مما لاشك فيه أن أغتيال العالم النووي ألايراني “فخري زادة” هو حدث مفصلي،وهو لايقل أهمية عن جريمة أغتيال “قاسم سليماني”،وألاكيد أيضاً أن الرد ألايراني سيأتي بطريقة أو بأخرى مع العلم أن العملية التي حدثت هي عملية أمنية وأن الرد أن حصل سيكون بنقس الطريقة.
إن عدم الرد سيؤدي إلى تعطيل سياسة توازن الردع إلتي فرضتها أيران ومعها محور المقاومة على الولايات المتحدة واسرائيل،وسيدفع المحور ألاخر إلى التفكير بأرتكاب المزيد من الاستهدافات ليس في أيران فقط بل في سوريا ولبنان أيضا وفلسطين المحتلة.مما لاشك أن تنسيقاً أميركياً – اسرائيلياً سبق العملية.مما يعني أن العملية ليست ألارسالة أميركية بالدرجة ألاولى لأيران بإنها لن تقبل بإي تغيير في القوى على الارض يهدد أمن اسرائيل. طبعا الولايات المتحدة ستحاول أن تحشد أكبر عدد من حلفائها في مواجهة أي رد أيراني محتمل.وهي ستجد تجاوباُ من دول عدة تدور في فلكها.ضاربة بذلك عرض الحائط بكل الروادع القانوية وألاخلاقية. مشهد اعتدناه من الدولة ألاقوى في العالم.
فالولايات المتحدة في سياستها الخارجية لاتتمتع بأي قيمة خلقية. هناك عوامل عدة تدفع للأعتقاد ان أقطاب ألاتحاد ألاوروبي وخاصة فرنسا.والمانيا يشعرون بخطورة الضربة التي حصلت وأن من قام بها كان يهدف من جملة مايهدف ألى توجيه رسائل لأطراف أروربية وأقليمية متعددة. وألى الصين أيضا.
فالثقة بين ألاوروبين وأدارة ترامب لم تعد موجودة كما كانت من قبل. لقد توسعت دائرة الحذر عند ألاوروبين بالنسبة للدور ألاميركي وخاصة بعد ان أدت السيطرة ألاميركية إلى أضعاف الدور ألاوروبي أقليميا ودوليا.
وهذا يعني فشلاُ أميركيأ في قيادة اي تحالف دولي فاعل لشن عمل عسكري ضد أيران. بالرغم ان العملية التي حصلت هي أعتداء على سيادة أيران كونها حصلت في قلب العاصمة ألايرانية. وهي تظهر وكأنها محاولة لجر أيران وحلفائها الى حرب.والتي قد تكون حرب عالمية حقيقية على ساحة ألشرق ألاوسط.ولكن بالرغم فأن الاعتقاد الغالب هو أن أحداً لايريد ألأنجرار إلى الحرب.
فالحرب أن قامت فهي ستكون مكلفة للجميع وستلحق أفدح ألاضرار بأقتصاد الجميع خاصة في هذا الوقت بالذات التي وضعت عاصفة كورونا أقتصاديات جميع الدول على شفير ألانهيار.
أميركا واسرائيل تريدأن أضعاف أيران وحصارها ومنع حلفائها من إلاعتماد عليها وخاصة لجهة دورها الفاعل في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين كل ذلك تحقيفاً لرغبات ومصالح اسرائيلية ملحة.
هذا من ناحية اما من ناحية اخرى أعتقد ان “ترامب” بعد أن صبح متيقناُ من انه لن يسطتيع منع “بايدن من الوصول ألى البيت ألابيض في الشهر المقبل.فأنه يعمل مافي وسعه على محاولة تطويق ألادارة ألاميركية إلتي ستأتي من بعده بحزام من ألازمات.
أيران تدرس خيارتها بشكل دقيق وهادئ وأي خيار ستتخده ومهما كان نوعه لن يكون خيارأ متهوراً وهو سيأتي منسجماُ مع أحكام القانون الدولي وميثاق ألامم المتحدة.
كاتب وصحافي من لبنان