصلة الحرب البرية، لكسر مقاومة حزب لله، وإنزال مزيد من الخسائر في مدن صور والنبطية والضاحية الجنوبية وبعلبك، والاستمرار بالمجازر والقتل وملاحقة الاشخاص عبر سياراتهم ومنازلهم.
بنود الاتفاق؟
وقبل وصول الوسيط آموس هوكشتاين الى بيروت بعد الارباء، وحسب ما رشح عن الاتفاق فإن خلال الستين يوماً بعد توقيعه يقوم الجيش اللبناني بتدميره الانفاق في المنطق الواقع بين الحدود والليطاني على ان ينسحب الجيش الاسرائيلي الى خط الحدود الدولية.
كما يتضمن الاتفاق ضمانات دولية من الولايات المتحدة وروسيا لمنع إعادة تسليح حزب لله على أن تكون سوريا مسؤولة عن منع نقل الاسلحة من أراضيها الى لبنان.
وفي حال حصول انتهاك للاتفاقية يحق للجيش الاسرائيلي العمل ضد الانتهاك أو الرد عليه.
لكن ما سرّبه الاعلام الاسرائيلي امس يفيد حسب قوله: «إن اتفاق وقف النار في لبنان يتضمن انسحاب حزب لله لشمال الليطاني وعدم عودته للحدود»، وهو شرط قديم- جديد للعدو الاسرائيلي رفضه لبنان ومقاومته.
وفعلاً ذكرت صحيفة «يسرائيل هيوم» الإسرائيلية بعض عناوين اتفاق وقف النار في لبنان مشيرة الى ان الاتفاق يتضمن انسحاب حزب لله إلى شمال الليطاني. وينص أيضاً على عدم عودة حزب لله إلى الحدود. وأشارت إلى أن الجيش اللبناني سيدمّر البنية التحتية المتبقية لحزب لله على الحدود.
وكشفت أن «سوريا ستكون المسؤولة عن منع نقل السلاح من أراضيها إلى لبنان». وتابعت الصحيفة: «إسرائيل سيكون لديها حق العمل ضد أي انتهاك من لبنان والرد عليه مستقبلا».
وأكدت أن «الجيش الإسرائيلي سينسحب من الجنوب اللبناني لخط الحدود الدولية ضمن الاتفاق، وان إسرائيل ستتلقى ضمانات أميركية وروسية بمنع إعادة تسليح حزب لله» .
وذكرت الصحيفة الإسرائيلية، «بأن تل أبيب أبلغت الرئيس السوري بشار الأسد أنَّ مصيره سيكون مشابهاً لمصير الأمين العام السابق لحزب لله حسن نصرلله، إذا لم يتعاون معها في منع نقل الأسلحة من أراضيه إلى لبنان لصالح الحزب».
وحسب ما ذكرت «يديعوت احرنوت» فإن الكابينت الاسرائيلي الذي اجتمع الليلة الماضية يفترض ان يكون ناقش مستجدات مفاوضات التسوية مع لبنان.
وحسب ما هو سائد، ان الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب يستعجل انهاء الحرب الاسرائيلية في لبنان وغزة قبل تسلم ولايته، على ما اكد مستشاره الخاص ووالد صهره زوج ابنته اللبناني مسعد بولس، الذي قال مؤخراً: «أن الرئيس ترامب سيفي بالوعود الذي وضعها في الرسالة الخطية التي ارسلها للجالية اللبنانية في اميركا خلال حملته الانتخابية بوقف الحرب قريباً وانهاء الدمار والعذاب ضمن اتفاق السلام الشامل في المنطقة».
