السؤال الخطير: هل اقترب الوضع الجنوبي عند الحافة الحدودية من دخول اختبار الحرب الموسَّعة، أو المحدودة بقرار اسرائيلي لتغيير الوضع في شمال اسرائيل، بما يسمح بعودة المستوطنين النازحين الى مستوطناتهم التي فروا منها تحت وطأة القصف الصاروخي والمسيَّراتي والمحلّقات الانقضاضية التي تطلقها المقاومة في الجنوب، في اطار ما عُرف بـ «حرب المساندة» للمقاومة الفلسطينية في غزة؟.
هذا السؤال يدخل دائرة الغرف المغلقة، ولا يقتصر على الطرفين المفترضين للحرب الجديدة- اذا وقعت- بل يتعداه الى عواصم اقليمية ودولية، بما في ذلك الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا والمانيا ودول غربية وأوروبية أخرى..
وبمعزل عن التهديد الاسرائيلي المستجد على لسان رئيس وزراء دولة الاحتلال بنيامين نتنياهو، فإن الوقائع الميدانية تؤشر على دخول الحرب في الجنوب مرحلة دقيقة في ضوء ارتفاع وتيرة التصعيد، عبر توسيع جغرافيا الغارات، واستهداف المدنيين الآمنين والفرق الصحية والاسعافية، كما حدث في قرية فرون، عندما نفذت مسيَّرة اسرائيلية غارة على فريق الدفاع المدني الذي ذهب لإطفاء الحرائق في الحقول والاشجار في خراج البلدة، فأدت الى استشهاد ثلاثة من المسعفين وسقوط بعض الجرحى.
فقد هدّد نتنياهو لبنان مجددا، واصفا حزب الله بأنه الذراع الأقوى لإيران، وكشف، خلال الاجتماع الاسبوعي لحكومته، انه اصدر تعليمات للجيش الاسرائيلي وقوى الأمن بالاستعداد لتغيير الوضع في الشمال، ولا يوجد احتمال لاستمرارنا بهذا الوضع، مشيراً الى انه ملتزم بإعادة جميع السكان في الشمال الى منازلهم.
وهدد عضو الكنيست نيسيم فانوري، باغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
ويحضر استهداف الطيران الحربي الاسرائيلي للدفاع المدني في فرون، فضلا عن قصف المدنيين في غير بلدة وقرية، في لقاء الرئيس نجيب ميقاتي مع سفراء دول مجلس الامن الدولي امام مسؤولياتهم في ضوء تمادي العدوان الاسرائيلي، وفي ضوء الشكاوى المتكررة التي قدمها لبنان ضد الاعتداءات المستمرة منذ 11 شهراً ضد الجنوب ولبنان.
وسيطالب الرئيس ميقاتي السفراء بتحرك دولهم لردع اسرائيل عن عملياتها الاجرامية.
جلسة للموازنة لا جلسة
وقبل ساعات قليلة من أولى جلسات مجلس الوزراء لمناقشة مواد الموازنة، هدد تجمع العسكريين المتقاعدين بمنع عقد الجلسة للحكومة، ما لم يكن على رأس الجدول اصلاح الرواتب والاجور، بما يحقق المساواة بين جميع فئات القطاع العام.
ودعت رابطة موظفين الادارة العامة الى انتظار قرار تتجه اليه يتعلق بـ «اعلان الاضراب العام والامتناع عن العمل حتى تحقيق المطالب»، وابرزها تصحيح حقيقي للرواتب والاجور، وادخال كل الزيادات في صلب الراتب، وصولا الى اعادة قيمة هذه الرواتب الى ما كانت عليه قبل الأزمة.
بري: ملاقاة الى منتصف الطريق
رئاسياً، لاقى الرئيس نبيه بري المعارضة عند منتصف الطريق، واضعاً الكرة في ملعبها، بعد ان قام بتليين موقفه.
