نصــ رالله: «بعد بكير للحسم… في وقت»

Share to:

الديار: ميشال نصر

كثيرة هي الملفات الخطيرة والحساسة المفتوحة على مصراعيها، والاكثر مسرحيات «التسلاية» التي يملأ بها المسؤولون المشهد في حركات «صبيانية ولادية»، في مناقشتاتهم لملفات سترسم مستقبل البلد لعشرات السنوات المقبلة، امام اعين ممثلي الدول الكبرى والصغرى «المش مصدقين يوصل ايلول» لتبدا ورشة انتخاب رئيس جديد تنطلق معه رحلة الانقاذ، اذا كتب للاستحقاق ان يتم في موعده.

واذا كان شهر آب فاصلا بالنسبة لحزب الله لحسم الخيار مبدئيا، استنادا لخطة «ابو مصطفى» في ادارة جلسات الانتخاب مع بداية ايلول وفقا لتمنيات السفراء، فللافرقاء المعنيين على اختلافهم مواقف اخرى، ما يوحي بان الجلسات لن تكون مثمرة، وان «الطبخة» قد تطول حتى «تستوي»، من هنا كان تركيز السيد حسن نصرالله على الملف الحكومي الذي هو الباب الاساس لاي حل، بعدما كانت الاتصالات الفرنسية مع حزب الله وايران قد حسمت مسألة الفراغ لصالح انتخاب سلف ضمن المهلة الدستورية، على ان تبقى حكومة تسيير الاعمال برئاسة ميقاتي. فهل يؤكد ذلك صحة المعلومات عن انهيار التسوية – الصفقة بين باريس والحارة، وبالتالي تبدل الاولويات مع ترقب فترة طويلة من الفراغ؟

فعلى خلاف كل المواقف الداخلية والخارجية لجهة اعتبار الاستحقاق الرئاسي محطة اساسية في رحلة التغيير وورشة البناء، جاء كلام امين عام حزب الله في اطلالته التلفزيونية ليؤكد ان حارة حريك تسير «عكس السير»، في دعوتها الى عدم «التوهم» بان الحل هو في انتخاب خليفة للرئيس عون، بحسب ما يراهن عليه «اعداء» محور الممانعة والمقاومة، الذين يأملون ان يعيدوا بعضا من التوازن الى الحياة السياسية، وفقا لمصادر واسعة الاطلاع.

ولعل الاهم في موقف السيد نصرالله يتظهر عند ربطه، بانه لن يكون لحزب الله مرشح، بل انه سيدعم احد المرشحين بعد درس كل الخيارات المتاحة والتواصل مع الحلفاء، ما يعني ان استراتيجية الحزب في انتخابات الـ 2022 الرئاسية تختلف كليا عن تلك التي اوصلت العماد عون، اذ ترى المصادر ان في ذلك دلالة واضحة على ان الضاحية لن تعرقل اي تسوية في حال تمت، وهي مستعدة للتنازل رئاسيا والانتقال الى مرحلة الاختيار من المعروض بدل فرض الموجود، وهو ما يحكى عنه في كواليس صنع القرار ،من ان واشنطن ستطرح مع حلفائها لائحة اسماء يترك للحزب ان يذكي احدها.

موقف السيد نصرالله كان سبقه كلام لرئيس التيار الوطني الحر، بانه اخرج نفسه من السباق، مسيرا لا مخيرا، نتيجة ظروف وعوامل كثيرة، مخرجا معه ما يصطلح على تسميتهم مرشحون اقوياء، وهو تعبير «سخر» منه امين عام الحزب . فهل في ذلك «تعلية للسقف» مع اقتراب موعد الحسم ام هو قرار برتقالي لا رجوع عنه، بعدما اثبتت التجربة نجاح تلك الاستراتيجية في ايصال الرئيس عون؟

ولكن، ماذا لو اتفقت قوى المعارضة ونواب «التغيير» على مرشح رئاسي واحد، هل يقاطع نواب الحزب والتيار جلسات انتخاب الرئيس؟ بحسب اوساط ديبلوماسية، لا مكان في بعبدا في ظل الوضع القائم حاليا لمرشحي التحدي، بل الخيار يميل لصالح المعتدلين الوسطيين القادرين على ادارة عملية الانقاذ، والذين لا يتجاوز عددهم اصابع اليد الواحدة، منهم المعروف ومنهم من يبقى حتى اللحظة خلف الكواليس حرصا على عدم احراقه، عليه ان حزب الله لن يقاطع الجلسات كما في العام 2014، وهو ما بدا واضحا من كلام امين عام الحزب.

مما لا شك فيه ان كلام السيد نصر الله كشف الكثير من المستور والعيوب والشوائب القائمة بين البرتقالي والاصفر، اقله في مسائل الرئاسة والحكومة، وهو ما تعلمه قيادتا الفريقان مسبقا، رغم الحديث عن اتصالات لوضع النقاط على الحروف لايجاد السبل الممكنة لخوض «المحور» المعركة بمرشح واحد قابل للتسويق والادراج على اللائحة الاميركية، اذا افترضنا ان ثمة حلولا، والا فان المعركة ستكون صعبة وهو ما جعل السيد نصرالله يستبقها، بالتأكيد على عدم اهميتها راهنا. فهل فتح الحزب بذلك الباب امام تبني مرشح «غير تحدي»؟ 

Exit mobile version