وحسب معلومات «اللواء» من اعضاء في الجالية اللبنانية بمدينة ديربورن بولاية ميشيغان حيث توجد اكبرجالية لبنانية اغلبها من الجنوب وعربية واسلامية، فإن بولس هو الذي كان وراء فكرة التعهد الخطي وسلّمه لأركان الجالية ثم رتّب لقاءً بينهم وبين ترامب في احد المطاعم اللبنانية، اكد خلاله ترامب انه ماضٍ في تنفيذ تعهده قبل تسلم ولايته رسمياً في 20 كانون الثاني من العام المقبل.
وافاد اعضاء في الجالية الذين تواصلت معهم «اللواء» ان بعضهم صوّت لترامب وبعضهم القليل صوّت لمنافسته كامالا هاريس، وهناك نسبة لا بأس بها لم تصوّت للمرشيحن «لانهما أضرب من بعض بحق لبنان والعرب»، وهو التعبير الذي استخدمه ايضا بعض اللبنانيين في مدينة شيكاغو وفي ولاية كاليفورنيا تواصلت معهم «اللواء». عداعن الذين ابدوا ندمهم لإنتخاب جو بايدن في الانتخابات الماضية بسبب موقفه من الحرب الاسرائيلية على لبنان ودعمه الكيان الاسرائيلي بالسلاح التدميري وبالمال والسياسة.
على ان الجديد الذي جرى تسريبه خلال اليومين الماضيين عن المسعى الاميركي، سواء من قبل بايدن او حتى ترامب، اللذين تحررا من عبء ضغط اللوبي الصهيوني الانتخابي، هو المعلومات الاميركية والاسرائيلية عن توافق بايدن وترامب على تكليف الموفد آموس هوكشتاين بترتيب صفقة جديدة بين لبنان والكيان الاسرائيلي لوقف الحرب، والكلام عن ان مسعد بولس هوالذي سيتولى الملف اللبناني في عهد ترامب، وثمة معلومات وردت من بعض افراد الجالية اللبنانية في الولايات الشمالية لأميركا تفيد ان ترامب قد يُعيّن بولس وزيراً للخارجية أوموفداً رئاسياً له بدل هوكشتاين.
وبغض النظرعن المهمة الجديدة المرتقبة لهوكشتاين إذا صدقت المعلومات عن قرب زيارته بيروت، فإنّ الثابت ان اتصالات جرت بين ترامب ونتنياهو بعد فوز الرئيس الاميركي الجديد بهدف تسهيل مهمة هوكشتاين وتسريع التوصل الى صفقة تنهي الحرب قبل تسلمه ولايته. واعلن نتنياهو انه تحدث ترامب 3 مرات خلال الأيام القليلة الماضية «بهدف تعزيز التحالف القوي بين اسرائيل واميركا». لكن ما تسرّب ايضاً من الاعلام الاسرائيلي يشي بأن «الحديث يدور حول اتفاق جيد جداً لإسرائيل يلبي مصالحها بشكل أمثل». وهذا ما يعني في حال صحتّه ودقّته بأن لافارق بين بايدن وترامب في تلبية مصالح اسرائيل وامنها ولوعلى حساب لبنان.
يُضاف الى ما يُقال عن الاهتمام الاميركي ما نقلته وسائل إعلام إسرائيلية من أن «وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي» رون ديرمر وصل إلى واشنطن ليل امس الاول، للبحث مع المسؤولين الأميركيين في المساعي لوقف إطلاق النار على جبهة لبنان خصوصاً، بالإضافة إلى غزة. ويتولى ديرمر مسؤولية المفاوضات الرامية للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب بين لبنان وإسرائيل، بصفته ممثلاً لرئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو.
والى ذلك، ووفق ما ذكرته إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي فإن ديرمر زار روسيا سراً الأسبوع الماضي، في إطار المساعي للتوصل إلى تسوية تنهي الحرب الإسرائيلية على لبنان. وذكرت «أنه من المتوقع أن تلعب روسيا دوراً مهماً في اتفاق محتمل لوقف إطلاق النار، لـضمان تغيير الوضع في لبنان ومنع تسليح حزب لله».
المصدر: اللواء