وقالت مصادر نيابية لـ «اللواء»،الدعوة لعقد جلسات انتخاب متتالية بعد التشاور الى عقد جلسة واحدة انتخابية بدورات متتالية، بحيث لا يقفل محضر الجلسة وتبقى مفتوحة حتى التوافق بين الكتل على انتخاب الرئيس، ويحصل الانتخاب، على ان تعقد جلسات التشاور قبل فتح الجلسة على امل ان يحصل التوافق، وهو امر كانت تطلبه المعارضة النيابية، فلاقاها في منتصف الطريق فهل تتجاوب؟.
وفي هذا الاطار قال عضو تكتل الاعتدال الوطني النائب سجيع عطية لـ «اللواء»: بعد مبادرة الرئيس بري وحراك اللجنة الخماسية ارتفعت نسبة التفاؤل بإمكان التوصل الى انتخاب رئيس للجمهورية، بدليل ان تعديل مبادرة الرئيس بري أمر جيد وموافقة اغلب الكتل النيابية على المبادرة ما عدا القوات اللبنانية التي لها رأي مختلف شكلاً، لذلك بات النقاش محصوراً في مكان معين. عدا عن تجديد «همّة» اللجنة الخماسية التي باشر اعضاؤها طلب المواعيد مع الكتل النيابية والقوى السياسية.
وقالت مصادر مطلعة لـ «اللواء» أن دخول اللجنة الخماسية على الخط الرئاسي من جديد لا يعني حكماً قرب موعد الانفراج في هذا الملف، لكن هذه العودة من دون شك تدفع إلى معاودة النقاش فيه وتزخيم الطروحات وحتى المساعي، وأعلنت أن ما من أفكار مسبقة لدى اللجنة ولا حتى مقترحات جديدة إنما تفعيل الاتصالات وترتيب الملف والحؤول دون الاستمرار في تأخيره.
ورأت المصادر أن تطرق الرئيس بري إلى ملف الانتخابات النيابية منفصل عن الملف الرئاسي، وإن ما قاله قد يستوجب ردود ومطالبة متكررة بأولوية إنهاء الشغور الرئاسي.
اما بالنسبة إلى الحراك المحلي، فلم تستبعد أن يعاود بعض الكتل النيابية والنواب المستقلين نشاطهم في سياق العمل على أحداث خرق ما وتحضير المناخ لهذا الاستحقاق المفصلي.
في مقلب متصل، بدأ الكلام عن ربط الانتخابات الرئاسية، بانتهاء الحرب على غزة، أو حتى بالانتخابات النيابية المقبلة.
وتحدثت مصادر مطلعة عن سعي يجري لإنشاء تكتل مسيحي وازن، قوامه النواب الاربعة الذين خرجوا من التيار الوطني الحر.
وفي السياق، توقف المجلس الشرعي الاسلامي الاعلى عند استمرار تعثر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، واصفا العرقلة التي تحيط انتخاب الرئيس بأنها تأتي ضمن مسلسل شل الدولة ومؤسساتها الدستورية، مبدياً قلقه الشديد من استمرار الفراغ، مؤكدا «أن انتخاب رئيس للجمهورية يشكل خطوة لا يمكن من دونها الانتقال من حالة التعثر والتقهقر التي يمرّ بها لبنان منذ أكثر من 700 يوم، الى حالة الاستقرار والتقدّم التي تتلاقى مع طموحات اللبنانيين جميعاً وآمالهم».
التحقيق مع سلامة اليوم: نحو التوقيف
قضائياً، يبدأ اليوم قاضي التحقيق الاول في بيروت بلال حلاوي، استجواب حاكم مصرف لبنان السابق رياض سلامة.
وحسب ما رشح من اجواء فإن الجلسة اليوم ستكون جلسة استجواب بكل معنى الكلمة، وتفيد هذه الاجواء ان القاضي حلاوي بصدد اصدار مذكرة توقيف وجاهية في ضوء ما يتجمَّع لديه من معطيات.
ويشهد قصر العدل تدابير امنية خاصة، لدى وصول سلامة وخروجه، واثناء التحقيق.
المصدر – اللواء