شهدت نهائيات كأس العالم لكرة القدم في قطر 2022 نتائج مفاجئة بدور المجموعات بعد سقوط منتخبات كبيرة كانت مرشحة للتتويج باللقب.
فاجأت السعودية الأرجنتين فيما يوصف بأنها أكبر صدمة في تاريخ البطولة الطويل، حيث كانت هذه المباراة هي البداية.
في الأيام التالية، تغلبت المغرب على بلجيكا المصنفة الثانية عالميا، فيما تفوقت أستراليا على الدنمارك لتضمن تأهلها إلى الأدوار الإقصائية في قطر.
على الرغم من ذلك، جاءت خلاصة مرحلة المجموعات غير المتوقعة في المجموعة الخامسة، حيث تغلبت اليابان على كل من ألمانيا وإسبانيا لتتصدر المجموعة في وقت ودعت فيه ألمانيا البطولة من الدور الأول.
لطالما شهدت بطولات كأس العالم الكثير من المفاجآت على مر السنيين، لكن نسخة 2022 في قطر سجلت عدد غير مسبوق من الصدمات.
كان لدى شبكة “سي إن إن” الإخبارية تفسير لسبب تكرار هذه المفاجآت بسقوط المنتخبات الكبيرة أمام نظرائها الأقل مستوى.
تشير الشبكة الأميركية إلى أن مونديال قطر “لا مثيل له” وهي نسخة استثنائية من كأس العالم لأسباب عدة أبرزها أنها تقام في منتصف روزنامة الموسم الأوروبي.
بسبب قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم “الفيفا” بتغيير موعد كأس العالم من فترتها التقليدية خلال الصيف بسبب درجات الحرارة المرتفعة في قطر، لم يكن لدى معظم المنتخبات سوى أسبوع من التحضير لأكبر بطولة كروية على وجه الأرض.
نتيجة لذلك، كانت المنتخبات التي تضم لاعبين يلعبون في دوري تابع لدولة واحدة هي الأبرز تألقا خلال المباريات الأولى.
ومن بين هؤلاء المنتخبات هو الأخضر السعودي الذي يلعب جميع لاعبيه في المملكة دون وجود أي لاعب في دوري خارج البلاد.
ومع ذلك، فإن قطر التي استعدت لأشهر دون وجود لاعبين في دوريات خارجية، لم تحقق أي فوز لتصبح أسوأ دولة مضيفة لكأس العالم على الإطلاق من حيث النتائج.
من ناحية أخرى، كافحت المنتخبات التي ينتشر لاعبوها في الدوريات المختلفة بجميع أنحاء العالم من أجل الانسجام في المباريات المبكرة.
بدت الأرجنتين مفككة أمام السعودية وكانت الدنمارك تفتقر إلى الحيوية، وبدت بلجيكا خاملة، حيث كانت بداية المنتخبات الكبيرة على خلفية عدم وجود فترة كافية للاستعداد كما يحدث قبل كل مونديال في الصيف.
وتملك المنتخبات الكبيرة فرصة للاستعدادات لما يقرب من الشهر قبل كأس العالم بعد انتهاء الدوريات الكبرى في مايو.
وفي الوقت نفسه، كان عدم وجود وقت للتحضير يعني وصول اللاعبين إلى قطر على خلفية ما يقرب من أربعة أشهر من عمليات الجدولة المرهقة للمباريات، حيث تم لعب مباراتين في الأسبوع خلال عدد من الدوريات.
وأدى ذلك إلى الافتقار العام للانفجار من بعض النجوم الذين كنا نتوقع أن يضيئوا البطولة، بالإضافة إلى الإصابات التي لحقت بالعديد النجوم البارزين على المسرح العالمي.
في انتصارات اليابان على ألمانيا وإسبانيا، أضاف المدرب هاجيمي مورياسو وجوها جديدة للفريق في الوقت المناسب بالضبط – عندما كان خصمهم متعبا – لتوفير الزخم اللازم للضغط من أجل الانتصارات.
على الرغم من أن الافتقار إلى الاستعداد كان يمثل مشكلة بالنسبة لجميع الدول المشاركة الـ 32، فقد كان بمثابة قوة موازنة للجميع، وربما فتح الباب أمام بعض تلك المنتخبات غير المؤهلة للتنافس مع المرشحين التقليديين لنيل اللقب.