أطل علينا البارحة رئيس التيار الوطني الحر بكلمة نسف فيها تفاهم “مار مخايل” وكل التحالفات التي بُنيت على أساس هذا التفاهم. فما كان هدف باسيل من كلمة اقل ما يقال فيها “لم يترك للصلح مطرح”.
تفاوتت التحليلات السياسية لكلمة رئيس التيار الوطني الحر ما إذا كان يريد بتر تفاهم “مار مخايل” او الانقلاب او التنصّل من الحزب او توجيه ضربة لحركة امل ومن ورائها الرئيس نبيه بري. الا ان الواقع بضعف باسيل فرض نفسه بحيث انه أضعف من ان ينقلب على اتفاق “مار مخايل” وأصغر من ان يواجه من عبّد له الطريق للسطو على الدولة واليوم بعد ان أصبحنا على مشارف انتخابات نيابية قلب باسيل الطاولة على حليفه القوي ولربما المبطن من كلمة باسيل استجدائه للسيد حسن نصر الله والمسيحيين والخارج.
فالسيد باسيل مهندس الجمهورية الذي أوصل لبنان الى جهنم وهو ذاته من انقلب على تفاهم “مار مخايل” لا بل أكثر وضع النقاط على الحروف اتى متأخراً وفقط في هذه الحالة لا يمكننا استخدام مقولة “ان تأتي متأخراً خير من ان لا تأتي”! والواقع لا؟ بل ابقي متأخرا لان الحلول والتسويات والتحالفات لا سيما مع “الحزب” و “إيران أصبحت نقمة إقليمية ودولية.
هل الهجوم على رياض سلامة يرفع من رصيد جبران باسيل؟
اعتبر جبران باسيل ان حاكم مصرف لبنان محمي من المنظومة السياسية وهو الذي قام بأكبر عملية سطو على ودائع الناس لا بل ويمنع التدقيق الجنائي ويتلاعب بالنقد” واستطرد باسيل بالقول: “لا نريد الدولة المركزية التي تنزع صلاحيات رئيس الجمهورية “بالسلبطة” في مجلس النواب والمجلس الدستوري. والغريب ان باسيل يستطيع إيقاف أي قرار يتخذه رياض سلامة، فلماذا هذا الهجوم الشرس على الحاكم المركزي؟ من هنا يتبين ان جبران باسيل يحرّك القاضية غادة عون ضده وهو الذي بات يتهم سلامة بتطيير التدقيق الجنائي والسؤال ان كان فعلا ما يقوله باسيل صحيحاً اين مفوض الحكومة التي عينها باسيل في مصرف لبنان؟ أعنى كريستال واكيم؟
يا معنا بالإصلاح ومكافحة الفساد يا ضدنا!
بات السيد باسيل يتحدث عن مكافحة الفساد! ماذا عن الفساد في وزارة الطاقة والكهرباء وبناء السدود الفارهة؟ ماذا عن المشاريع وسوناطراك وكل العقود والمناقصات التي ليس لها بداية او نهاية! على كل حال في مثل يقول “قالولو للحرامي حلاف ؟ قال اجا الفرج” هذا هو الواقع مع جبران باسيل وهذا دليل كاف لمعرفة التشرذم مع الحلفاء والذي اتضحت معالمه وتحالفاته الهشّة اثناء احداث الطيونة الأخيرة ولربما الطعن بقرار المجلس الدستوري كان البداية لبلورة وإعادة التفكير في كافة الأمور وما قاله سفير السعودية السابق علي عواض العسيري من ان لبنان يحتاج الى وجوه جديدة في الانتخابات النيابية المقبلة وان السعودية غير راضية عن الحكم الموجود في لبنان في إشارة الى حزب الله والهيمنة الإيرانية فيه وعلى الهامش اين هي مساعدات ايران للبنان من المازوت والبنزين! همروجة وانتهت لان “حزب الله” شرذم نفسه في المشروع الإيراني في بناء دولة إسلامية لفرض السطو الفارسي على المنطقة.
الطعن في حكم المجلس الدستوري هو شرارة من الشرارات ليس الا!
لربما التملص من الحليف بات ضرورة قصوى لباسيل، وقد ظهر جليّا بعد الطعن في حكم المجلس الدستوري لقانون الانتخابات الذي تقدّم به نواب التيار الوطني الحر، ومن خلال تعطيل الحزب لجلسات مجلس الوزراء لربما يصبح الرئيس ميقاتي والرئيس نبيه بري حليفين قويين في المستقبل وما جاء في كلمة باسيل من خلال تسميته الرئيس بري نسف كل معاهدات الصلح وبالتالي يا قطيعة ما بين “الحزب” وحركة “امل” او ما بين “الحزب” و”التيار” على كل حال اليوم سيكون ساخنا في الرد على كلمة جبران باسيل من خلال المؤتمر الصحفي الذي يعقده علي حسن خليل اليوم ظهرا وكما تشير المعلومات سيتحدث ويفنّد كل كلمة قصدها باسيل في كلمته عن حركة امل” يبقى الاتي مساءً اكثر حماوة في كلمة السيد حسن نصرالله الذي سيتحدث في ذكرى مقتل سليماني الا ان المعلومات تشير الى رشق السهام بطريقة مبطنة! لننتظر