هل بهاء الحريري سيكون نقطة فارقة بالنسبة للبنان كما كان والده الشهيد رفيق الحريري قبل 16 عاما ؟؟
لا أحد يستطيع إنكار الفضل لرفيق الحريري في نهوض لبنان بعد حرب أهلية استمرت 16 عاما، لا بل ان حضور رفيق الحريري ظل قوة مؤثرة في المشهد اللبناني حتى بعد اغتياله.
والسؤال الذي يطرح نفسه هل بهاء الحريري سيعيد زمان رفيق الحريري ويكون مسبار الأمل للبنانبين !! على صعيد الاتصالات الدولية والاقتصادية وبناء الحجر والبشر فنحن نمتلك ذكاءاً خارقاً وشيطنة تجعلنا نتذاكى على كل شعوب العالم بلا استثناء الا اننا لا نمتلك دولة وقيادة حكيمة ومتميزة وضمير يراعي كل الأمور ؟!
لا سيما ان الرئيس المكلف سعد الحريري وقع في هفوات كثيرة جعلته يفقد الكثير من شعبيته على المستوى السني والسياسي والشعبي، ومما لا شك فيه ان التناحر ما بين الشقيقين الحريريين سوف يترك انطباعا رديئا على كافة المستويات، وما رجح كفة بهاء الحريري على شقيقه المكلف هو ما قدمه من مساعدات مادية وعينية ومشاريع… وآخرها أجهزة التنفس الاصطناعي لمرضى كورونا ،في الوقت الذي قيل ان سعد الحريري استقدم لقاحات للشعب اللبناني الا انها كانت لحاشيته مما أضعف موقفه اكثر واكثر….
وهذا ما جعل رصيد بهاء الحريري يتقدم دفعة واحدة على شقيقه المكلف.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن مصادر قريبة من الأخوين الحريريين تؤكد أن الرئيس المكلف تلقى عرضا من شقيقه بهاء بتعويمه ماديا مقابل التنحي السياسي الكامل، مع البقاء على شخصيات كثيرة مخلصة للحريرية السياسية مع بعض التعديلات لجهة اختيار مستشارين شبيهين بالذين كانوا مع الرئيس الشهيد رفيق الحريري وذلك بظل مرحلة وصلت إلى حائط مسدود بالتعاطي مع سائر الفرقاء الذين لم يدركوا حتى الساعة حجم الأضرار التي لحقت بالوطن والمواطن لا سيما بعد ثورة17 تشرين وما تلاها من تردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية والحياتية بشكل عام لا سيما “المصارف” ، مما الحق أذى بالوطن واورثنا سيطا مترديا لدى العالم العربي والغربي، بعد ان كنا سويسرا الشرق، أصبحنا “صومال “وربما “يمن” الشرق، ومن المؤكد ان الامور شاقة على سعد الحريري لجهة قبوله التنحي لصالح أخيه بهاء الطامح لدخول المعترك لتصويب ما يراه مستحيلا عبر منهجية أخيه الرئيس المكلف.
على اية حال فالاوضاع السياسية بالمجمل لا سيما بعد اغتيال الناشط لقمان سليم جعلتنا نغوص في أعماق الذل، والرجعية واصبحنا في عصر مليء بالعقول المتحجرة ومُقولبة بقوالب حيوانية بعيدة كل البعد عن الإنسانية. إلى هؤلاء أصحاب المسدسات الكاتمة للصوت إلى هؤلاء السؤال البديهي كيف تفكرون؟ ما الذي ستورثونه لأولادكم غير العار، الذل والإهانة والإحباط والتقوقع.
أين نحن كالبنانيين اليوم، حيث كان لنا شرف ابتكار لقاح لفيروس كورونا المستجد وذلك عبر شركة موديرنا ومؤسسها وفريقه اللبنانيين، وما بين الإمارات التي وصلت إلى المريخ عبر مسبار الأمل، اما نحن فقد عدنا بفضل سياسيينا وسياستهم الهمجية والخنفشارية اشواطا إلى الوراء.
رفيق الحريري هذا الرجل العصامي، كان يدخل على اي رئيس دولة فاتحاً الباب برجله، هذا الرفيق الذي كان حضوره طاغيا بحضور هذا الوطن الصغير في جميع المعادلات الدولية والاقليمية، هذا الرفيق الذي استطاع ان يمنح لبنان مكانة راقية ومميزة من خلال تحييده عن كل المؤثرات الخارجية، من خلال عقله الحكيم ،الذي كان يوازي ما بين القوى الإقليمية والدولية من دون أن يكون طرفاً لان المصلحة اللبنانية كانت الأساس، ذاك الرفيق الذي كان سببا اساسا في جذب الرساميل إلى المصارف اللبنانية ومنها جعل بيروت مركزا للتجارة العربية والغربية.
ايها الرفيق كنت رجلا بحجم كل رجالات الدولة، كنت استثناء لم يأتي التاريخ بأحد مماثل لشخصك, كنت رجل دولة بكل ما للكلمة من معنى، فعلى امل ان يأتينا رفيق حريري اخر، أدعوك ايها الرئيس المكلف بالتنحي ، فنحن طامحون لرفيق حريري جديد لا يفرق بين سني وشيعي ومسيحي، نريد رئيس حكومة، العلم عنده منارة والهدف الأساسي الذي يجعل من خلاله الكثير من الشباب اللبناني يحقق أحلامه ويكّون مستقبله، لا نريد عتمة، ولا نريد جهلا ولا نريد احزابا ولا طوائفا ولا تمييزا ولا حروبا ولا اغتيالات، ولا نريد فقرا ولا جوعا او تشريدا ولا نريد أن نرى أناساً يقفون على المزابل علّهم يجدون طعاماً لاطفالهم، لا نريد هذا الطاقم السياسي برمته ولا رئيس الجمهورية الحالي الذي جعلنا نهبط إلى الهاوية سريعا نحو مسبار جهنم … نريد وطنا، نريد لبنانا يشبهنا بكل طموحاتنا وقدراتنا العلمية التي يستثمرها الخارج في مشاريعهم.
نريد شعبا واحدا بلا طوائف بلا أحزاب ” كنا نقول الاختلاف نعمة” ولا زلنا وسوف نبقى لأننا البلد الأوحد على وجه الكرة الأرضية الذي أعطانا تميزا وهيبة.
بقلم ندي عبدالرزاق