في دلالة واضحة على مدى حجم الاستياء “العوني” من الحال التي بلغتها البلاد والعباد، وفي سابقة في تاريخ العلاقة بين النائب السابق الدكتور نبيل نقولا بـ”صديقه” كما وصفه “الجنرال” ميشال عون، انتفض نقولا على الواقع، رافضاً تحميل “صديقه” وزر مسؤولية ما يجري، داعياً اياه في رسالة وجهها اليه الى فضح القريبين والبعيدين.
ولدى محاولة نداء الوطن” الاستفسار من نقولا عمّن يقصد بعبارة القريبين والبعيدين أجاب: “حزب الله الذي حمل الرئيس عون الى المحافل الدولية والعربية لواء الدفاع عنه وعن المقاومة، فيما امينه العام السيد حسن نصرالله لا يزال متعلقاً برئيس مجلس النواب نبيه بري ويعتبر ان الرئيس سعد الحريري هو المخلص، و”حزب الله” الذي يغطي الفساد بكل فروعه، بدءاً من تهريب المحروقات عبر المعابر، الى تغطية الفساد المستشري في غالبية الوزارات، وتغطية المسؤولين عن مالية الدولة اللبنانية منذ سنة 1990 حتى اليوم، والتي استلمها بري والحريري، ويتهمون الرئيس عون اليوم بانه سبب انهيار الدولة، واقصد ايضا سعد الحريري الذي يعرف الجميع ماذا فعل الجنرال عندما اختطف، وسمير جعجع الذي زاره العماد عون عند مجيئه الى لبنان في السجن طالباً منه طي صفحة الماضي وتركها للمؤرخين”.
ووصف نقولا علاقته الحالية برئيس الجمهورية بأنها علاقة اخ مع اخيه وصديق مع صديقه والاب مع ابنه والمعلم مع تلميذه”.
وجاء في رسالة نقولا الى عون:
” فخامة الرئيس العماد ميشال عون لك منّي التحيّة، والاحترام
بعد أن نفد صبر اللبنانيّين من الأوضاع الاقتصاديّة، والمعيشيّة، وحتّى الأمنيّة منها، أتوجّه إليك، وأنت من أَقسَمَ على الدستور بالمحافظة على الوطن أرضاً، وشعباً، وبقلبِ الطاولة على رؤوس الجميع من وزراء حتّى لو كانوا مستقيلين، ونوّاب حاليّين، وقضاة لإجبارهم على القيام بواجبهم الدستوري إن كان مراقبة أو محاسبة.
فخامة الرئيس
لا كهرباء، ولا ماء، ولا محروقات بكلّ مشتقّاتها، ولا دواء، وقريباً لا مستشفيات، ولا مواد غذائيّة إلّا للمحظوظين.
فخامة الرئيس، الكلّ يعرف أنّ المسؤوليّة تقوم على السلطتين التنفيذيّة، والتشريعيّة، ولكن عندما لا تقوم هذه السلطات بواجبها الوطنيّ على السلطة القضائيّة التحرك، ومحاسبة جميع المقصّرين، وهنا تسقط جميع الحصانات لأنّها جريمة موصوفة، ومشهودة. أين المدّعي العام الماليّ المناطة به المراقبة على كلّ التعدّيات الماليّة؟ أين المدّعي العام التنفيذيّ المسؤول الأوّل عن حماية الوطن، وليس عن نفسه، ووضع المطالبين بحقوقهم الدستوريّة المعترف بها عالميّاً في السجون لمجرّد المطالبة.
فخامة الرئيس لقد عرفتك ثائراً على الظلم، وعلى “الإستبلشمنت” القاهرة للشعوب، وأنت لست بحاجة لمنصب لأنّك أعلى من كلّ المناصب. عرفتك جنرالاً تشهد للحقيقة، وعلّمتنا أن نقولها حتّى الاستشهاد. إنتفض فخامة الجنرال، والبس بزّتك العسكريّة، وافضح القريبين، والبعيدين.. كنت تقول لي الموت استشهاداً أفضل من الموت السريريّ البطيء. عُدْ الجنرال ميشال عون، واضربْ يدك على الطاولة، وصارح اللبنانيّين بالحقيقة من ألفِها إلى يائها لأنّ لبنان، والحقيقة توأمان.
لن تنتهيَ الحرب في لبنان إلّا بعد أن نصارح بعضنا بعضاً بالحقيقة مهما كانت صعبة، وقاسية. أنا تربّيت، وترعرت على مقولة الحياة وقفة عزّ. ستّ عشرة سنة في فرنسا بجوارك تعلّمت منك الإقدام. أنا على ثقة بأنّك ستنقذ الوطن، ولا مجال بعد الآن للتباطؤ.
عذرًا فخامة الرئيس، أنت علّمتني الصراحة، لك طول العمر.